مهرجان بورسعيد الدولي لمراقبة وتصوير الطيور
كتب – محمود أمين:
هجرة الطيور من وإلى مصر تشمل مجموعة متنوعة من الأنواع التي تقوم بالتنقل عبر البلاد في فصول مختلفة من السنة ويعتبر مصر ممرًا هامًا للهجرة للطيور التي تتنقل بين أوروبا وأفريقيا ، ببيئة صالحة لحياة الطيور المهاجرة، وهناك 34 موقعًا يضم البيئات الأساسية، ففيها الأراضي الرطبة والجبال عالية الارتفاع، ووديان الصحراء والمسطحات الشاطئية والجزر البحرية.
نظمت الجمعية المصرية لحماية الطبيعة ووزارة البيئة بمشاركة جمعية كتاب البيئة والتنمية مهرجان بورسعيد الدولي لمراقبة وتصوير الطيور في نسخته الثانية، والذي يُقام، هذا العام، بمدينة بورفؤاد بمحافظة بورسعيد والذي يهدف للترويج لسياحة مشاهدة الطيور، والتي من الممكن أن تصبح أحد الروافد الأساسية للسياحة المصرية، فقد تم تدريب المرشدين السياحيين، وتجهيز نقاط لمشاهدة هجرات الطيور في المواسم المختلفة، بل وإقامة مواقع للترويج على شبكة الإنترنت والذي نظمته محافظة بورسعيد ووزارة البيئة وهيئة تنشيط السياحة والجمعية المصرية لحماية الطبيعة وبمشاركة وحضور أعضاء جمعية كتاب البيئة والتنمية والجمعية المصرية لمصوري الحياة البرية.
صرح الدكتور محمود بكر رئيس جمعية كتاب البيئة والتنمية بأن الجمعية تسعى دائما للمشاركة في كافة الأحداث البيئية والتنموية بكل ربوع مصر مستهدفة نشر الوعي البيئي والتنموي في شتي المجالات . مشيرا الى أن مشاركة أعضاء الجمعية من كتاب البيئة والممثلين لمعظم الصحف المصرية والمواقع الاخبارية بشكل عملى في تلك الانشطة ينمى قدراتهم المهنية ويتسع لهم الكتابة بكافة الفنون الصحفية التى تناسب الحدث.
وأضاف بكر انه بناء علي بروتوكول التعاون الموقع بين الجمعية ووزارة البيئة تم مشاركة ٣٠ صحفى من أعضاء الجمعية في إطلاق مهرجان بورسعيد الثاني لتصوير ومشاهدة الطيور والذى يهدف الى تنشيط مجال السياحة البيئية ومشاهدة الطيور برعاية وتنظيم من وزارة البيئة من خلال محمية أشتوم الجميل ومحافظة بورسعيد وهيئة تنشيط السياحة والجمعية المصرية لحماية الطبيعة، ولاسيما وأن الجمعية شاركت مع الجمعية المصرية لحماية الطبيعة في زيارة لأحد مراكز التصوير والمشاهدة التي أنشأتها وزارة البيئة لمساعدة هواة التصوير ومشاهدة الطيور وتم مشاهدة أسراب من طائر الفلامنجو وأنواع أخرى من الطيور النادرة أثناء وجوده بمحطته في مدينة بورسعيد خلال مسار هجرته من الشمال الي الجنوب والعكس .. موضحا أن أعضاء الجمعية زارو معرض التصوير الفوتوغرافي على هامش المهرجان وألتقو ببعض المصورين المحترفين للتعرف على تجاربهم خلال التقاط الصور المتميزة للطيور النادرة.
وأشار الدكتور خالد النوبي، نائب رئيس الجمعية المصرية لحماية الطبيعة،إن مصر تتمتع بامتلاك 34 موقعًا مهمًّا للطيور المهاجرة، وفق التصنيفات العالمية، إذ يشهد، خلال موسم الهجرة، انتقال ملايين الطيور بمختلف أنواعها،وأن مصر قامت بجهود مختلفة لحماية مسارات الطيور المهاجرة، سواء على مستوى الحكومة والمجتمع المدني ، موضحا أن سياحة مشاهدة الطيور المهاجرة تصنف من أعلى التقييمات السياحية، والتي تجذب فئة مثقفة وأصحاب الأبحاث لمتابعة ورصد الطيور ومسارتها أثناء فترات الهجرة، والتي تبدأ من أغسطس وحتى ينايروهو الأمر الذى يشكل مصدراً مهماً من مصادر الدخل القومى، لكون تجمعات الطيور تُعتبر من أكبر عوامل جذب السياح فى العالم،وهناك عدد من الدول تنفق ملايين الدولارات لحماية الطيور والاستفادة من وجودها على أراضيها، كما تفعل الولايات المتحدة الأمريكية التى تنفق أكثر من 500 مليون دولار كل عام لدعم مجال سياحة الطيور المهاجرة يتم ضخها فى هذا القطاع المهم لتطويره والاستفادة منه دون الإضرار بالطيور من خلال العمل على تشجيع السائحين على مشاهدة الطيور المهاجرة دون ملاحقتها.
وأكد الدكتور حسين محمد رشاد مدير محمية اشتوم الجميل بمدينة بورسعيد بجمهورية مصر العربية على أن مهرجان بورسعيد الدولي لمراقبة وتصوير الطيور في نسخته الأولى بمحمية أشتوم الجميل وبحيرة المنزلة الذى تم إقامته العام الماضى ،وشهد حضور أكثر من 5 آلاف سائح وساهم ذلك فى خلق أنماط سياحية جديدة في بورسعيد، ومنها السياحة البيئية وسياحة المحميات، و سياحة مراقبة الطيور والذي يحظى باهتمام قطاع كبير من السائحين، مما يضيف تنوعا للمنتج السياحي المصري في محافظة بورسعيد ووضعها على خريطة السياحة الدولية، إن المهرجان فرصة يجتمع فيها المصورين المصريين مع المصورين من كل دول العالم لإشباع هوايتهم في تصوير الطيور المحلية والمهاجرة في موسم هجرة الطيور السنوية وتجمعها في نقطة الالتقاء في بورسعيد ، مشيرا الى أن أشهر أنواع الطيور الموجودة في بورسعيد الان ويمكن مشاهدتها وتصويرها هي (الفلامينجو، والبجع، الطيور الخواضات، البلشونات، الزرزور، السمان، النوارس، واللقالق وغيرها) و ان ووزارة البيئة أنشأت محطات خاصة لمراقبة ومشاهدة وتصوير الطيور وأن مصر تمتلك ١٥ بحيرة منها بحيرة الشمس فى جنوب سيناء و بحيرات توشكى و نبع الحمراء فى وادى النطرون..مشيرا الى أن محمية اشتوم الجميل تعد أحد أهم مناطق الأراضى الرطبة بالجمهورية وتتمثل أهميتها فى الحفاظ على التوازن البيئى ، وتعد بنكا للتنوع البيولوجي والجينات الوراثية للعديد من الكائنات الحية ، حيث تعتمد الطيور بصفة خاصة على الأراضى الرطبة ، بالاضافة الى كونها مصدر رئيسى للحصول على الأسماك ، ووسيلة من وسائل النقل البحرى، وكذلك خفض تأثير التغيرات المناخية وارتفاع مستوى سطح البحر،و أن المحمية تقع على مسار الخط الثالث لهجرة الطيور ، كما تعتبر بحيرة المنزلة أحد الأماكن الهامة للطيور في مصر، سواء المهاجرة أو المقيمة، ويبلغ عدد الأنواع المسجلة داخل بحيرة المنزلة 255 نوعا أما عدد الأنواع المسجلة داخل نطاق المحمية 174 نوعا، فيما تبلغ أعداد الطيور التي تأتي خلال مواسم الهجرة (أغسطس – مايو) الى المحمية حوالي 224000 طائر سنوياً.
أعلن رشاد عن وجود مركز لرعاية السلاحف النادرة المهددة بالانقراض في بورسعيد التى تمثل منطقة هجرة الكائنات البحرية والطيور حيث يتم تجميع السلاحف من جميع أنحاء الجمهورية ويتم ترقيمها وإطلاقها الى البيئة البحرية مرة أخرى
وأشار محمد سلامة رئيس الإدارة المركزية للمكاتب السياحية الخارجية والداخلية، إلى أن مشاركة الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي في فعاليات هذا الحدث تأتي في إطار حرصها على الترويج للمنتجات السياحية المختلفة التي يتمتع بها المقصد السياحي المصري حيث يهدف هذا الحدث إلى استحداث منتجات سياحية جديدة خاصة بمحافظة بورسعيد ومصر بصفة عامة، بالإضافة إلى نشر الوعي بمراقبة وتصوير الأنواع النادرة من الطيور المهاجرة والتي تعتبر محافظة بورسعيد من المحطات الرئيسية لها على المسار الدولي العالمي لهجرة الطيور من أوروبا لأفريقيا والعكس وذلك لما تتمتع به المحافظة من تواجد الكثير من أنواع الطيور النادرة ببحيراتي المنزلة والفلامينجو ببورفؤاد.