بدون حرمان
د . إبتسام عمر عبد الرازق
بنسمع كثيراً كلمة “رجيم بدون حرمان “” ممكن تخس خمس كيلو فى يومين” دايت بدون حرمان” وجمل كثيرة فى نفس السياق والمعنى , ولكن فى الحقيقة لا تحدث لابد من أن تحرم من الأكل حتى توهب لك الصحة , ولابد أن تحرم من الشهوات حتى تدخل الجنة .
وفى الحديث رواه الطبراني في الأوسط عن سهل بن سعد ، قال : جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال : ” يا محمد ، عش ما شئت فإنك ميت ، وأحبب من أحببت فإنك مفارقه ، واعمل ما شئت فإنك مجزي به ” ثم قال : ” يا محمد شرف المؤمن قيام الليل وعزه استغناؤه عن الناس ”
فالاستغناء قوة لانك لن تصبح عبد شهواتك , أنت بترفض العبودية بالاستغناء , والاستغناء عن الأشيئاء والاشخاص تجعل الإنسان دائماً أقوى, والاستغناء هو ترويض النفس بعدم السعى وراء إشباع كل الرغبات والحصول على كل الملذات , وعند الاستغناء عن الاشخاص والاشيئاء ستجد الرضا والسلام النفسى والرضا هو القدرة على الاستمتاع بما لديك قل أو كثر.
فالحياة ملىئة بالمفاهيم ومن ضمن هذة المفاهيم التى نعرفها كلنا كل شيء له ثمن تأخذ شئ وتستغنى عن أخر , هذا القـانون الأساسي الذي نعرفه جميعاً بشكل أو بآخر .. ربما يعتبره بعضنـا قانون غير عادل .. والبعض الآخر يعتبره قانوناً عادلاً تماماً , تحب أن تستمتع بكـل أنواع الطعــام .. ستدفع الثمن ، بتحوّلك الى دبّــابة لحم تمشي على الأرض هوناً .. وستدفع الثمن من سوء مظهرك ، وتراجع صحتك, تحب أن تعيش حياتك بحرّية مطلقة بلا قيود .. ستدفع الثمن من افتقادك لمفاهيم روحية ودينية عظيمة هي اساس الحياة ذاتها
الحياة مرة واحدة لن تتكـرر .. إما تسـلك طريق ثابت واضح تخوض فيه حتى النهاية ، وتدفع ثمنــه عن طيب خاطر ، وتتحمّــل كافة الخسائر التي سوف تفقدها في سبيل حصد نتائج هذا الطريق .. أو أن تقف في مكـانك محلك سر .. وايضاً ، ستدفع الثمن غالياً من وقوفك هذا ، من عمرك ووقتك وحياتك واحترامك لنفس ، بلا أي إنجاز في المقابل..
كلنـا نعرف هذه القاعدة .. ولكننا ننساها كثيراً .. أو ، أتحدث عن نفسي على الأقل.