بعد اختطافها الدبلوماسي الفنزويلي أليكس صعب من ستخطفه الولايات المتحدة الأمريكية
كتب/ أمير أبورفاعي
ما من شك أن الأحداث المتعاقبة التي شهدها العالم في العقود الأخيرة قد أزاحت النقاب عن الكثير من زيف الإدعاءات التي تروج لها الولايات المتحدة الأمريكية تحت شعارات الحرية و الديمقراطية و احترام حقوق الإنسان و بات مفضوحاً أن هذه الشعارات ما هي إلا فوهات مسدسات توجهها صوب شعوب و دول لا لتطلق منها رصاصات إنذار و إرشاد ضوئية تنير تضئ في السماء لتكون سبيل نجاة لتائهين أو مفقودين يأملون في عبور طائرة إنقاذ، بل على العكس كانت الطلقات تنهمر على الشعوب و الدول تفتك بعقولهم ليكونوا أدوات تسيطر بها الولايات المتحدة الأمريكية على الحكومات لا لتنقذ شعوبهم بل لتستنزف مقدراتهم تحت طلقات تحمل شعارات الحرية و الديمقراطية و احترام حقوق الإنسان.
و لما كانت الأحداث متسارعة على الصعيد الدولي خاصة بعد الحرب الروسية الأوكرانية و محاولات الولايات المتحدة الأمريكية التحرش بدولة الصين عن طريق جزيرة تايوان ما ينذر بنشوب صراعات أكثر ضراورة تتخذ منها الولايات المتحدة الأمريكية أدوات لزيادة بسط سيطرتها و توسيع رقعة نفوذها على مستوى العالم كما يحدث أيضاً في منطقة الشرق الأوسط ، كانت أمريكا الجنوبية و دولها هي الأخرى في مرمى هدف ذاك المسدس الذي يحمله راعي البقر الأمريكي – كاو بوي – الذي أباد شعب بأكمله ليبني دولته بمن هاجر من لصوص و قتلة و خاطفين ، و بذات الطريقة التي أطاحت بالهنود الحمر كما يصطلح تسميتهم سعت الولايات المتحدة الأمريكية لإبادة شعوب أمريكا الجنوبية إما بالقتل تارة عن طريق الحصار و فرض العقوبات تماشياً مع العصر في استخدام أساليب قتل حديثة، و إما بالإختطاف تارة أخرى .
و لأن الإختطاف و السرقة باتت سمة ملازمة لسياسة الحكومات الأمريكية المتعاقبة و هي أيضاً أحد أدواتها الدبلوماسية، فقد أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية في 16 اكتوبر 2021 على سابقة لم تحدث من قبل ففى مثل هذا الشهر كان أليكس صعب الدبلوماسي الفنزويلي على موعد مع تعرضه لعملية اختطاف لم يكن ليتوقعها أحد على أرض كوكب الارض.
اليكس صعب الذي تم إعتقاله بشكل غير قانوني في 12 يونيو 2020 ونقله إلى الولايات المتحدة الأمريكية أثناء وجوده في إقليم الرأس الأخضر، و الذي مُنع من الزيارات القنصلية و الذي يعاني من مرض السرطان.
و لكي نعرف أليكس صعب أكثر و بسهولة يمكننا أن نقرأ كلمات مارك إسبر وزير الدفاع السابق للولايات المتحدة، ففي كتابه قسَم مقدس: مذكرات وزير الدفاع خلال أوقات غير عادية، اعترف بأن إدارة دونالد ترامب كانت على علم بأعمال السيد صعب بصفته موظف دبلوماسي يعمل على ضمان حصول الفنزويليين على الغذاء والوقود والأدوية، والبضائع المقيدة نتيجة الحصار المفروض على البلاد منذ عام 2015.
و هو ما يفتح قوس لوضع أسئلة لن تجد قوساً آخر ليوضع معلناً نهاية الأسئلة، و لكن تهاوي قناع الحرية و الديمقراطية و احترام حقوق الإنسان يتهاوى يوماً بعد يوم و حصار اقتصادي يتسبب في قتل شعب فنزويلا سعى أليكس لأن يكون مصدراً لحياة أناس من جلدته لكن الأمر لم يرق للإدارة الأمريكية بالقطع لتبدأ رحلة السياسة القذرة أو ما نطلق عليه الضرب تحت الحزام ليجد أليكس نفسه مختطفاً و هو يبحث عن حرية شعبه ، معتقلاً و هو يمارس ديمقراطية حقيقة سعى بها لتأمين غذاء لشعب محاصر ، مقيداً مريضاً و هو المريض بالسرطان لا شئ إلا لأنه احترم حقوق الانسان و الآدمية لبني وطنه محاولاً أن يخفف عنهم ألم المرض بتوفير الدواء .
ليبقى السؤال الأهم من سيكون الدبلوماسي الجديد الذي سيلحق بمصير أليكس صعب في ظل عصابة الإختطاف الدولية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية.