*خطيب الجامع الأزهر:* *اتباع سنة النبي ﷺ هو مفتاح الرقي والازدهار*
*المولد النبوي رمز العزة والكرامة الإسلامية
كتب /د عبدالعزيز السيد
*إحياء ذكرى المولد النبوي ينتج قيم الحق والعدل في المجتمع*
ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر فضيلة الدكتور ربيع الغفير، الأستاذ بجامعة الأزهر، ودار موضوعها حول “المولد النبوي أسرار وتجليات”
قال فضيلة الدكتور ربيع الغفير، في هذه الأيام المباركة تضيء علينا أنوار ذكرى عظيمة وعزيزة على القلوب والأرواح، ذكرى ميلاد العزة والكرامة والشرف لهذه الأمة، في شخص نبيها وسيدها محمد ﷺ، الذي اصطفاه ربه على سائر الخلق، فيوم ميلاده ﷺ إشارة إلى قدوم النور الذي بدد ظلمات الباطل والجور، فهذا المولود المبارك ﷺ جاء ليكون رحمة للعالمين، ومنقذًا للبشرية؛ ليقودها إلى طريق الحق والعدل، ويطهرها من الظلم والفساد.
وأوضح خطيب الجامع الأزهر أن احتفال الأمة الإسلامية بميلاد نبيها ﷺ، هو فرح بكرم الله وفضله عليه لأن مَنّ عليهم بالرحمة في شخص رسولهم الكريم، الذي هداهم إلى الله وعرفهم على طريقه المستقيم، وفي هديه لهم السعادة في الدارين، مضيفًا، أن نظر البعض بسطحية للاحتفال بمولد النبي ﷺ ، هو الذي يذهب بهم إلى فكرة القول بأن الاحتفال بميلاد النبي ﷺ بدعة، ولو نظر هؤلاء إلى المعاني العميقة من وراء الاحتفال، لكان هؤلاء في مقدمة المحتفلين والفرحين بميلاد نبيهم، وواجبنا أن نأخذ بيد هؤلاء إلى الفهم الحقيقي للمغزى من وراء الاحتفال ولا نتركهم عرضة لأفكار شاردة لا تمت لمنهجنا بصلة.
وبين الغفير، أن هذه الأفكار الشاردة تُلبس على الناس دينهم، من قال إن كل ما لم يفعله النبي ﷺ يعد بدعة وضلالة يقود إلى النار، فليخبرنا كيف جُمع المصحف في عهد أبي بكر وعثمان، وهو أمر لم يفعله رسول الله ﷺ؟ هل كان ذلك بدعة؟!، فهناك حالة من التلبيس تظهر في مجتمعاتنا مع قدوم هذه الذكرى العطرة، مضيفًا أن البدعة التي تدخل صاحبها النار، هي كل ما أُحدث بعد رسول الله ﷺ فيما لا أصل له في الدين أو يصادم أصلاً من أصول الدين، فهل الاحتفال بمولده والفرح به ليس له أصل في الدين؟! هذا كلام خاطيء. من قال إنه ﷺ لم يحتفل بمولده؟! إذاً لماذا كان يصوم ﷺ الاثنين والخميس؟! ولما سُئل عن صيام الاثنين قال: ” ذاك يوم ولدت فيه”، وفي هذا دليل علي أنه كان يحتفل بمولده كل أسبوع وليس كل عام.
وفي ختام الخطبة أكد فضيلة الدكتور ربيع الغفير، على أهمية أن تحتفل الأمة الإسلامية بذكرى مولد النبي ﷺ، وأن تجعل من سيرته العطرة منارة تضيء طريق الأمل والتفاؤل في حياتها، فالاقتداء بالنبي ﷺ في كل جوانب الحياة هو حاجة ملحة في هذا الزمان التي تكثر فيه التحديات أمام هذه الأمة، حيث إن اتباع سنته ﷺ ليس مجرد شعار ديني، بل هو أساس للرقي والازدهار، ولقد شهدت الأمة الإسلامية في أوج تقدمها على أهمية هذا التمسك، حيث إنها وصلت لما وصلت إليه من مكانة ورقي بفضل تمسكها بمنهج النبي ﷺ وسنته العطرة، لما تمثله من ضمانة للنجاح والتوازن في مختلف نواحي الحياة، سواء كانت دينية أو اجتماعية أواقتصادية.