مصر وإسبانيا علاقات دبلوماسية ممتدة .. لمحة حول علاقات البلدين
أمير أبورفاعي
العلاقات المصرية الإسبانية الدبلوماسية تمتد جذورها لأكثر من 50 عاماً وترتكز العلاقات الدبلوماسية بين البلدين على قاعدة من الشفافية والوضوح والتعاون والتنسيق المستمر على مختلف الأصعدة وبالأخص في الملفات ذات الاهتمام المشترك كملفي “النزاعات الإقليمية”، و”الهجرة غير النظامية”، كما يمتد التعاون بين البلدين للمجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية بالإضافة لمجالات أخرى.
فمنذ بدء العلاقات المصرية الإسبانية في ثلاثينيات القرن الماضي وقع الطرفان أكثر من 30 اتفاقية تعاون مشترك في شتى المجالات، كما إن إسبانيا ومصر يصطفان سويا ويتوافقا في الرؤى السياسية تجاه الأحداث التي يمر بها الإقليم، وبخاصة القضية الفلسطينية.
ولعل زيارة وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبد العاطي، الأخيرة إلى إسبانيا ولقائه مع نظيره الإسبانى «خوسيه مانويل ألبارس» فى شهر سبتمبر الماضي، فى مستهل زيارته إلى مدريد للمشاركة فى الاجتماع الوزارى حول القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، دليل واضح على مدى عمق ومتانة العلاقات بين البلدين، والتنسيق المتبادل فى القضايا الإقليمية، حيث شهد اللقاء تبادل وجهات النظر بشأن التطورات فى غزة، والجهود المصرية لوقف إطلاق النار وانفاذ المساعدات الإنسانية للقطاع.
ولذلك لم يكن مستغربا أن يعرب الدكتور بدر عبدالعاطى خلال اللقاء عن تقديره للعلاقات التاريخية مع إسبانيا، وأن يثمن موقف إسبانيا الداعم للقضية الفلسطينية وخاصة قرارها الحكيم بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، وأن يعرب عن تطلع مصر لأن تحذو مزيد من الدول حذو إسبانيا وتعترف بالدولة الفلسطينية، باعتباره ركيزة رئيسية لتحقيق السلام بالشرق الأوسط.
وهنا لابد من الإشارة إلى أنه بالإضافة للمواقف الإسبانية المقدرة والشجاعة تجاه قضايا المنطقة العربية وفى مقدمتها القضية الفلسطينية، وتثمين مصر لجهود إسبانيا من أجل إرساء دعائم الأمن والاستقرار الإقليميين بمنطقة الشرق الأوسط، فإن العلاقات بين البلدين تشهد تميزا وتطورا على كافة المستويات السياسية والاقتصادية خلال الفترة الأخيرة، وهو ما أكد عليه أيضا د. عبد العاطى خلال الزيارة التى دعا فيها لتعزيز التبادل التجارى وزيادة الاستثمارات الإسبانية المباشرة إلى مصر، والاستفادة من الفرص المتاحة فى مختلف القطاعات الاقتصادية فى مصر ومنها البنية التحتية، والنقل، والمياه، والطاقة المتجددة والخضراء، والربط الكهربائى.
