قدرية الشبراوي.. لهذا لم ترفع مصر دعوى قضائية ضد إسرائيل
قدرية الشبراوي، الباحثة في شئون الشرق الأوسط تكتب.. لهذا لم ترفع مصر دعوى قضائية ضد إسرائيل
لكل من يتسائل لماذا لم ترفع مصر دعوى رسمية على إسرائيل تتهمها بخرق بنود اتفاقية منع الإبادة الجماعية مثل ما فعلت الدولة المحترمة جنوب أفريقيا؟ مصر داعمة لهذه الدعوة بكل ما أوتيت من إمكانيات و من قوة سياسية ودبلوماسية و استخباراتية. ولكن مصر لا تريد أن تترك دورها كوسيط بين طرفي الحرب لأن من خلال هذه الوساطة مصر تطلع على مجريات الأحداث و تقدم حلول نزيهه للتهدئة ونزع فتيل الحرب و لكن إذا قدمت مصر دعوى رسمية لمحكمة العدل الدولية ضد إسرائيل سوف تفقد دورها كوسيط بين حماس من ناحيةوبين إسرائيل من ناحية أخرى. و إذا فقدت مصر وساطتها من الممكن أن يأتي مكانها دولة أخرى غير نزيهه تضر بالوضع القائم بل وتزيده اشتعالا و من الممكن أيضا أن يكون له نتائج سيئة على المصالح المصرية في حد ذاتها.. بالإضافة إن أن أحكام محكمة العدل الدولية تتعرض للخرق و عدم التنفيذ أحيانا كثيرة فمثلا روسيا لم تنصاع للعقوبات التي فرضت عليها و ضربت بها عرض الحائط و كذلك قرار المحكمة ضد ميانمار في القضية التي رفعتها غامبيا ضدّ ميانمار بخصوص جريمة الإبادة الجماعية بحقّ شعب الروهينغا، اعتمدت المحكمة في يناير2020 تدابير مؤقتة تلزم ميانمار بالتوقف عن جميع أعمال الإبادة الجماعية ضدّ مسلمي الروهينغا، وضمان عدم ارتكاب قوات الأمن أعمال إبادة جماعية ورغم ذلك لم تفعل آليات للتنفيذ بالرغم من أن من الناحية القانونية، أحكام محكمة العدل الدولية مُلزمة للأطراف، لكن المحكمة لا تملك بنفسها سلطة تنفيذ أحكامها جبرًا على الأطراف، ولذلك، سيتوجب على الطّرف الذي له مصلحة التوجه إلى مجلس الأمن الدّولي بوصفه جهاز إنفاذ قرارات الأمم المتحدة لإصدار قرارٍ بتنفيذ حكم محكمة العدل الدولية وكلنا شهدنا مهزلة مجلس الأمن و الفيتو الأمريكي الحاضر دوما لرفض كل مشروعات وقف إطلاق النار في الحرب الإسرائيلية على غزة. ولكن برفع جنوب أفريقيا الدعوى سوف نكسب إثبات جريمة الإبادة الجماعية على إسرائيل مما سوف يعزز موقف غزة أمام الرأي العام العالمي و يحرج حلفاء إسرائيل و داعميها أمام شعوبهم. و لابد أن نتذكر أن مصر من بداية هذه الحرب هي التي استدعت المدعي العام للمحكمة الجنائية (كريم خان ) لتفقد الوضع في معبر رفح ووجه المدعي العام رسالة من مصر و نشر فيديو يرصد فيه الانتهاكات الإسرائيليه و عقد مؤتمر صحفي صرح فيه أن المحكمة الجنائية الدولية تجري تحقيقاتها بشأن الجرائم الإسرائيلية، مصر جزء أصيل من دعوة جنوب أفريقيا ضد إسرائيل فقد قال الرئيس السيسي بالحرف الواحد في قمة القاهرة للسلام ” مصر تطالب بتحقيق دولي في انتهاكات القانون الدولي بغزة” و قال في قمة الرياض ” نؤكد اليوم من جديد هذه الإدانة الواضحة مع التشديد في الوقت ذاته على أن العقاب الجماعي لأهالي غزة من قتل وحصار وتهجير قصري غير مقبوله و لا يمكن تبريرها بالدفاع عن النفس و لا بأي دواع أخرى وينبغي وقفها على الفور. إن المجتمع الدولي ولا سيما مجلس الأمن يتحمل مسؤولية مباشرة للعمل الجاد و الحازم لتحقيق ما يلي دون إبطاء ،ضمان النفاذ الآمن و السربع و المستدام للمساعدات الإنسانية و تحمل إسرائيل مسؤوليتها الدولية باعتبارها القوة القائمة بالإحتلال، إجراء تحقيق دولي في كل ما تم إرتكابه من انتهاكات ضد القانون الدولي .”
و لمتابع الموقف لابد أنه يعلم أن المعبر مسؤولية مزدوجة لأن فيه ناحيه مصرية وناحية في قطاع غزة و ناحية غزة المسوؤل عنها قانونيا الدولة القائمة بالإحتلال و للي متابع أيضا رئيس وزراء إسرائيل و وزير الدفاع و رئيس الأركان هناك صرحوا عدة مرات بأن دخول أي شاحنة مساعدات إلى غزة بدون تصريح من إسرائيل سوف تجعلها عرضة للقصف الفوري جويا. يعني السواق بالمعونات يكونوا في خبر كان، و يجب عليك أن تعلم أن مصر عززت ملف الدعوى ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية بكل الأدلة التي تدين الاعتداء الغاشم على غزة والمجزرة التي يشنها العدو الإسرائيلي. وشمل الملف أيضا شهادات الأطباء المصريين الذين عالجوا مصابي و جرحى غزة ووضحت شهاداتهم أن المصابين تعرضوا لأسلحة محرمة دوليا وهذه بتوجيه من الجهات السيادية المصرية بتنسيق مع دولة جنوب أفريقيا المحترمة . بالإضافة أن مصر دفعت جامعة الدول العربية لاتخاذ موقف داعم لدعوة دولة جنوب أفريقيا ضد إسرائيل. فقد اجتمع الرئيس السيسي مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط يوم 11 يناير و في 12يناير تم تضامن موقف جامعة الدول العربية مع موقف جنوب أفريقيا في القضية،مصر تخوض حرب جيوسياسيةواقتصادية٠ يتحدد بنتيجتها مصير المنطقة بأسرها، والغريب أن مصر صرحت كثيرا أن المعبر لم يقفل و لن يقفل من الجهه المصرية و لكن تجد من يصدقون اليهود و يكذبون مصر.. يصدقون من حرفوا الكلم عن مواضعه و قتلوا الأنبياء من آذوا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- و نزلت فيهم آيات الوعيد. و لا ينضم إلى جانب اليهود و الصهاينه ويصدقهم إلا عملائهم.