الريدى من الاحباط الاذاعى إلى الابداع الروائى والشعرى
كتب/ علاء الدين الساوى
رغم عشقه للأدب منذ نعومة أظفاره وتمكنه من قرض الشعر مبكرا ولم يلبث أن كتب روايته الأولى ونشر أشعاره فى صحف الأهرام المسائى وروز اليوسف ومجلة حريتى إلا أنه بعدما ترك المحاماة متجها الى العمل الاذاعى حيث نجح بشكل متميز فى اختبارات الاذاعة وبدأ العمل من إذاعة شمال الصعيد وانتقل بعدها إلى اذاعة الاسكندرية وحقق فيها نجاحا كبيرا ملفتا شهد له كثيرون من كافة الأطياف ومع ذلك فقد قرر الانتقال إلى إذاعة القاهرة الكبرى ورغم أنه ظل لسنوات يدير إحدى الندوات الشعرية المتميزة فى عروس المتوسط ولكنه كأنما تناسى أهمية نشر أعماله الأدبية المنوعة حتى فوجئ أن العمر يتفلت وأنه رغم ما حققه من شعبية بين محبيه من المستمعين والزملاء والمتابعين والكتاب والصحفيين والمفكرين لكنه تعرض لاحباط شديد جراء حرمانه أكثر من مرة من حقه فى المكانة التى يستحقها إداريا وكوضع وظيفى لائق هو جدير به فأفاق قبل فوات الآوان وبدأ يجمع أشعاره ويسطر ويدون ويكتب مستعدا للنشر آملا أن تكون الاطلالة الأولى بظهور عمله الأول فى معرض القاهرة الدولى للكتاب الذى يحرص أشد الحرص هو واسرته على التواجد به بشكل دائم وحضور بعض فعالياته ويسعى الأبناء على اقتناء كثير من كتبه القيمة ، فقرر استجماع مخزون موهبته مستدعيا كامل طاقته الإبداعية وأخذ يجهز ديوانه الأول ” مابين الحب وظنونه ” وهو ديوان عامية يتضمن مختلف مشاعر المحبين المتناقضة والمدهشة والجياشة والمثيرة ، وبالفعل رأى النور وحل ضيفا فى أحد أجنحة المعرض ، وتواصل العطاء سخيا فصدرت له اولى رواياته التى حملت اسم ” البيه رمضان ” والذى كان فى الأصل مع إدخال بعض التعديلات اللازمة مسلسلا اذاعيا من تأليفه وقام ببطولته مع فريق عمل إذاعى متميز وهو عمل يحمل كثيرا من المواقف الكوميدية والساخرة ومحاولة جادة لعلاج عديد من السلوكيات الخاطئة فى المجتمع ويتعرض البطل لمواقف صعبة للغاية ومخاطر كبيرة جدا ممن وقعوا فريسة لقوى الشر إلى حد تعرضه للقتل ثم اختفائه المفاجئ ، ما يفتح الباب لجزء جديظ ، ثم تتواصل الأعمال بصدور ديوان الفصحى ” عزف على وترين ” وترك أنت ووتر الوطن والذى يجمع بين قصائد الحب للمعشوقة المرأة وللمعشوقة مصر ، تلاه روايات ” دهاليز الشيطان ” ويتناول فيه الأديب خالد الريدى فى مغامرات منوعة ما تقوم به مجموعات من أخطر المجرمين الذين يسعون لتدمير المجتمع بأفكارهم الشيطانية الخطيرة التى قد لا تخطر لإبليس على بال وهى تدخل فى دائرة الروايات البوليسية وعالم الحريمة ، ورواية ” الميراث اللعين ” وهى خلاصة ميراث الفقر والجهل والمرض بتنويعاتهم المخبفة والتى تؤدى لجرائم ومخاطر وتداعيات خطيرة على المجتمع خصوصا فى صعيد مصر الغالى ، وقد استمدها الإعلامى الروائى خالد الريدى من عمله الاذاعى ” الميراث ” الذى ألفه ومثل فيه أيضا ، وتواصلت مشاركاته الفعالة فى معرض الكتاب الأهم عالميا فى قاهرة المعز ، ورأت النور روايته ” الجزيرة الملعونة ” والتى تعد نوعا من الروايات الخيالية المحضة التى تحفل بالرعب كذلك وفيها أحداث مشوقة للغاية وغريبة جدا ولاح فيها الأمل بعد كوارث مذهلة ثم كانت الصدمة الكبرى ، ولذلك لم تنته رواية الجزيرة الملعونة بل إن الأحداث تتلاحق فى جزء جديد فى الطريق ، وفى هذا العام وفى معرض القاهرة الدولى الأخير للكتاب رقم ٥٥ اطلت روايته الأخيرة ” مجاهد ف الجهادية ” التى تجمع بين الواقع والخيال والمواقف المضحكة الساخرة وبعض المغامرات والمواقف التى لا تصدق ، ولأن معين الأدب لا ينضب لمن عشق اللغة وآدابها كما تلعب الجينات دورا مهما فقد فاجأه ابنه الاكبر الطالب بالفرقة الثانية بكلية هندسة الاسكندرية وصدرت له مجموعته القصصية ” دوامة أرق ” ونفدت طبعتها الأولى وتلاها نفاد الطبعة الأولى من ” مجاهد فى الجهادية ، ولهذا يواصل القلم نزيفه الراقى ففي الوقت الذى كان حصل فيه منذ سنوات طويلة على ماجستير القانون العام فى كلية حقوق الاسكندرية وكان له بحث قانونى مهم مشترك مع الاعلامية الدكتورة القاصة الشاعرة أسماء عجلان زوجته وأم أبنائه مدير التنفيذ بإذاعة الاسكندرية فكان لزاما عليهما أن يتقدما به إلى الهيئة المصرية العامة للكتاب ليصدر قريبا كمرجع مهم للمهتمين بالمرأة المصرية مجتمعيا وكذلك للباحثين فى مجال القانون ، ويكعف الأديب خالد الريدى على تجهيز ديوان جديد يجمع بين الفصحى والعامية ، حيث أدرك متأخرا جدا رغم عشقه للميكروفون فى مشوار اقترب من الثلاثين عاما تقريبا ، أنه رغم سحر الأثير وتفانيه فى عمله لكن ما أسهل النسيان وأن يضيع كل سجلته الأجهزة وحوته الأشرطة أو حفظته الأسطوانات المدمجة لأسباب شتى ، لكن ما سطره القلم بمداد من نور صار كتابا وروايات ودواوين فلا يمكن أن يفنى أبدا ، وبهم يكتب الخلود للمبدعين بعدما يفارقون الوجود ، فالكتاب هو الوجود والخلود !!