هذه حقيقة الإحتفال بمولد «الإمام الحسين» في القاهرة
أمير أبورفاعي
أنوار أضاءت ما حولها، سرادقات علم ممتدة، حلقات ذكر وإنشاد، موائد طعام مكتظة، خيام باعة حلوى وحمص، ألعاب أطفال جهزت، حي بالكامل تزين، وبشر تجمعوا من شتى بقاع مصر للإحتفال، البهجة والفرحة كست الملامح والشوارع، ففي مثل هذا التوقيت من كل عام وعلى مدار أسبوع تتوافد الحشود إحتفالا بمولد سبط رسول اللهﷺ الإمام الحسين – حيث قدوم الرأس الشريفة إلى مصر – رافعين شعار المودة في القربى كل يحركه فؤاده ووجدانه، هذا على الرغم من الجدل حول مكان الرأس الشريفة هل هي في القاهرة أم في دمشق، فكان علينا أن ننقل للقارئ رأي أهل العلم والإختصاص ..
الدكتور مجدي عاشور “المستشار العلمي للمفتي سابقاً”
قال الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتي الجمهورية الأسبق، الجدل الدائر حول مكان رأس الحسين بن علي -رضي الله عنه-، هل في مصر أم دمشق، مؤكدًا أن رأس الحسين في مصر داخل الضريح الموجود فى منطقة الأزهر.
وأوضح عاشور،أن ما يتردد حول وجود رأس الإمام الحسين بالعراق بجوار الجسد كلام غير صحيح؛ مشيرًا إلى أن المؤرخين الذين أرخوا لتلك الفترة أكدوا وجود الرأس في مصر، وأقيم المسجد حول الضريح بحيث يكون المشهد بالداخل، مشيراً إلى أن الشيخ الراحل محمد إبراهيم زكي كان حاضرًا مراسم مجيء رأس الحسين من عسقلان إلى مصر، وشاهد عيان، وألف في ذلك كتابًا اسمه «مراقد آل البيت».
الشيخ سالم جابر الجازولي “عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، شيخ الطريقة الجازولية الحسينية”
فيما أكد الشيخ سالم جابر الجازولي، شيخ الطريقة الجازولية الحسينية، عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، أن احتفال أبناء الشعب المصري بمولد مولانا الإمام الحسين عليه وعلى جده أفضل الصلاة والسلام أمر لا يحتاج إلى تفسيرات أو تأويلات أو مبررات، فالحب الفطري لا يحتاج لنقاش، فإن المولى عز وجل زرع في قلوب المصريين حب رسول اللهﷺ وآل بيته الأطهار وصحابته رضوان الله عليهم، وهو ما نشأ عليه الشعب المصري وعاشوه بكل وجدانهم وأرواحهم.
وأضاف عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، إن الطرق الصوفية في مصر حريصة على الإحتفال والاحتفاء بآل بيت رسول اللهﷺ وعباد الله وأوليائه الصالحين، بالصورة التي تليق بهم ومكانتهم وقدرهم ومقدارهم، لتغرس في النفوس كل ما يهذب النفس ويزكيها بما يتوافق مع الكتاب الكريم والسنة الشريفة.
وأشار الجازولي، إن أبناء ومريدي الطريقة الجازولية الحسينية تربوا على حب الله ورسوله وآل بيته وصحابته وأولياء الله الصالحين، فكانوا لهم قدوة ونبراس في كل حركاتهم وسكناتهم، ولهذا تكون الفرحة ونحن نحتفل بمولد مولانا الإمام الحسين سبط رسول اللهﷺ الذي شرفت مصر بقدوم الرأس الشريفة إليها، ليكون مسجده وضريحه ومقامه مبعث نور من أنوار جده المصطفى ﷺ، يضئ ويشع لمصر وأهلها.
المهندس محمد عبدالخالق الشبراوي “شيخ الطريقة الشبراوية الخلوتية”
وبآيات من الذكر الحكيم، والأحاديث النبوية الشريفة، وحلقات العلم الدينية، والحضرات الصوفية الشرعية، وقصائد المدح النبوي، والإبتهالات والإنشاد الديني، إحتفلت الطريقة الشبراوية الخلوتية، بمولد سبط رسول اللهﷺ مولانا الإمام الحسين، بمقر الطريقة الرئيسي بالقاهرة، الذي شهد توافد أبناء ومريدي الطريقة من مختلف المحافظات للمشاركة في هذا الإحتفال.
وأكد شيخ الطريقة الشبراوية الخلوتية، المهندس محمد عبدالخالق الشبراوي، أن الله عز وجل أكرم مصر بتواجد آل بيت رسول اللهﷺ في أرضها، وأن حب شعب مصر لرسول اللهﷺ وآل بيته متجذر في وحداتهم فكيف لا؟! والسيدة هاجر، زوجة سيدنا إبراهيم، والدة سيدنا إسماعيل، مصرية، وحضرة سيدنا محمد رسول اللهﷺ من هذا النسل الطاهر المطهر، فكيف لا يحن ويحب أبناء الشعب المصري حضرة سيدنا محمد وآل بيته.
وأضاف الشبراوي، إننا ونحن بصدد الإحتفال بقدوم الرأس الشريفة لحضرة سيدنا الحسين سبط رسول اللهﷺ إلى مصر، فإننا نظهر المودة في القربى، ونضع أمام أعينا سيرة سيدنا رسول اللهﷺ متأسين به وبآل بيته الأطهار وصحابته الأخيار، وإنه لشرف كبير لمصر أنها استقبلت آل بيت النبوة وصحابة رسول اللهﷺ، وقد كان أمر الله وحكمته في أن يظلوا بمصر حتى بعد إنتقالهم إلى الرفيق الأعلى.