«المولد النبوي» في استراليا وكاليفورنيا واليونان “إحتفالات وابتهالات”
المسلمون يحتفلون بالمولد النبوي الشريف من مشارق الأرض إلى مغاربها
أمير أبورفاعي
بدأ شهر ربيع الأول لتبدأ معه إحتفالات المسلمين من مشارق الأرض إلى مغاربها بالمولد النبوي الشريف، حيث يحتفل المسلمون في الثاني عشر من هذا الشهر بمولد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الاحتفال الذي لا يقتصر على الدول العربية أو الدول الإسلامية بل إنه يشمل كذلك دول مختلفة بها جاليات مسلمة، وتتعدد وتختلف مظاهر الإحتفال بهذه المناسبة بين الدول ولكنها تشترك في ثمة أمور مثل حلقات الذكر والحديث عن سيرة النبي محمد، وهو ما سوف نتعرف عليه من خلال رصدنا للإحتفال بالمولد النبوي الشريف في دول مختلفة بعيدة عن ما اعتادنا القراءة أو السماع عنه، لتتضح الحقيقة في وضح النهار أن طقوس وعادات الإحتفال بذكرى المولد النبوي تطغى عليها نشر المحبة والسلام.
هكذا يحتفل المسلمون بالمولد النبوي في استراليا
في حديثه إلينا عن احتفال مسلمين استراليا بالمولد النبوي الشريف، قال الشيخ عزام مستو، إمام مسجد الرحمة بولاية سيدني في أستراليا، ومؤسس جمعية رحمة الأسترالية الإسلامية، خادم احتفالات المولد النبوي في أستراليا، تتعدد مظاهر الإحتفال بالمولد النبوي الشريف، فهي تمتد من الصباح إلى المساء ما بين قراءة القرآن الكريم والحديث عن سيرة أشرف الخلق صلوات الله وسلامه عليه، وبين حلقات الذكر والانشاد والابتهالات الدينية التي تحييها فرقة الرحمة بالمسجد بحضور المنشد العالمي المعتصم العسلي ، كما أننا نحرص على أن يكون للأطفال نصيباً من الإحتفال بما يعلقهم بحضرة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، فننظم لهم المسابقات الدينية وإلى جانبها لاننسى أن تكون هناك ألعاب تناسبهم، ولعل من أبرز ما يميز احتفالنا هنا في سيدني أننا نقيم موكب احتفالاً بمولد المصطفى صلى الله عليه وسلم، وكذلك احتفالنا في الحديقة الكبيرة ويحضره الآلاف وفي إحدى الاحتفالات كتب فوق الحفل اسم سيدنا النبي بالغمام، وهذا كان أول مرة نخرج فيها الشعرة الشريفة التي أكرمنا الله بها في استراليا، وفي العالم الماضي نظراً لأحداث غزة فقد كان جزءًا من احتفالنا أمام البرلمان في ساحة كبيرة، ووضعنا مجسماً للكعبة المشرفة، وقبل هذا كنا نحتفل داخل البرلمان لمدة خمس سنوات سابقة، إلا أننا احتفالنا كان خارج البرلمان اعتراضاً منا على موقف استراليا من الحرب على غزة.
هكذا يحتفل المسلمون في كاليفورنيا بالمولد النبوي الشريف
خلال حواره معنا عن احتفال المسلمين بالمولد النبوي الشريف، قال فضيلة الشيخ الدكتور بلال الحلاق مفتي كاليفورنيا، المسلمون في شتى بقاع الأرض يحتفلون بذكرى مولد النبي محمد عليه افضل الصلاة والسلام ونحن في أمريكا نظهر الفرح بميلاد النبي ونشكر الله على نعمة بروز سيدنا رسول الله الى الدنيا والاحتفال بالمولد من البدع الحسنة التى ينبغي اقامتها لا سيما في بلاد غير المسلمين، ليعلم الناس جمعيا أن محمداً صلى الله عليه وسلم أرسله الله رحمة للعالمين، فكانت دعوته إلى الإسلام دين جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ننشد المدائح باللغتين العربية والإنجليزية، ونبين للناس عظمة دين الاسلام، ونحذر من التطرف البغيض ونعلن الحب والفرح برسول الله صلى الله عليه وسلم.
هكذا يحتفل المسلمون بالمولد النبوي الشريف في اليونان
لمسلمين اليونان طبيعة خاصة نظراً لموقعها الجغرافي وتاريخها الممتد وقد كان لزاماً ونحن نتحدث مع فضيلة الشيخ الدكتور يشار شريف مفتي اليونان السابق، أن يسلط الضوء على الإسلام في اليونان بصورة عامة وصولاً للإحتفال بالمولد النبوى الشريف، فقال لنا اليونان إحدى دول قارة أوروبا، وضمن دول شبه جزيرة البلقان، وهو عضو في الاتحاد الأوروبي، وعدد سكانها عشرة ملايين من بينهم أكثر من نصف مليون مسلم، دخل الإسلام لليونان في وقت مبكر – في النصف الأول من القرن الهجري الأول، وينتشر المسلمون في جميع أراضي اليونان، من حيث العيش والسكنى، إلا أنهم متمركزون في تراقيا الغربية – وهي في أقصى شرق اليونان وغرب تركيا، من الشرق حدود تركيا، نهر أورو ومن الغرب نهر مستي قوالا ودرما و من الجنوب الشرقي جبال رودوب وبلغاريا، ومن الشرق بحر إيجه . شمال وشرق 50 كيلو متر تقريباً شريط ضيق وأراضيه 8.578 كيلو متر.
وفي هذه المنطقة ما يقارب ثلاثمائة جامع، ومدارس خاصة للمسلمين الابتدائية والمتوسطة، والثانوية. وقسم العلوم الإسلامية بكلية اللاهوت بجامعة أرسطوطاليس.
ومن العادات عندنا أنه في بداية السنة الهجرية الجديدة شهر محرم والعاشر منه، وفي مولد النبي صلى الله عليه وسلم، بشهر ربيع الأول وبتاريخ اثنى عشر منها حيث ليلة مولده صلى الله عليه وسلم، وفي بداية شهر رجب وشعبان وليلة النصف منه، ورمضان وليلة القدر منها وأيام العيدين «الفطر والأضحى» هذه الأيام تكون فيها عطلة رسمية للمسلمين، والطلاب المسلمون لا يذهبون إلى المدارس صبيحة ليلة المولد أو ليلة الإسراء والمعراج، وإن تصادفت مع الامتحان، يحدد يوم آخر للامتحان فيما بعد؛ لأن المسلمون يجتمعون في المساجد، ويستمعون إلى الوعظ والإرشاد، حيث يحاول الأئمة أو الوعاظ والمرشدين أن يبينوا للناس أهمية هذه الليلة، ويذكرون أخلاقه صلى الله عليه وسلم من جميع جوانبه، وذلك كل على حسب استعداده وعلى حسب علمه، و يحاول الوعاظ أن يذكروا المسلمين حياته صلى الله عليه وسلم وليس فقط إحياء الليلة، بل الرجوع إلى حياته صلى الله عليه وسلم، كما يوزع في المساجد خاصة الحلوى وفي القرى أيضًا يوزع من أهل القرية للجيران والأقارب الحلوى والتبريكات، تحس وتعيش أكثر في القرى نسبة إلى المدن، ويقرؤون الأناشيد الدينية، ويحيون هذه الليلة إلى الوقت المتأخرة، ويكونون قد تعبوا ويقيمون الليلة لذا يكون العطلة في ذلك اليوم، ويكون المآذن والمنارات مزخرفة بالألوان المختلفة وغالبًا ما يكون بلون الأخضر. إن الدولة والشعب اليوناني يحترمون عادات وتقاليد المسلمين لأننا نتعايش معهم منذ القدم، ويحترمون الأديان عامة والإسلام على وجه الخصوص، وهذا كان ظاهرًا وجليا في أزمة الرسوم الكاريكاتورية وغيرها، وتبقى الأنوار مضيئة في مآذن الجوامع إلى الصباح.