اخبار مصر

د. منال مرسي : هذه أهداف المسيحية الصهيونية من الحرب الإسرائيلية الشاملة ضد الشعب الفلسطيني

 

كتب- أمير أبورفاعي

قالت الدكتورة منال مرسي أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة الأزهر، تعود الأسباب الحقيقة للصراعات والحروب في الوطن العربي؛ إلى ما يتمتع به من موقع جغرافي وما يمتلكه من ثروات طبيعية وممرات مائية دولية ذات أهمية استراتيجية حيوية للقوى الكبرى، ومن أجل السيطرة على هذه المنطقة المهمة بدأ التقارب بين اليهود والغرب المسيحي بتوظيف الدين؛ لتحقيق أهداف سياسية لاحتلال فلسطين، والسيطرة على الشرق، واعتمدوا لاحتلال فلسطين وإنشاء كيان إسرائيل على أساس فكرة دينية تبناها مسيحيو الغرب من البروتستانت تحديدا، تستند هذه الفكرة على تفسير خاطئ لنصوصٍ دينية تشترط لمجيء المسيح وتحقيق الخلاص؛ تأسيس دولة لليهود، على أرض فلسطين وتمددها على دول الجوار، وتبلورت هذه الفكرة بظهور حركة Christian Zionism أو “المسيحية الصهيونية” التي نشأت في بريطانيا؛ثم امتدت إلى الولايات المتحدة الأمريكية في القرن التاسع عشر، لذا يقدم مؤيدو “المسيحية الصهيونية” في أوروبا وأمريكا الدعم الكامل لاقامة مملكة إسرائيل الكبرى حتى يتم عودة المسيح، فيرجع تأييد الغرب للكيان الصهيوني ودعمهم لاحتلال فلسطين والتمدد خارجها، إلى الفكر المسيحي الصهيوني، والاعتقاد بأن وجود اليهود في فلسطين وإقامة دولة يهودية على منطقة يطلقوا عليها اسم”ארץ ישראל השלמה” “ارض إسرائيل الكاملة”،  تمهد لعودة المسيح وفقًا للنبؤات ممنهجة سياسية لافتعال أحداث آخر الزمان، ومن أوائل من دعم أفكار المسيحية الصهيونية، وزير الخارجية البريطاني “آرثر بلفور” الذي صرح عام 1917 بقرار إعطاء الحكومة البريطانية وعد لليهود بإنشاء وطن قومي لهم على أرض فلسطين. والتي كانت خاضعة آنذاك تحت الاحتلال البريطاني، وانتقلت الأفكار المسيحية الصهيونية، إلى أمريكا وتبنى أغلب رؤساء أمريكا هذه الأفكار والتي كانت الدافع الأساسي لتنبي العديد من السياسات المؤيدة لإسرائيل والعدوانية تجاه الشعب الفلسطيني. ومن بينها التهجير القسري للفلسطينيين واستمرار سياسة الاستيطان والتهويد واعتبار القدس المحتل عاصمة لإسرائيل، والاعتراف باحتلال إسرائيل للجولان السوري، ورفض حق العودة للاجئين الفلسطينيين. ولهذا ظهر حاليا ما يعرف بتيار “הימין המשיחי” “اليمين المسيحي” في إسرائيل وسيطر على الحكومة الإسرائيلية الحالية، وذلك بعد تحالف نتانياهو مع أحزاب اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي لا يتبنى أفكار ومعتقدات المسيحيةالصهيونية فقط؛ بل يسعى لتنفيذها بالقوة والحرب، وأهمها، سرعة احتلال كامل فلسطين. وخططت الحكومة الإسرائيلية اليمينة المتطرفة في ال 7 من أكتوبر لانتزاع شرعية دولية لاستكمال احتلال باقي الآراضي الفلسطينية، ولحشد رأي عام دولي لشن حرب شاملة على الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس وغزة في آن واحد. وارتكاب المزيد من الانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، لفرض الاحتلال الإسرائيلي على الضفة الغربية وغزة، واستكمال أطماعه في المنطقة بأسرها بتوظيف الدين لخدمة الاحتلال الصهيوني، فهل يعقل أن إرهاب الشعب الفلسطيني، وارتكاب أبشع الجرائم للإبادته، تنفيذًا للأفكار المسيحية الصهيونية، والتي تتنافى مع الدين والانسانية، هو ما سيمهد لعودة المسيح ويحقق السلام العالمي!،وهل يمكن أن يتحقق السلام العالمي في ظل وجود هذه الأيديولوجية الإرهابية شديدة العداء للبشرية كافة، والتي تسعى إلى دمار الشعوب واحتلال الأوطان بحجة نبوءات توظف لأفكار كاذبة ؟!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى