الخبيرة التربوية نفسية زكريا تكتب.. سليلة أهل بيت رسول اللهﷺ
تحتفل مصر و الأمة الإسلامية بمولد سيدتنا زينب بنت سيدنا علي بن ابي طالب كرم الله وجهه و امها السيدة فاطمة الزهراء ولا يخفى أن نسل أهل البيت حفظه الله جيل وراء جيل فهو النسل الحسيني النوراني الذي ملأ أركان البرية بالأنوار و البركات
ولقد استدعى رسول الله صلى الله عليه وسلم السيدة فاطمة رضي الله عنها و سيدنا علي كرم الله وجهه و اجلسه على يمينه و جلست السيدة فاطمة البتول في يساره و أجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا الحسن و سيدنا الحسين في حجره (وكان هذا على مشهد من سيدتنا سلمى زوجته رسول الله صلى الله عليه وسلم)
و أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة عباءة أو كساءا فغشاهم بها ثم أخرج يده اليمنى من الكساء و ألوى بها إلى السماء ثم قال صلى الله عليه وسلم (اللهم هؤلاء أهل بيتي و خاصتي فاذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا) ،وقال الحبيب بعد تقبيل سيدنا علي و السيدة فاطمة الزهراء و حسن و حسين رضي الله عنهم و أرضاهم أجمعين “اللهم إليك لا إلى النار أنا و أهل بيتي”
و السيرة العطرة لدرة نساء الارض الطاهرة كريمة الدارين و صاحبة التاج و الصولجان و رئيسة الديوان المشيرة العظيمة فلا تكفي الكلمات و لا الصفحات لذكر محاسنا و كرامتها و بركاتها و عطفها على الفقراء و المساكين فالدعاء في مسجدها الشهير مقبول بشفاعتها
فاست الكثير من الشدائد و الأحزان فقد شهدت انتقال جدها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أمها البتول بعد ذلك بستة أشهر و تزوجت بسيدنا عبد الله ابن سيدنا جعفر الطيار و أنجبت علي و عونو عباس و محمد و أم كلثوم و شهدت تولي سيدنا علي الخلافة و شهدت أيضا مصرعه فكم تحملت من ألم و حزن و قد تنازل سيدنا الحسن ابن علي رضي الله عنه عن الخلافة لمعاوية ابن أبي سفيان حقنا لدماء المسلمين ؛ ولما توفى معاوية تولى يزيد الخلافة و حيكت المؤامرات للخلاص من أهل البيت و تحديدا سيدنا الحسين رضي الله عنه و أرضاه ،فأرسلت له طائفة من أهل العراق يوعدونه بالنصرة و البيعة و شعر كبار الصحابة بالخطر المحدق بسيدنا الحسين و حاولوا اثناءه عن السفر للكوفة و لكن شجاعة قلبه و حرصه على تعاليم رسول اللهدفع به إلى كربلاء التي هي حقا كربو بلاء و شهدت السيدة زينب هذه المعركة برباطة جأش و أنشدت قائلة
ماذا تقولون إن قال النبي لكم
ماذا فعلتم و أنتم ٱخر الأمم
بعطرتي و أهلي بعد فرقتكم
منهم أسارى و منهم خضبوا بدمي
ماكان هذا جزائي إذ نصحت لكم
أن تخلفوا مني سوءا في ذوي رحمي
و قالت كريمة الدارين أنها سمعت سيدنا الحسين و هو في المشهد يقول بصوته
“يا دهر أما لك من خليل
كم لك بالشريف الأصيل
من صاحب أو طالب أو قتيل
والظهر لا يقنع بالبديل
و إنما الأمر إلى الجليل
و كم لوهالك سالك السبيل ”
وذهبوا بالسبايا إلى الكوفة و معهم سيدتنا زينب رضي الله عنها حاملين رأس الشهيد (وليس أ بي شهيد)
فقالت:يا محمودا صلى عليك ملائكة السماء، هذا حسين بالعراء مزمل بالدماء مقطع الأعضاء و بناتك سبايا و ذريتك مقتلة و أنشدت برباطة جأش الحمد لله الذي أكرمنا بمحمد و طهرنا تطهيرا إنما يفتضح الفاسق و يكذب الفاجر .
و أراد هذا الفاجر قتل سيدنا علي إبن سيدنا الحسين رضي الله عنه و أرضاه فقد وقفت كالأ سد الجسور وقالت أيألك الله إن كنت مؤمناً إن قتلته أن تقتلني معه وشاء العزيز الحكيم نجاة سيدنا علي إبن الحسين رضي الله عنهوأختتم هذه السيرة بدعاء مبارك لحبيبة المؤمنين و معشوقه أهل مصر
(يا من لبس العزة و تردى به سبحانه يا من تعطف بالمحبة و تكرم
سبحان من لا ينبغي التسبيح إلا له جل جلاله سبحان من أحصى كل شيء عددا بعلمه و قدرته و سبحان ذي العزة و المن العظيم سبحان ذي القدرة و الكرم اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك و منتهى الرحمة من كتابك و باسمك الاعظم و جدك الأعلى و كلماتك التامات التي تمت صدقا و عدلى أن تصلي على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين و أن تجمع لي خيري الدنيا والآخرة بعد عمر طويل،اللهم أنت الحي القيوم و أنت تهديني و أنت تطعمني و تسقيني و أنت تميتني و تحييني برحمتك يا ارحم الراحمين.