نفيسة زكريا تكتب.. دور الهدي النبوي و أثره على الأسرة و المجتمع
نفيسة زكريا تكتب.. دور الهدي النبوي و أثره على الأسرة و المجتمع
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتماً الأنبياء و الرسل بعد أن تحرفت الكتب السماوية و الصحف التي أنزلت على مر الزمان، فكان الإسلام هو الدين الخاتم ليرد البشرية إلى التوحيد و القيم الإنسانية فكان القرآن الكريم معجزة بحد ذاته قال تعالى:(و ما فرطنا في الكتاب من شئ)، و قال:( إن الدين عند الله الإسلام)، و من خلال تعاليم الدين الحنيف ارتقت البشرية و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع 🙁 اليوم أتممت عليكم دينكم و رضيت الإسلام دينا )، و كان للحديث النبوي الشريف دوراً في تشكيل الإنسان السوي و الأسرة المؤمنة المترابطة و بالتالي الارتقاء بالمجتمع الإنساني بشكل عام ، على سبيل المثال لا الحصر استطاع النبي صلى الله عليه وسلم تغيير المجتمع الجاهلي فارتقى من خلال القسوة الحسنة والحديث الشريف إلى مستوى آخر تماما فاستجاب المؤمنون لتعاليم الإسلام و أولها حب الله و رسوله فنجد أن الإسلام أعطى المرأة منزلتا عالية بدلا من ازدرائها و أعطى لها ذمة مالية مستقلة و بالهدي النبوي تخلص المجتمع من وأد البنات و تجارة العبيد و أصحاب الرايات الحمر و عبادة الأصنام و الربى و التناحر بين القبائل و المنابذة بالألقاب و غيرها من الأمراض الاجتماعية التي كانت تسود وقتها و توطدت اركان الاسلام الخمس من الشهادتين وصلاة و صيام و زكاه و الحج لمن استطاع إليه سبيلا فارتقت النفوس و الأرواح و قال تعالى: ( و اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرتا و أصيلا ) و كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جميلا خلقا و خلقا فتميز باللين و الفصاحة و الصبر و الجهاد و القدوة الحسنة و كذلك كان الصحابا ذوي خلق و اتباعا للحبيب صلى الله عليه وسلم و كانت احاديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تتصف بجزالة القول و وضوح المقصود منها فكان من السهل على الصحابا حفظ الأحاديث النبوية التي في مجملها تنهى عن الصفات الذميمة .
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم:ايكون المؤمن جبانا ؟ فقال نعم فقيل:أيمكن أن يكون بخيلا ؟ قال :نعم
فقيل أيكون المؤمن كذابا ؟ فقال: لا
و أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بصلاح الباطن و الظاهر فالغيبة مثلا تقطع أواصر المودة بين الناس و النميمة تثير الفتن و من في نفسه ذرة من كبر تحرم عليه الجنة و أكد المصطفى صلى الله عليه وسلم على خروج الذي لا يوقر الكبير و يرحم الصغير ليس من أمته و كذلك من غش فليس من أمته و كذلك من بات شبهعان و جاره جوعان ليس من أمته صلى الله عليه وسلم و حذر رسولنا من الفظاظة و هي الشدة المصحوبة بفحش القول و قسوته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:ألا أخبركم بمن يحرم على النار و بمن تحرم النار عليه ؟ على كل هين ولين قريب سهل .
كما أسس الإسلام قواعد الحرب و السلام و وضع لها احكام و معايير و قال سبحانه وتعالى:(إن الله لا يحب المعتدين ) والقتال في الإسلام هو لنشر الدعوة مع الحفاظ على حرمةالإنسان و الضرع و الزرع و عدم ابءاء الكبار في السن و النساء و الأطفال و شدد رسول الله صلى الله عليه وسلم على سلامة الصدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( لا يبلغني أحد عن أحد من اخواني شيئا فإني أحب أن أخرج إليهم و أنا سليم الصدر )، و من هديه الشريف الموازنة بين الروح و الجسد و الحرص من الوقوع في حبائل الشيطان اللهم اجعلنا من الفائزين المتبعين لرسول الله لنفوز بخيري الدنيا و الآخرة قال صلى الله عليه وسلم:(إذا أحب الله العبد نادا جبريل أن الله يحب فلانا فأحببه فيحبه جبريل و ينادي في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض)
أعاد الله علينا ذكرى الحبيب و أمة الإسلام بخير و دعه