أمير أبورفاعي يكتب..«أيام عشر» بين “مادورو و ترامب”
أمير أبورفاعي يكتب..« أيام عشر » بين “مادورو و ترامب” أيام عشر، فصلت بين حفل تنصيب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، اليمين الدستورية كرئيس لفترة رئاسية جديدة، آثر الأخير فيها أن يطلق التصريحات العابرة للقارات من منصة التتويج مروراً بحفل تجمع خلاله مؤيديه أعقبه وصولاً للمكتب البيضاوي ختاماً بعشاء فاخر، سعى ترامب في نسخته الجديدة 2025 أن يؤكد عبر تصريحاته على أن أمريكا للأمريكيين وأنها باتت معه على طريق عودتها للريادة والقيادة مستخدماً تعبير العصر الذهبي، مرجعاً أزمات المواطن الأمريكي الحالية وخاصة الاقتصادية لسياسات سابقه بايدن، مؤكداً أن من بين أولى قرارته ما سيتخذه بشأن الهجرة غير الشرعية التي أضرت بالولايات المتحدة الأمريكية حسب رؤيته ضارباً المثل بإنخفاض معدل الجريمة في فنزويلا بنسبة 70% في إشارة بأن السبب وراء ذلك بسبب الهجرة غير الشرعية التي تتعرض لها دولته والتي لم تجلب إلا المجرمين والخارجين من المصحات النفسية وهو ما يهدد الاقتصاد الأمريكي، الإقتصاد الأمريكي الذي أكد ترامب أنه سيعود قوياً بفعل رؤيته والتي سيشرع في تنفيذها فورياً معتمداً على التنقيب عن النفط في دولته فهو وفقاً لما قاله لم يعد في حاجة إلى نفط فنزويلا، وقطعاً مما لاشك فيه أن يسعى ساكن البيت الأبيض في نسخته 2025 للإرتقاء بدولته واقتصادها وأن تمارس الدولة كامل سيادتها على أرضها وعلى مواردها وأن تحارب الهجرة الغير شرعية، وبتأمل بسيط فإن كان ذلك يحق لأمريكا فهو أيضاً يحق لأية دولة أخرى غير أمريكا، ولاشك أن أسباب الهجرة الغير الشرعية مرجعيتها بالأساس لما يُمارس من ضغوط اقتصادية على دول بهدف تركيعها واستغلال مواردها وإفقار شعوبها، وهو المدخل الرئيس للقضاء على الهجرة الغير شرعية، الأمر الذي لم يتوقف عنده ترامب للحظة، فكان من باب أولى أن يصرح بأنه سيتخذ قراراً بإلغاء العقوبات الاقتصادية ضد فنزويلا التي اتخذها من سكن البيت الأبيض قبله، والتي تشكل ضغطاً على شعب من حقه أن يمارس سيادته على أرضه وموارد بلاده، ولما كانت أمريكا ليست بحاجة إلى نفط فنزويلا كما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فمن باب أولى ألا تقف دولته عقبة في تصدير النفط الفنزويلي إلى دول أخرى وألا تمارس بلاده الحصار الاقتصادي وتصدر تشريعات وتناقش قوانين في الكونجرس الأمريكي لفرض عقوبات على الشركات الخاصة الراغبة في الاستثمار مع الحكومة الفنزويلية، ألا يعلم ذلك ترامب؟!، أم أن رؤيته لعودة العصر الذهبي الأمريكي ستكون امتداداً لسياسات بلاده في ممارسة الفاشية بحق شعوب اختارت أن تمارس سيادتها على أراضيها، إن حديث وتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اعتزامه مواجهة الفساد – الدولة العميقة – داخل أروقة النظام الأمريكي سيتوجب عليه إعادة النظر في أسباب الهجرة الغير شرعية الحقيقة وبخلفية رجل الأعمال القادم منها دونالد ترامب سيتعين عليه مراجعة القرارات أو العقوبات الاقتصادية التي اتخذتها بلاده ضد فنزويلا حتى وإن لم يكن في حاجة إلى نفطها فإن فرص الاستثمار والتعاون والتعايش السلمي ليست بالضرورة أن تكون مبنية على الحاجة، ولعل التصريحات الشعبوية التي أطلقها دونالد ترامب مغازلاً بها مشاعر الأمريكيبن سواء ناخبيه أو من لم يختاروه ستحتاج لبعض الوقت لفرزها والتراجع عما يمكن التراجع عنه خاصةً وأن ترامب سيعى ليخلد أسمه في التاريخ وربما أدائه في هذه الفترة الرئاسية سيكون إرثاً يمكن البناء عليه حال أن أراد أبناء العائلة العودة إلى البيت الأبيض على غرار عائلة الرئيس الأسبق جورج بوش الأب وجورج بوش الإبن.