مصر والأمم المتحدة “تحتفلان بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لحفظ السلام”
المنسقة المقيمة للأمم المتحدة "مصر لا تتوانى عن تقديم الدعم المباشر لحفظ السلام
كتب – محمود أمين:
أحيت وزارة الخارجية المصرية والأمم المتحدة في مصر الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لعمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، باحتفالية رفيعة المستوى أقيمت بقصر التحرير في القاهرة، لتعكس تقديرا بالغا للإسهامات الاستثنائية التي يُسديها حفظة السلام للسلم والأمن الدوليين.
حضر الاحتفالية السفير إيهاب بدوي، مساعد وزير الخارجية للشؤون متعددة الأطراف والأمن الدولي، والسيدة إلينا بانوفا، المُنسقة المُقيمة للأمم المتحدة في مصر وممثلون للمجتمع الدبلوماسي في جمهورية مصر العربية، وأفراد من الرجال والنساء من حفظة السلام المصريين وعائلاتهم، حيث كانت بمثابة مناسبة لتسليط الضوء على خدمات وتضحيات حفظة السلام من الرجال والنساء المصريين.
بدأت الاحتفالية بعرض كلمة مسجلة للأمين العام للأمم المتحدة وقال فيها ” إن حفظة السلام التابعين للأمم المتحدة هم القلب النابض لالتزامنا بعالم يسوده السلام. فعلى امتداد خمسة وسبعين عاما لم يتوانوا في إسداء الدعم لمن زعزعت النزاعاتُ والقلاقل حياتَهم في أرجاء العالم، أفرادا ومجتمعات. لذا فإننا نغتم مناسبة حلول اليوم الدولي لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة لإجلال إسهاماتهم الباهرة في تحقيق السلام والأمن الدوليين.”
ومصر من أبرز الداعمين لمبادرة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، “العمل من أجل حفظ السلام” A4P والتي تهدف إلى إصلاح وتفعيل منظومة حفظ السلام. وفي هذا الصدد عقدت مصر مؤتمرا دوليا رفيع المستوى من أجل تطوير أداء عمليات حفظ السلام في نوفمبر 2018 بالقاهرة. والمؤتمر هو الأول من نوعه منذ إطلاق المبادرة، وقد أثمر عن “خارطة طريق القاهرة” والتي تشمل خطة عمل وإطار تنفيذي متوازن للالتزامات المشتركة لمبادرة الأمين العام، والتي أقرها الاتحاد الأفريقي في 2020.
وقال السفير إيهاب بدوي، “لقد آمنت مصر بالدور الحيوي لعمليات حفظ السلام الأممية في صون السلم والأمن الدوليين. حيث تزايدت المساهمات المصرية بمشكل مطرد مما وضعها في مصاف كبريات الدول المساهمة بقوات عسكرية وشرطية في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام. ومنذ عام 1960، وحتى هذه اللحظة، ساهمت مصر في إجمالي 38 بعثة أممية بأكثر من 30 ألفا من قوات حفظ السلام تم نشرها في 24 دولة في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا. ولم تكتف مصر بذلك، بل ولعبت دورا هاما وقدمت إسهامات قيمة في تطوير الجوانب المفاهيمية لحفظ وبناء السلام.”
وقالت السيدة إلينا بانوفا، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في مصر، “إن مصر لا تتوانى عن تقديم الدعم المباشر لحفظ السلام، قولا وفعلا. بحلول نهاية أبريل، كانت مصر تساهم بأكثر من 2800 من الرجال والنساء من حفظة السلام. يخدم أولئك النساء والرجال في بيئات شديدة الصعوبة حول العالم ، وبعضهم يقدم التضحية الأغلى بدفع أرواحهم في سبيل السلام. وعلى مدى 75 عاما جاد ما لا يقل عن 60 مصريا بأرواحهم أثناء خدمتهم في حفظ السلام. وبينما نجتمع هنا اليوم، لا يفوتني أن أحيي أولئك الأبطال المصريين. والحق أننا هنا اليوم لنتذكر أصحاب الخوذات الزرقاء من مصر الذين قدموا أرواحهم في خدمة الإنسانية.”
ومصر هي سادس أكبر مساهم بأفراد نظاميين في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام. فهي تنشر حاليا ما يزيد على 2,800 من أفراد الجيش والشرطة في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام في أبيي، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، ومالي، وجنوب السودان، والصحراء الغربية. وقد تم تسليط الضوء على العمل الاستثنائي لحفظة السلام المصريين وإبراز تضحياتهم من خلال أفلام تسجيلية مُقدمة من وزارتي الدفاع والداخلية وكذلك من مركز القاهرة لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام.
كما أبرزت الاحتفالية أهمية زيادة مشاركة العنصر النسائي لزيادة فعالية عمليات حفظ السلام الأممية، وهو ما حرصت عليه مصر وبرهنت عليه حافظات السلام المصريات من خلال دورهن كنماذج تُحتذى في بعثات حفظ السلام اللواتي ينتشرن بها.
شهدت الاحتفالية تكريم أسماء عدد من مصابي حفظ السلام المصريين لتفانيهم أثناء خدمتهم في سبيل السلام، وكذلك تكريم حفظة السلام الذين جادوا بأرواحهم بينما كانوا يخدمون تحت راية الأمم المتحدة، وذلك بحضور 10 من عائلات حفظة السلام المصريين الراحلين.
وتجدر الإشارة إلى أنه في 1948، اتُخذ القرار التاريخي بنشر مراقبين عسكريين في الشرق الأوسط للإشراف على تنفيذ اتفاقية الهدنة بين إسرائيل والدول العربية المجاورة، فيما أصبح فيما بعد هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة (يونتسو).
ومنذ ذلك الحين، خدم ما يزيد على مليونين من حفظة السلام من 125 دولة في 71 عملية لحفظ السلام حول العالم. واليوم يخدم 87 ألفا من النساء والرجال في 12 منطقة صراع في أنحاء أفريقيا وآسيا وأوروبا والشرق الأوسط.