الباحثة قدرية الشبراوي تكتب..رئيس أيرلندا يفضح مخططات إسرائيل تجاه مصر وهل أمريكا تملك أوراق ضغط على إسرائيل لدحض هذا المخطط؟
الباحثة قدرية الشبراوي تكتب..رئيس أيرلندا يفضح مخططات إسرائيل تجاه مصر وهل أمريكا تملك أوراق ضغط على إسرائيل لدحض هذا المخطط؟
جاءت تصريحات الرئيس الأيرلندي مايكل دانييل هيغينز كالصاعقةً فوق رأس الكيان المحتل إذا أدانت انتهاكاته للقانون الدولي بالتعدي على استقلال دول الجوار سوريا ولبنان و أعلنها مدويه أن دولة الكيان تريد انتهاك السيادة المصرية و القيام ببناء مستوطنات في سيناء. ورغم ان وزير الخارجيه الإسرائيلي جدعون ساعر نفى أن هناك نيه لذلك ولكن للأسف جاء نفيه في سياق يؤكد ما قاله الرئيس الأيرلندي لأن ساعر نفى أن إسرائيل اعتدت على الأراض اللبنانيه والسورية بل غلف الإعتداء كالعاده بالجملة التى طالما يأس المجتمع الدولي من سماعها ألا وهي أن إسرائيل تدافع عن نفسها. تقول إسرائيل أنها تضرب حماس في غزه و إذا بها تضرب لبنان أيضا، تقول إنها تريد تصفية حزب الله في جنوب لبنان وإذا بها ترتع في الأراض السوريه . فقد أصاب هذا الكيان نهم و جنون مستعر لإنشاء إسرائيل الكبرى و تحقيق خريطة النعيم -كما يسميها نتنياهو -على أرض الواقع ولكن هل الولايات المتحدة الأمريكية تملك قدرة الضغط على إسرائيل لوقف عبثها بأراض ومقدرات الشرق الأوسط ؟
لا أظن بعد ما شهدناه من أحداث فرطت كفرط العقد في منطقتنا المستهدفة دائما و أبدا. فما عاد يخفى على أحد أن الولايات المتحدة الأميركية تخضع لإملاءات اللوبي الصهيوني ولا تستطيع الحياد عن أوامره. فقد شوه هذا اللوبي الأيديولوجية الأمريكية الداعية للديمقراطية ولم يعطها فرصه للظهور كراعية سلام كما في السابق. فقد سيطر هذا اللوبي وأذرعه على الإقتصاد والإعلام الأمريكيً فأصبح القرار السياسي ملك يمينهم ومن لا ينصاع إلى تنفيذ أجندتهم وترجمة بروتوكولاتهم إلى واقع يعد نفسه في دائرة النسيان لذلك وجب القول أن إسرائيل هي من تملي أجندتها على الولايات المتحدة وليس العكس.
فها هو ترامب كلما تأملت فيه شعوب العالم إرساء قواعد للسلام الدولي فإذا به يزلزل الأرض من تحت أقدام مساع السلام وتحرك أحجار الشطرنج بانحياز تام لصالح دولة الكيان المحتل. وتمثل ذلك في ولاية ترامب الأولى عندما اتخذ من القدس عاصمة لدولة الاحتلال وفي مستهل ولايته الثانية يهديها سوريا ولبنان بعد ما استباحت غزة ودمرتها برضاء تام و تأييد من بايدن . فقد اتخذت إسرائيل من الولايات المتحدة جدار واق لتحارب من ورائه. ولكن لابد أن تتذكر الولايات المتحدة التاريخ جيدا و تتدبر سنة من قبلها ممن تجرعوا كأس إنهيار اقتصادهم بعد تغلغل بني صهيون في مفاصل دولهم و إفساد العلاقات الدوليه بإشعال الفتن و إفشاء الفساد مثل ما حدث في الحرب العالمية الأولى وكانوا من أهم أسباب هزيمة ألمانيا أنذاك ولقد مقتهم القيصر الروسي نيقولا الثاني و لم ينصع لإعطائهم جزء من الإمبراطورية الروسية حتى يقيموا عليه دولتهم المزعومه بعد ما طلب ذلك منه تيودور هرتزل اليهودي النمساوي سنة 1898ولذلك أسقطت روسيا القيصرية على يد الصهاينه البلشفيين.
فالولايات المتحدة الأمريكية تنفذ أجندة اللوبي الصهيوني على حساب مصلحة الشعب الأمريكي إرضاءا لهم فكما قال الدكتور العلامه وسيم السيسي أن بني صهيون “يعشقون المال و يكتنزونه فهم ملوك المال في الأرض”. لجام الإقتصاد الأمريكي يهيمن عليه اللوبي الصهيوني مما يؤجج نهم الولايات المتحدة إلى إلتهام المزيد والمزيد من الثروات ويشعل رغبتها في الهيمنة على مقدرات الشرق الأوسط حتى تنقذ اقتصادها المترهل في محاولة للحفاظ على مكانتها كقطب أوحد في العالم والتصدي للنظام العالمي الجديد. وهنا تلاقت المصالح سيدي القارئ فإذاً لماذا تتكبد الولايات المتحدة عناء الضغط على إسرائيل وتعرض نفسها لغضبة أوليائها.
ولقد تغلغل هذا اللوبي في مفاصل الدولة الأمريكية منذ القدم فلقد ترأس المؤسسة الإقتصادية الأمريكية جاكوب هولاتور وهو من أبرز الإقتصاديين اليهود الصهيونيين الأمريكيين سنة 1900 في عهد الرىئيس الأمريكي وليام ماكنلي وهو الرئيس الخامس والعشرين للولايات المتحدة. وظلوا يعملوا على السيطرة على الإقتصاد الأمريكي سيطرة تامة ونتيجة هذه الهيمنة حتما ستظهر عما قريب. فالولايات الأمريكية المتحده مديونة ليس فقط بديون خارجيه و لكن بديون داخليه كبيرة جدا أيضا لهم. لقد تجاوز الدين الوطني الأمريكي حاجز ال 33 تريليون دولار، منهم 7 تريليون دولار تقريبا دين داخل الحكومة و الباقي ألا وهو 26 تريليون دولار تقريبا هو دين عام وهو الدين الذي يحتفظ به المستثمرون الأفراد والمؤسسات و الحكومات الأجنبية وحسب إصدارات الخزانة الأمريكية فإن الحكومات الأجنبية مثل اليابان و الصين والمملكة المتحده وسويسرا و غيرهم تمتلك 7.6تريليون دولار من الديون الحكومية الأمريكية، إذا فإن الدين للأفراد والمؤسسات داخل الولايات المتحدة هو 19 تريليون دولار وهو أكبر نسبة في الدين.
وتشير التقديرات حسب الصحف الإقتصادية إلى أنه في خلال 10سنوات من الآن سوف تنفق الحكومة الفيدرالية الأمريكية على مدفوعات الديون أكثر مما ستنفقه على البحث و التطوير و البنية التحتية و التعليم مجتمعين. ولقد أعلنت وكالة “فيتش” خفض التصنيف الائتماني الأمريكي من “AAA”إلى “+AA” مبرره ذلك بتدهور الوضع المالي للبلاد والقلق بشأن قدرة الحكومة على السيطرة على تضاعف الدين.
و أشارت إلى أن تمديد برامج الإعفاءات الضريبية من شأنه التأثير على الإيرادات المالية للدولة ومفاقمة عجز الموازنة العامة.
وقد حذر من قبل مكتب الميزانية في الكونغرس من أن صافي مدفوعات الدين الفيدرالي قد يصل إلى 6.7% من الناتج المحلي بحلول عام 2053، ولأن كل ذائق من أفعاله فكما سعت الولايات المتحدة نحو إفشال دول الشرق الأوسط فسوف تتجرع ذلك الكأس من جراء عبث بني صهيون باقتصادها وتعتيم الحقائق عن وعي أبنائها.
و لقد نشطت في القرن العشرين عقول ومؤسسات جمعيات تحذر من إفساد ملوك المال الصهاينه بالثقافة و استغلال الإقتصاد الأمريكي مثل هنري فورد و توماس أديسون .
ولكن لا يزال في الولايات المتحدة الأمريكية رجال ونساء محبون للسلام يمقتون تدمير كوكب الأرض ويكرهون الظلم ويتألمون من إرسال أبنائهم لماكينة الحرب التي تلتهمهم . من المؤكد أن الكلمة لهم الآن حيث أن العالم على شفا حرب نووية لا تلقي ولاتذر فلا للصهيونية بجميع أشكالها، لا للصهيونية اليهودية و لا للصهيونية المسيحية ولا للصهيونية الإسلامية ونعم لكل محبي السلام الذين يقدرون قيمة الإنسانية و هبة الله في ملكه ويسعون لإعمار الأرض وليس لخرابها.