اخبار العالمالبيئه

هل تخرج قمة المناخ بالامارات COP 28 بقرارات ملزمة؟

كتب الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة والخبير المائي

تشهد الكرة الأرضية تغيرات مناخية بصور منتظمة كالشتاء والصيف، وحدث ذلك فى آخر مليون سنة من عمر الكرة الأرضية حوالى احدى عشر مرة، ونحن نعيش فى عصرنا الحالى الفترة الدفيئة والتى بدأت منذ إنتهاء العصر الجليدى الأخير حوالى 11 ألف سنة، بعده ارتفعت درجة الحرارة 8 درجات حتى وقتنا الحالى، ومن المتوقع خلال الأف سنة القادمة أن يبدأ انخفاض درجات الحرارة للدخول فى عصر جليدى جديد يمتد نحو 90 ألف سنة، ثم عصر دفئ مدته حوالى 10 آلاف سنة، وهكذا.
خلال الفترات الدفيئة ترتفع درجة الحرارة تدريجيا بمعدل درجة واحدة كل ألف سنة، ولكن مايحدث حاليا أن درجة الحرارة ازدات درجة واحدة خلال المائة سنة الأخيرة وليس ألف سنة كما هو معتاد، ويرجع السبب الرئيسى لنشاط الانسان الذى لم يكن موجودا فى التغيرات المناخية السابقة، من انبعاث غازات الاحتباس الحرارى وعلى رأسها ثانى أكسيد الكربون من خلال حرق الوقود الأحفورى وأهمه الفحم والبترول والغاز الطبيعى، فى محطات انتاج الكهرباء، والنشاط الزراعى، والنشاط الصناعى ووسائل النقل وأخيرًا الاستخدامات المنزلية.

الدول الصناعية وعلى رأسها الصين وأمريكا والهند وروسيا واليابان مسئولة عن معظم التلوث، ولايريدون التخلى عن حرق الفحم فى انتاج الكهرباء حيث أنه متوفر فى بلادهم ولديهم احتياطى منه يكفى لأكثر من 200 سنة قادمة، وبالتالى من مصلحتهم استخدام الفحم، ورغم قمم المناخ التى وصل عددها حتى الآن 28 قمة إلا أن هذه الدول خاصة الصين وأوروبا سجلوا أرقامًا قياسية فى زيادة إنتاج الفحم وحرقه خلال هذا العام والعام السابق.
حاوت قمم المناخ الوصول إلى إتفاق للحد من هذه الملوثات وكان من أهمها اتفاق كيوتو (اليابان) 1997، واتفاق باريس (فرنسا) 2015، وشرم الشيخ (مصر) 2022، وترفض الصناعية ومنها الصين المسئولة الأولى عن أكثر من 55% من انتاج الفحم وحرقه وغيرها التخلى عن الفحم، ثم دخلت الدول البترولية فى الصراع لمنع ذكر التخلى أيضا عن البترول فى قرارات القمم لحماية الطلب عليه، وللأسف الدول الصناعية الكبرى ومعها البترولية لهم الصوت الأعلى.
المشكلة الثانية هى ان الدول الصناعية الملوثة لاتريد أن تفى بتعهداتها فى دفع الـ 100 مليار دولار تعويضا للدول النامية التى لا ذنب لما يحدث من أثر بعض الاختلافات المناخية التى لاتتحملها.

الحلول واضحة للحفاظ على كوكب الأرض لكن المصالح تعلو على حساب الكرة الأرضية والدول الفقيرة منها:
1- التوقف عن استخدام الفحم فى انتاج الكهرباء
2- الحد من استخدام البترول والغاز الطبيعى فى انتاج الكهرباء على الأقل.
3- نقل التكنولوجيا إلى الدول النامية لتصنيع بعض مستلزمات انتاج الطاقة الجديدة والمتجددة لخفض تكلفة الانتاج والتوسع فى انتاج الكهرباء النظيفة بتكلفة اقتصادية.
هل تخرج قمة الامارات بقرارات ملزمة للحد من استخدام الوقود الأحفورى، وإلزام الدول الصناعية الملوثة بتفعيل صندوق الخسائر والأضرار؟

Show More

Related Articles

Back to top button