مقالات

انا قلبي بيدق؟!

*وطن النجوم*
الصحفى السودانى الكبير علي سلطان

هل خطر لك يوما ان تسمع دقات قلبك؟ هل قلبك يدق بقوة وعنفوان ام هو خائر القوى واهن..؟ هل اصاب قلبك الوهن؟هل يضخ قلبك الدم(هذه المضخة المذهلة) الى سائر الجسد من راسك الى اخمص قدميك دون عوائق؟
هل تصحو ليلا متاخرا وتتقلب على فراشك ثم تتذكر الله جل وعلا فتسبحه وتحمده وتحوقل وتصلى على النبي؟ هل اضجعت على يمنيك ذات ليلة فذكرت الله فذكرته ودعوته ورجوته واستسلمت للنوم قرير العين؟
هل تجد فرصة تختلي فيها لنفسك المثقلة بهموم الدنيا العام والخاص فتتذكر بعض ماصنعت نجحت او اخفقت؟ هل تحاسب نفسك.. وتعري ذاتك وتجلدها ان اسات وتكافئ صنيعها إن احسنت؟
وهل اتاح لك الركض وراء الحياة اليومية فرصة للتأمل والمحاسبة وترقية الذات؟ ام اصبحت و اصبحنا نتصارع في معترك الحياة كل يصبح يغدو ويمسي ويركض وراء لقمة العيش لاسرته فلا يجد فرصة اخرى غير سعيه وراء كسب قوت يومه؟
فإن سنحت فرصة بين ركض وركض هرع اصحاب الهواتف الذكية الى هواتفهم وعالمهم الافتراضي يعيشون حياة موازية لحياتهم الدنيا فيها من الإثارة والتشويق والغلو والتطرف والاكاذيب والتزييف والخداع ما يفوق عالمنا الواقعي مئات المرات..!
عالم عجيب يفيض حتى يضيق بجميل الكلام والكلام الطيب في الدين والموعظة الحسنة والحكم والنوادر والشذرات فنكاد ان نمتلئ من الحكم والمواعظ والكلمات الطيبات الملونات فنعجب بها ثم نوزعها على اصحابنا ومجموعاتنا فنكاد نمضي يومنا في لصق ونشر..! ثم تضيع تلك الكلمات ومقاطع الفيديوهات العامرة بالخير بالحكم والمواعظ وكانها حلاوة قطن او ايسكريم سرعان مايذوب ويترك فقط مذاقا حلوا على اللسان..! فلا بقيت الموعظة في القلب ولا اثمرت..!
هذا هو عالمنا الافتراضي الذي نسبح في محيطه كل لحظه.. ثم نجد واقعنا غير ذلك.. رغم ان عالمنا الافتراضي يبالغ في نقل واقعنا وتفاصيله الدقيقة.. ولكن كلها ترشح بالاكاذيب والتزييف والخداع الممنهج المقصود..!
فكيف تكون تلك الحياة بين عالم افتراضي وصداقات وشؤون وشجون وعالم واقعي ليس فيه غير العنت والمشقة..!
لا امل يبدو في خلاص وحياة هانئة لقد اصبحنا اسري تكنولوجيا لا نعرف كنهها ولا مستقرها ولا مستودعها واين تبدا واين تنتهي!!
هل نضرب بهذه الهواتف الدكية الحائط او ندوسها تحت اقدامنا فنخلص من عالمها و وسواسها وبؤس حياتنا فيها!!
ولكن هل نجروء علي ذلك؟
سؤال.. وسؤال مازال معلقا.. هل تفقدت قلبك..؟ هل مازال يدق بعنفوان ام هو واهن معلول؟ هل تحسست قلبك.. هل هو عامر بالخير ام بالشر؟!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى