لك الله ياغزه.
بقلم الصحفى السودانى الكبير / على سلطان
ما يحدُث في غزة لا يحتمل.. لا يحتمل لنا نحن المشاهدين.. فما بالك بمن هم الآن في أُتون الجحيم..
أهل غزة يُبادون جميعهم، وستأتي أيام قادمات كالحات عابسات، ولن يبقى من منهم احدا.. سينتقلون شهداء أحياء تحفهم الملائكة الى رب غفور رحيم ودود لطيف.. سيجدون الأنس بقربه، ولذة الحياة في كنفه.
لن تُصبح غزة مدينة أشباح تحوم فيها الصقور والغربان.. بل ستفوح في كل أرجائها روائحُ المسك والعنبر والكافور.. روائح الشهداء العطرة.
أما نحن فسنشقى في العذاب كلَّ يومٍ مئات المرات بسبب غفلتنا وهواننا وضعفنا وخوفنا، و انكشاف عوراتنا.. وقلة حيلتنا وهواننا بين الأمم والشعوب..!!
لك الله وحده ياغزه.. فانعمي واكرمي بالإله الواحد الأحد الصمد القوي الجبار المنتقم.
أعظمُ ما في مصيبتنا إننا إن دعونا لك ياغزة ويا أهلها فلا اظن أن يستجيب الله دعاؤنا فنحن مع الغافلين والمنافقين والمُخذلين.
نستحلفكم بالله وأنتم في عمق مصيبتكم وبين الشهداء والجرحى والدمار، أن تدعو لنا نحن كي يخرجنا الله من غفلتنا وهواننا، وأن لا يدركنا الموت ونحن غافلون سامدون بائسون.. أنتم الأحرار ونحن العبيد والخونة والبؤساء..نحن الكفار ونحن المنافقين.. نحن العاجزون الجبناء.. والله إنَّ مصيبتنا لعظيمة ومآلنا لا يُبشر بخير.
اللهم لا تهلكنا وأنت غاضب منا وغير راضٍ.. و نحن في سكرتنا وذلنا وخوفنا..!!
و لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وأتوب إليه .