مقالات

قدرية الشبراوي تكتب.. المهاجرون إلى أمريكا مرتزقة حروب في المنطقة

 

 

قدرية الشبراوي تكتب.. المهاجرون إلى أمريكا مرتزقة حروب في المنطقة

هل ما يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية بخصوص موضوع الهجرة غير الشرعية له علاقة بأحداث منطقة الشرق الأوسط المحتدمة ؟

عندما اشتد الصراع بين الحكومة الفدرالية الأمريكية وولاية تكساس وحاكمها جريج أبوت حول آليات إدارة الحدود بين ولاية تكساس ودولة المكسيك ،ولاية تكساس تمسكت بوقفها في استمرار وضع الأسلاك الشائكة على الحدود بينها وبين المكسيك لمنع الهجرة غير الشرعية وموقف تكساس عقلاني و مفهوم ، ولقد مررت ولاية تكساس أيضا إصدار أوامر قضائية لترحيل المهاجرين. وقد صرحت سلطات ولاية تكساس أن إدارة الولايات المتحدة الأمريكية لا تستخدم القانون والسلطات المخولة لها لحماية الحدود بين تكساس والمكسيك لدرجة أن هناك أحكام قضائية ضد ولاية تكساس لرفع الحواجز والأسلاك الحدودية العائمة على نهر ريو جراندي إلا أن ولاية تكساس رفضت الإنصياع للحكم. وهذا الموقف استوقفني كثيرا . ما هو الغرض وراء هذا التساهل والسماح بدخول المهاجرين غير الشرعيين من قبل سياسات إدارة بايدن؟

فهناك 11300 مهاجر غير شرعي تم نقلهم إلى العاصمة واشنطن أكثر من 13300 إلى مدينة نيويورك و أكثر من 6700إلى شيكاغو و أكثر من 2600إلى فيلادلفيا و أكثر من1000 إلى دنفر . فمما لا شك فيه أن العالم كله تجتاحه موجة غلاء الأسعار و الشعب الأمريكي يشتكي من نقص في بعض السلع و صعوبة تغطية التأمينات الصحية في بعض المناطق ، وينحاز الرئيس الأمريكي السابق ترامب إلى حماية الولايات المتحدة من موجات الهجرات الغير شرعية لأن ذلك يمثل عبء على الدخل القومي. ويذهب أغلب الظن إلى أن هذا سجال بين الحزب الديمقراطي من ناحية و الحزب الجمهوري من ناحية أخرى خصوصا مع اقتراب موعد إنتخابات الولايات المتحدة الأمريكية ولكن في وجهة نظري هناك أسباب خفية أخرى وراء سياسات التساهل مع الهجرة غير الشرعية من قبل البيت الأبيض لها علاقه بما يحدث في منطقتنا منطقة الشرق الأوسط المستهدفة دائما في الماضي و الحاضر والمستقبل. وثبت ذلك بعد الإعلان عن أحدث مشاريع الكونجرس لحل أزمة المهاجرين الغير شرعيين فهذا المشروع يشير إلى أن هناك الكثير فيما وراء قرارات رفع الحواجز الحدودية فمشروع القرار ينص على” الجنسية مقابل التجنيد”. نعم عزيزي القارئ كما قرأت تماما ..الجنسية مقابل التجنيد في الجيش الأمريكي. فلماذا تريد الولايات المتحدة زيادة أعداد أفراد الجيش الأمريكي من المهاجرين غير الشرعيين. فهل تريد أمريكا الزج بهؤلاء الجنود في الحرب الإقليمية المزمعة في منطقة الشرق الأوسط. فتؤسس قوات من خارج منظومة الجيش على غرار قوات فاجنر الروسية حتى تحافظ على أرواح الجنود الأمريكيين ولا تلقي بهم في جحيم الحروب ، أم تجهز لحرب عالمية ثالثة أيضا في منطقة الشرق الأوسط لمنع النظام العالمي الجديد من الصعود حتى تبقى متربعة على عرش الإمبريالية الحديثة حتى تضمن دائما موارد وأسواق لمنتجاتها. ويتزامن مشروع القرار مع أقوى جسر جوي من المقاتلات لم يصل تل أبيب منذ حرب أكتوبر73، أسلحة أمريكية تصل إسرائيل تضم عشرات المقاتلات من نوع F35 و إف 15 ومروحيات أباتشي. ويتزامن ذلك أيضا مع تصريحات بي بي أو هكذا يدعون هذا النتن ياهو عندما صرح عن إصراره على إقتحام مدينة رفح الفلسطينية. و إدعائه أن هناك 4 كتائب من قوات حماس تحت مدينة رفح الفلسطينية. فلازالت أحلام التهجير تداعب مخيلة مجرم الحرب الملعون. و لازالت الولايات المتحدة تلعب على حبال المعايير المزدوجة تطالب إسرائيل ظاهريا بالمحافظة على أرواح المدنيين وفي نفس الوقت تمد إسرائيل بالعدة والعتاد حتى تحصد أرواح المدنيين الأبرياء. تطلق أبواق لكي تخدع العالم، فيقول بايدن “لاينبغي شن هجوم على رفح دون خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ لضمان سلامة ودعم أكثر من مليون شخص لجأوا هناك”. و هاهي البروفيسوره أدريا لورانس من جامعة جونز هوبكنز تصرح لجريدة نيوزويك وتقول ” أن الولايات المتحدة ببساطة لا تملك القدرة على ردع الحكومة الإسرائيلية التي يعتقد البعض من منتقدي بايدن أنه يمتلكها” . ألا يعلموا أن هذه الحرب تقف في اللحظة التي يمتنع بايدن فيها عن إمداد إسرائيل بالأسلحة. فقد توقفت إيطاليا عن إمداد إسرائيل بالأسلحة منذ السابع من أكتوبر.وكذلك القضاء في هولندا أصدر قرار بوقف إمداد قطع غيار الأسلحة لإسرائيل. أفلا تستحي يا دولة الحريات من نزيف دم الأبرياء الذي يهدر كل دقيقة بمباركة منك. الأبرياء في غزة كانوا سوف يجدون بعض الطعام و الدواء إذا لم تحجب الولايات المتحدة وحلفائها الإمداد المادي لمنظمة الأنروا، والآن غزة محرومة من الطعام والماء النظيف للشرب و الدواء و الكساء ، غزة تعاني من حصار يمنع عنها أساسيات الحياة وكأنه لا يكفيهم القتل بآله الحرب الوحشية ولكن تقتلهم جوعا وعطشا ومرضا أيضا. فيالها من منظومة حقوق إنسان يتشدق بها الغرب. فهم لم يحرموا سكان غزه من حقوقهم فقط ولكن إجتثوهم أشلاءا من فوق الأرض في أبشع صورة للوحشية على الأرض. فلا تحدثينا يا أمريكا انت وحلفائك عن حقوق الإنسان مرة أخرى فهي منتهكة في قانونك و دستورك. فالحذر ثم الحذر من إعطاء الفرصة لهدم بلادنا وإلحاقنا بنظائرنا ممن حولنا. ويجب أن نعلم أن الوحش عندما يقرر الصيد لا يرجع إلا وفي فمه الفريسة لذلك عندما وجدوا في مصر قيادة واعية لكل ألاعيبهم الآن يجهزون على جنوب لبنان. فقد قال وزير الأمن القومي الإسرائلي إيتمار بن جفير ” إن الهجوم الصاروخي على صفد هو بمثابة إعلان حرب” . وقد تم بالفعل شن غارة جوية أستهدفت مدينة النبطية أحد أكبر ثلاث مدن في جنوب لبنان و هي مكتظة بالسكان من بعد قصف مدينة حولا أيضا. حمى الله لبنان لؤلؤة الشرق أم الشرائع و حمى الله مصر أم الدنيا أرض الإله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى