جمعية الصداقة السودانية المصرية تبحث سبل دعم الطلاب السودانيين في مصر

كتب / محمد ابراهيم خالد
في خطوة تعكس عمق العلاقات التاريخية بين السودان ومصر، عقد وفد رفيع المستوى يمثل جمعية الصداقة السودانية المصرية، برئاسة الأستاذة تيسير إسحاق، اجتماعًا مثمرًا مع المستشار الثقافي بسفارة السودان بالقاهرة، الدكتور عاصم محمد. جاء هذا اللقاء في إطار سعي الجمعية الدؤوب لتعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين، وتقديم الدعم اللازم للطلاب السودانيين المقيمين في مصر، خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها السودان.
أكد المشاركون في الاجتماع على التحديات الجمة التي تواجه الطلاب السودانيين في مصر، والتي تتعلق بالتعليم والإقامة والخدمات الأخرى. وقد أشاروا إلى أن هذه التحديات زادت حدتها في الآونة الأخيرة بسبب الأحداث التي تشهدها السودان.
شددت الأستاذة تيسير إسحاق على الدور المحوري الذي تلعبه جمعية الصداقة السودانية المصرية في دعم الطلاب السودانيين، مؤكدة أن الجمعية تعمل على توفير كافة سبل الدعم الممكنة لهم، سواء على المستوى الأكاديمي أو المعيشي. وأوضحت أن مجلس الصداقة الشعبية، كأحد أذرع الدبلوماسية الشعبية، يسعى جاهدًا لتقوية العلاقات الخارجية للسودان، والعمل على حل المشكلات التي تواجه المواطنين السودانيين في الخارج.
من جانبه، أكد المهندس جمال حمدان، عضو مجلس الإدارة، على أهمية دور القطاع الخاص في دعم الطلاب السودانيين، مشيرًا إلى أن رجال الأعمال السودانيين والمصريين يمكنهم تقديم مساهمات كبيرة في هذا المجال. وأوضح أن الجمعية تعمل بالتنسيق مع رجال الأعمال لوضع خطط وبرامج لدعم الطلاب، وتوفير فرص عمل لهم.
وختاما تحدث المستشار محمد عبدالله جبارة وأكد علي مداخلة كل من سبقوه في الحديث وأضاف قائلا انه وبحكم عمله سابقا في سفارة السودان بالقاهرة يعلم حجم المعوقات التي تحد من عمل السفارة والمستشارية الثقافية وخصوصا بعد الحرب التي اندلعت في الوطن ونزوح اعداد كبيرة من المواطنين الي شمال الوادي .. وأكد أن عمل الجمعية ليس خصما علي عمل السفارة بل هو إضافة قوية لها واقترح أن تندمج مجموعة من المدارس في مدرسة حتي تستوفي الشروط التي وضعتها وزارة التربية والتعليم .. وأكد علي أن منح عام آخر للمدارس ليس بالحل الامثل لانه سنواجه نفس المشكلة لاحقا.
واثني علي نشاط السفير المصري بالخرطوم السيد هاني صلاح وانه كان متعاون معاهم جدا ويمكن أن يساهم بعلاقاته في تسهيل مهمتنا .. من ناحية اخري أشار محمد جبارة الي أن الجمعية وبالتعاون مع الجانب المصري ومبادرة السودان ومصر ستعمل علي اقامة احتفال كبير بمناسبة انتصارات اكتوبر وحرب 73 التي شارك فيها الجيش السوداني وهو الحدث الذي يعكس تلاحم ومحبة الشعبين الشقيقين .
تم خلال الاجتماع طرح العديد من المقترحات والحلول لمواجهة التحديات التي تواجه الطلاب السودانيين، من بينها:

توفير منح دراسية: العمل على توفير منح دراسية للطلاب السودانيين المتفوقين، وذلك بالتعاون مع الجامعات المصرية والمؤسسات الخيرية.
تسهيل إجراءات الإقامة: تبسيط إجراءات الحصول على الإقامة للطلاب السودانيين، وتوفير سكن مناسب لهم بأسعار معقولة.
دعم المدارس السودانية: تقديم الدعم المالي واللوجستي للمدارس السودانية في مصر، وتطوير المناهج الدراسية لتتناسب مع المعايير المصرية.
توفير فرص عمل: العمل على توفير فرص عمل للخريجين السودانيين في مصر، وذلك بالتنسيق مع الشركات والمؤسسات المصرية.
أكد المستشار الثقافي الدكتور عاصم محمد على الدور الهام الذي تلعبه السفارة السودانية في القاهرة في دعم الطلاب السودانيين، مشيرًا إلى أن السفارة تعمل على توفير كافة الخدمات اللازمة لهم، وتبذل جهودًا كبيرة لحل المشكلات التي تواجههم. وأوضح أن السفارة تتواصل بشكل مستمر مع الجهات المصرية المعنية لتسهيل إجراءات الطلاب.
اتفق الطرفان على عقد اجتماعات دورية لبحث آخر المستجدات وتقييم التقدم المحرز في تنفيذ الخطط والبرامج التي تم الاتفاق عليها. كما تم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة من ممثلي الجمعية والسفارة لمتابعة تنفيذ هذه الخطط والبرامج.
إن هذا الاجتماع يعكس الإرادة السياسية والاجتماعية لدى الطرفين السوداني والمصري لتقديم الدعم اللازم للطلاب السودانيين، وتذليل العقبات التي تواجههم، مما يساهم في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين.