اخبار مصر

” فايز الدويري ” جنرال قناة الجزيرة الذي لم يشارك في حرب ميدانية يوماً ما 

 

كتب- أمير أبورفاعي

توقف لأصوات الطلقات، تبادل لأسرى، هدنة إنسانية أصبحت عليه الأحوال في فلسطين المحتلة و تحديداً قطاع غزة بعد قرابة الخمسين يوماً تعرضت خلاله لقصف طال البشر و الحجر حتى الطير على أغصان الشجر و حيوانات برية لم تسلم من همجية هجمة لقوات الاحتلال الإسرائيلي تناقلتها وسائل الإعلام عبر الشاشات، أخضعتها إلى التحليلات التي لم تخلو من وجود خبراء عسكريين لتفنيد التحركات على الأرض و وضع التصورات للقادم على ضوء معطيات و بيانات لأنواع أسلحة مستخدمة و خطط عسكرية منفذة لقوات تحمل الخرائط توضيحاً لمساراتها و أشكال تعزيزاتها و مركباتها، و هو لم يكن غائباً عن استديوهات قناة الجزيرة بل إن وفرة الإمكانات و المعدات و التقنيات جعلت من خبير قناة الجزيرة العسكري فايز الدويري، نجماً ساطعاً خاصةً مع استخدامه لمصطلحات عسكرية ممزوجة بنبرات صوت تدغدغ قلوب المشاهدين و هم يتابعون خرائط يشرح عليها التحركات العسكرية و مشاهد القصف الإسرائيلي و النقطة صفر التي يتكبد منها الإحتلال الإسرائيلي خسائره، لينقل فايز الدويري الحرب من الأرض إلى ساحة استوديو قناة الجزيرة بطريقة هوليودية تجذب المشاهد لمتابعة التحليل العسكري يقدمها جنرال لم يكن له يوماً أن شارك في حرب ميدانية حقيقة بل كل تاريخه العسكري ينحصر في متابعة الحروب من خلال الشاشات ليتأهل للجلوس على مقعد الضيف بعد تاريخ طويل من الجلوس على مقعد المشاهد، فبنظرة سريعة لا تحتاج إلى عناء في تاريخ فايز الدويري، وسيرته الذاتية نجد أن جنرال حروب الشاشات الذي ولد في 3 مارس 1952 لم يمضي غير عام واحد في الكلية العسكرية في الفترة ما بين 1972 وحتى 1973، وتخرج منها برتبة ملازم ثاني، ليلتحق بعد التخرج بسلاح الهندسة الملكي الأردني، وشارك في عملية نزع الألغام على الحدود الأردنية السورية، انتقل إلى اليمن في الفترة ما بين 1977- 1979 ليشارك مع القوات المسلحة اليمنية برتبة ضابط هندسة في تحصينات مضيق باب المندب، وبناء معسكر خالد في تعز، في عام 1979 أنضم إلى جامعة اليرموك على نظام الدراسة المسائية حيث درس إدارة الأعمال، ثم انضم إلى كلية القيادة والأركان الملكية الأردنية لمدة عام، ثم ابتعثته القيادة العامة إلى باكستان للمشاركة في دورة دوليَّة في كلية القيادة والأركان الباكستانية . بعد عودته عمل مدرسًا في كلية القيادة والأركان، تولى بعدها منصب مدير سلاح الهندسة الملكي الأردني، حتى أصبح أخيرًا آمرًا لكلية القيادة والأركان الأردنيَّة برتبة لواء، وبعدها أحيل إلى التقاعد عام 2005، انضم بعدها إلى الجامعة الأردنية، حيث حصل على درجة الدكتوراة في فلسفة التربية، فعلى مدار تاريخ الجنرال فايز الدويري الممتد منذ تخرجه من الكلية العسكرية عام 1973 حتى إحالته للتقاعد عام 2005 لم يكن للرجل أي مشاركة في حرب ميدانية حقيقة يخضع خلالها لتجربة حقيقية لمعنى القتال على الرغم من أن هذه الفترة شهدت حرب و نصر أكتوبر المجيدة، حرب العراق و ايران، حرب أهلية في لبنان، حرب تحرير الكويت، و هي حروب شهدتها المنطقة و تابعها المشاهدون عبر الشاشات كما كان اللواء فايز الدويري، يتابعها ليكتسب خبرات المشاهدة المثقلة بدراسة عسكرية أهلمته أن يمارس الحرب من خلف الكاميرات بعدما أصبحت التقنيات التكنولوجية أكثر تطوراً مما أضفى على تحليلاته أبعاداً تجذب المشاهدات و هو قطعاً ما يشغل بال القنوات و الشاشات في أن تتصدر نسب مشاهداتها أرقاماً تجعل من انتشارها أسهل و أسرع حتى إذا كان ذلك على حساب المهنية و الاستعانة بضيوف لديهم واقعية و تاريخ حقيقي في مخاطبة المشاهد لا أن يكون الضيف مجرد عرض هوليودي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى