البيئه

تهديدات إسرائيلية بقصف قمة المناخ COP28 في الإمارات

 

كتب- أمير أبورفاعي

قبيل ساعات قليلة تفصل العالم لتتجه أنظاره إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تستضيف مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “COP28″، على أرض مدينة إكسبو دبي بالإمارات في الفترة من 30 نوفمبر وحتى 12 ديسمبر، ومشاركة ممثلي دول العالم وحضور أكثر من 70 ألف مشارك، بما فيهم رؤساء الدول والحكومات والوزراء، وممثلين عن المنظمات المجتمع المدنى غير الحكومية، والقطاع الخاص، بدأت التهديدات الإسرائيلية تلوح في الأفق بقصف يطال فاعليات القمة بعد قصف شنته على قطاع غزة أسفر عن دمار شمل الحجر و البشر حمل من الوحشية و الهمجية ما جعل شعوب لدول عدة عربية وأوروبية وحتى في الولايات المتحدة الأمريكية تخرج لتدين الاعتداءات الإسرائيلية وسط مطالبات بتقديم قادة إسرائيليين للمحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب، فقد بلغت عدد المقرات الحكومية المدمرة (98) مقرًا حكوميًا، و(266) مدرسة منها (66) مدرسة خرجت عن الخدمة، وكانت آخر المدارس التى تعرضت إلى استهداف ومجازر المدرسة الماليزية بالنصيرات ومدرسة الكويت شمال غزة ومدرسة الأونروا فى مخيم البريج، فيما بلغ عدد المساجد المدمرة تدميرًا كليًا (83) مسجدًا، وبلغ عدد المساجد المدمرة تدميرًا جزئيًا (170)، إضافة إلى استهداف (3) كنائس، كما بلغت عدد الوحدات السكنية التى تعرضت إلى هدم كلى (43,000) وحدة سكنية، إضافة إلى (225,000) وحدة سكنية تعرضت للهدم الجزئى، وهذا يعنى أن حوالى 60% من الوحدات السكنية فى قطاع غزة تأثرت بالعدوان ما بين هدم كلى وغير صالح للسكن وهدم جزئي، كما استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلى المستشفيات بشكل خاص وتهديد الطواقم الطبية، فقد خرج عن الخدمة نتيجة العدوان الإسرائيلى (25) مستشفى و(52) مركزًا صحيًا، كما واستهدف الاحتلال (55) سيارة إسعاف، هذا على صعيد استهداف المنشآت و البنية التحتية التي هي قوام الحياة، أما على صعيد استهداف البشر فيكفي أن نذكر وفق آخر الارقام أن قرابة 14000 شخص قد سقطوا ضحايا و شهداء جراء القصف الإسرائيلي كلهم من المدنيين و 70% من هذا الرقم نساء و أطفال ولازالت عمليات البحث عن قتلى تحت الأنقاض جارية، كل هذا كان نتاج طبيعي لما استخدمته اسرائيل في عدوانها على قطاع غزة، حيث ألقت على أهالى قطاع غزة أكثر من 25 ألف طن من المتفجرات في إطار حربها الهمجية واسعة النطاق المتواصلة التي بدأت في السابع من أكتوبر الماضي بما يعادل قنبلتين نوويتين، وهو ما خلف وراه تلك القائمة من الخسائر البشرية والسكانية والمجتمعية، وهو الأمر الذي ينذر بقصف جديد تنتظره فاعليات قمة المناخ في الإمارات، القمة البيئية الأهم في العالم والتي يتطلع للمشاركة بها كافة المؤسسات الدولية وحكومات الدول، ولما كانت إسرائيل و حكوماتها اعتادت على الترويج لنفسها في المحافل الدولية البيئية بأنها من أكثر الدول المعنية بالحفاظ على البيئة فإن إقدام القوات الإسرائيلية في حربها على قطاع غزة بتجريد غزة من غلافها الأخضر، فجرافات الاحتلال، وقنابله اقتلعت عشرات آلاف الأشجار، ونزعت الخضرة عن جلد غزة، وهذه بالتأكيد جريمةٌ بيئية لا تقل خطورة عن الدمار والقتل والتخريب، إضافة إلى كم المساحات الزراعية التي جرى تدميرها، بما يعني أن آثار الدمار على بيئة سكان قطاع غزة وصحتهم، وصل لمدى تتهاوى معه الإدعاءات الإسرائيلية بحفاظها على البيئة وارتكابها لعدد ضخم من الجرائم البيئية في غزة، يأتي أيضاً في مقدمة هذه الجرائم تدمير مصادر المياه الجوفية في غزة، فغزة كما هو معروف، تشرب ماء البحر، فلم تعد هناك مصادر مائية صالحة للشرب، وعلى الرغم من ذلك فقد أقدمت إسرائيل على أمرين خطيرين؛ الأول تدمير معظم خزانات المياه في غزة، وتلويث الآبار الجوفية بالمتفجرات، مخترقة الأعماق، بادِّعاء وجود أنفاق إرهابية، فلم تعد هناك حياة بالأساس في شمال القطاع، و من الكوارث البيئية التي سينتظر العالم متابعة أضرارها على قطاع غزة في المستقبل إقدام القوات الإسرائيلية على استخدام الأسلحة المحرمة دولياً كالفسفور الأبيض والقنابل العنقودية، كما أن

اسرائيل انتهكت اتفاقية الأمم المتحدة بشأن حظر استحداث تطوير إنتاج وتخزين واستخدام الأسلحة الكيميائية وتدمير تلك الأسلحة، التي حظرت تماما الأسلحة الكيماوية واستخدامها ضد المدنيين، فضلا عن أن إسرائيل تسببت في دمار بيئي هائل بقطاع غزة جراء قصف البنى التحتية ومحطات معالجة مياه الصرف ومصانع الكهرباء والوقود، مما أدى لتلوث الهواء والماء والتربة، فضلاً عن وجود المئات من الجثث تحت أنقاض المباني المدمرة مما يهدد بحدوث كارثة صحية، كل هذا ينذر بأن تتحول قمة المناخ COP28 في الإمارات، لساحة حرب يستخدم فيها نشطاء العمل البيئي و منظمات المجتمع الدولي كل المعلومات و البيانات المتاحة ضد إسرائيل، و هو قطعاً ما ستقوم به حكومات و دول معبرة عن مواطنيها الذين خرجوا بمظاهرات في الشوارع منددين بالعدوان الإسرائيلي وهمجية قوات الإحتلال ووحشتيها ودمويتها التي مارستها في قطاع غزة على مدار قرابة 50 يوم، الأمر ذاته الذي ينتظر أن تقوم به مؤسسات دولية و أممية خاصة بعد تصريح الامين العام للامم المتحدة “بأن غزة أصبحت مقبرة الأطفال”، فهل سيكون جناح اسرائيل المشارك في قمة المناخ بالإمارات منصة قصف همجي في وجه العالم من جديد، هذا ما ستجيب عليه أيام إنعقاد القمة.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى