الأمم المتحدة ترحب بإعلان الإتفاق على وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن في غزة
الصافى عبدالله
رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بإعلان اتفاق تأمين وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن في غزة، ودعا جميع الأطراف المعنية إلى الإلتزام بتعهداتها وضمان التطبيق الكامل للإتفاق.
جاء ذلك في تصريحات صحفية بمقر الأمم المتحدة، وأشاد الأمين العام أنطونيو غوتيريش بالوسطاء، مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية، على جهودهم المتفانية للتوصل إلى هذا الإتفاق.
وقال غوتيريش إن إلتزامهم الثابت تجاه إيجاد حل دبلوماسي، كان مهما في تحقيق هذا الإنجاز.
وأشار غوتيريش إنه دعا- منذ بدء اندلاع العنف- إلى وقف فوري لإطلاق النار والإفراج فورا وبدون شروط عن جميع الرهائن.
وأضاف غوتيريش: “أولويتنا يجب أن تكون تخفيف المعاناة الهائلة الناجمة عن هذا الصراع، والأمم المتحدة تقف مستعدة لدعم تطبيق الإتفاق وتوسيع نطاق تقديم الإغاثة الإنسانية المستدامة للأعداد التي لا تُحصى من الفلسطينيين الذين تستمر معاناتهم، من الحتمي أن يزيل وقف إطلاق النار هذا، العقبات الأمنية والسياسية الكبيرة أمام توصيل المساعدات بأنحاء غزة كي نتمكن من دعم الزيادة الكبيرة للدعم الإنساني العاجل المنقذ للحياة”.
وأضاف غوتيريش أن الوضع الإنساني وصل إلى مستويات كارثية ودعا جميع الأطراف إلى تيسير الإغاثة الإنسانية العاجلة والآمنة بدون عوائق للمدنيين المحتاجين للمساعدة.
وأكد غوتيريش أن الأمم المتحدة ستفعل كل ما يمكن مع الأخذ في الإعتبار التحديات والعراقيل التي تواجهها، مع توقعات بأن القطاع الخاص والجهات الإنسانية الأخرى والمبادرات الثنائية سيضاهون جهود الأمم المتحدة.
وأكد غوتيريش أن هذا الإتفاق يعد خطوة أولى مهمة، وشدد على ضرورة حشد كل الجهود لتعزيز تحقيق الأهداف الأوسع بما في ذلك الحفاظ على وحدة واتصال وسلامة الأرض الفلسطينية المحتلة.
وقال غوتيريش إن الوحدة الفلسطينية أساسية لتحقيق السلام والإستقرار الدائمين، وإن الحكم الفلسطيني الموحد يجب أن يظل أولوية قصوى.
وحث الأمين العام للأمم المتحدة الأطراف والشركاء المعنيين على استغلال هذه الفرصة لإقامة مسار سياسي ذي مصداقية نحو مستقبل أفضل للفلسطينيين والإسرائيليين والمنطقة بأكملها، مشيرا إن إنهاء الاحتلال وتحقيق حل الدولتين المتفاوض عليه حيث تعيش إسرائيل وفلسطين جنبا إلى جنب في سلام وأمن بما يتوافق مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والإتفاقات السابقة، يظلان أولوية ملحة.
وأكد غوتيريش أن تطلعات الشعبين لا يمكن أن تتحقق سوى عبر حل الدولتين. وذكر الأمين العام في كلمته للصحفيين، المدنيين الذين لقوا حتفهم بمن فيهم أفراد الأمم المتحدة وعاملون في المجال الإنساني.
وأكد غوتيريش أن الأمم المتحدة ثابتة في إلتزامها بدعم كل الجهود لتعزيز السلام والإستقرار ومستقبل أكثر أملا لشعوب فلسطين وإسرائيل والمنطقة.
وفي ذات السياق رحب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة فيليمون يانغ بإعلان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
وقال يانغ: “لقد طال انتظار نهاية الحرب في غزة”.
وشدد يانغ على ضرورة تنفيذ الإتفاق وأن يؤدي إلى وقف دائم للقتال.
وقال يانغ إن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا يمكن أن يُحل عبر عنف واحتلال لا نهائيين. وشدد يانغ على ضرورة أن يقوم المجتمع الدولي بعمل ذي مغزى بإتجاه تحقيق حل الدولتين بما يتوافق مع القانون الدولي ومـيثاق الأمم المتحدة وقراراتها ذات الصلة.
وأكد يانغ في هذا الصدد أهمية المؤتمر الدولي رفيع المستوى للتسوية السلمية لقضية فلسطين وتحقيق حل الدولتين، المقرر عقده في يونيو 2025.
إنقاذ الحياة والمساءلة:-
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إن أنباء انطلاق المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة تبشر “بارتياح كبير بعد الآلام المبرحة والبؤس التي شهدتها الأشهر الـ15 الماضية”، ودعا الطرفين إلى تنفيذ إلتزاماتهما على وجه السرعة، وبشكل متزامن وبحسن نية.
وحث المسؤول الأممي جميع أطراف النزاع وكل الدول ذات النفوذ على بذل كل ما في وسعها لضمان نجاح المراحل التالية من وقف إطلاق النار، بما في ذلك إطلاق سراح جميع الرهائن وإنهاء الحرب كليا.
وشدد تورك على ضرورة المبادرة فورا إلى العمل لإنقاذ حياة من هم في أمس الحاجة إلى المساعدة في جميع أنحاء غزة، “التي دمرها القصف الإسرائيلي المتواصل والقتال المستمر على مدى الأشهر الماضية، لا سيما في الشمال”.
وأكد المفوض السامي لحقوق الإنسان ضرورة السعي إلى تحقيق المساءلة والعدالة عن الإنتهاكات والتجاوزات الجسيمة التي تم ارتكابها.
وقال تورك: “تجب محاسبة المسؤولين عن الأفعال الشنيعة التي وقعت في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وعن عمليات القتل غير المشروع التي تلت ذلك في جميع أنحاء غزة، وجميع الجرائم الأخرى، حسب القانون الدولي”.
وشدد تورك على ضرورة إنهاء الوجود الإسرائيلي غير المشروع المستمر في الأرض الفلسطينية المحتلة، تماما كما أوضحته جليا مـحكمة العدل الدولية، وأن يصبح حل الدولتين المتفق عليه دوليا حقيقة واقعة.
ظروف لا تُحتمل:-
رحب مهند هادي نائب منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط والمنسق الأممي للشؤون الإنسانية في فلسطين، بإعلان الإتفاق بشأن وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن.
وقال هادي إنه خطوة أولى أساسية بإتجاه تخفيف المعاناة الهائلة الناجمة عن الصراع.
و أكد هادي أن الأمم المتحدة تقف مستعدة لدعم الإتفاق وتوسيع نطاق الإغاثة الإنسانية للفلسطينيين “الذين تحملوا لفترة طويلة ظروفا لا تُحتمل تهدد الحياة”.
وقال هادي إن الإتفاق خطوة أولى مهمة لكن السلام الدائم يتطلب تعزيز تحقيق الأهداف الأوسع بما في ذلك الوحدة الفلسطينية وحل الدولتين المتفاوض عليه.