أمير أبورفاعي يكتب.. هرتزل سبق جوبلز إعلامياً فوصل الأمر بنا إنحرافياً
أمير أبورفاعي يكتب.. هرتزل سبق جوبلز إعلامياً فوصل الأمر بنا إنحرافياً
لاشك أن حجم الأخبار والتصريحات التي باتت تضخ يومياً تشكل ضغطعاً قوياً على الجمهور المتلقي لهذه الأخبار بعدما أضحت سهلة الوصول عبر تقنيات التطور التكنولوجي الملازم لنا، فمع سهولة وصول الأخبار والتصريحات عبر الهواتف الذكية وتطبيقات مواقع التواصل الإجتماعي تحول الأمر إلى حصار أفكار وتوجهات لم يعيشه الإنسان من قبل وهو أمر مفروغ منه بفعل ديناميكية التطور.
ومع ضخ هذه الأخبار والتصريحات وحتى مقاطع الفيديو بجرأة متناهية معبرة عن أطروحاتها بمواربة أحياناً وبوضوح أحياناً أخرى، واستخدام عبارات رنانة مطاطة تارة وعبارات تشكيك وتحريف تارة أخرى، تحول متلقي الأخبار والتصريحات إلى خزينة أفكار صناع الإعلام يسيطرون عليها فيستدعون ما يريدون وقتما يشاوؤن ويغضون الطرف عما لا يخدم مصالحهم وقتما أرادوا، وبات تناقل الأخبار والتصريحات بفعل التكنولوجيا أمراً أسهل من إعداد كوب من القهوة بمقاديرها ومكوناتها أو حتى وقت استغراقها على نار لتنضج.
ومع غموض الأخبار والتصريحات أصبحت شهية الإعلام في جذب الأنظار والانتباه أكثر هرولةّ وراء ما يعرف بالأخبار والموضوعات الساخنة وهو قطعاً الأمر الغير قاصر على مفهوم الجنس في الإعلام أو ما كان يطلق عليه من فترة الموضوعات الصفراء، وهنا برز استراتيجية إعلامية حملت ظلماً ونسبت بهتاناً إلى وزير إعلام هتلر الألماني المعرف بإسم جوبلز المنسوب له مقولة ” إكذب ثم إكذب ثم إكذب .. حتى تصبح الكذبة حقيقة ويصدقها الجمهور ” وقطعاً هي فكرة واستراتيجية إعلامية انتهجها عدد من وسائل الإعلام على مختلف مشاربها لتوجيه الرأي العام وتشكيل العقل الجمعي حيال قضايا بعينها تخدم مصالح محددة.
ولكن الأمر لم يكن أبداً مبدأه عند هتلر والسيد وزير إعلامه، فقد سبقه تيودور هرتزل، ذاك الصحفي والروائي – الفاشل بشهادة معاصريه – الذي دعى لأول مؤتمر في أوروبا للحركة الصهيونية سنة 1897 بعدما خلط الأوراق وزور الحقائق وكذب الوقائع منادياً بقيام وطن قومي للصهاينة، فجاب على أبواب حكام الدول وشكل تنظيمات سرية وتاجر بالدين رغم كونه ملحداً ليمرر مبتغاه في تهجير أناس من بلادهم ووضعهم في أرض لشعب آخر، فأنتهج سياسة الكذب تحت ستار المظلومية ليؤثر على العقول ويسلبها اتزانها في تقييم الأمور لخلق رأي عام وعقل جمعي يدعم تواجهته، الأمر الذي لم تتخلى عنه دولة الإحتلال الإسرائيلي منذ لحظة إعلان قيامها في سنة 1948 إلى الآن، ومع التطور التكنولوجي استخدمت دولة الحركة الصهيونية نظرية مؤسسها هرتزل بصورة تواكب العصر فصارت هوية الكذب الصهيونية هي المرجعية لكل خبر وتصريح يخرج عن إعلام أبناء هرتزل، لتجد أخبارهم المجال مفتوحاً أمام حروفهم ومقاطعهم المصورة لتتناقلها وسائل الإعلام المختلفة بكل أريحية في تحالف مصالح جديدة أزاحت عن دول سم الصهاينة المستتر لتشقى به دول أخرى وشعب أعزل .
وللحديث بقية ..