خبراء أمميون مستقلون: عنف الإبادة الجماعية الذي تمارسه إسرائيل ينشر المجاعة في جميع أنحاء غزة
الصافى عبدالله
أكد خبراء أمميون مستقلون أن الوفيات الأخيرة لأطفال فلسطينيين بسبب الجوع وسوء التغذية “لا تدع مجالا للشك في أن المجاعة قد انتشرت في جميع أنحاء قطاع غزة بأكمله”.
في بيان صدر أمس الثلاثاء، أشار الخبراء إلى أن وفاة الرضيع فايز عطايا، والطفل عبد القادر السرحي البالغ من العمر 13 عاما، والطفل أحمد أبو ريدة البالغ من العمر 9 أعوام، الذين لقوا حتفهم في الفترة ما بين 30 مايو و3 يونيو بسبب سوء التغذية وعدم الحصول على الرعاية الصحية الكافية.
وأضاف الخبراء: “مع وفاة هؤلاء الأطفال جوعا رغم العلاج الطبي في وسط غزة، لا شك أن المجاعة امتدت من شمال غزة إلى وسط وجنوب القطاع”.
وشدد الخبراء على أن وفاة طفل بسبب سوء التغذية والجفاف تشير إلى تعرض الهياكل الصحية والإجتماعية للهجوم وإضعافها بشكل خطير.
وقالوا: “نعلن أن حملة التجويع المتعمدة والموجهة التي تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني هي شكل من أشكال عنف الإبادة الجماعية وأدت إلى حدوث مجاعة في جميع أنحاء غزة، إننا ندعو المجتمع الدولي إلى إعطاء الأولوية لإيصال المساعدات الإنسانية عن طريق البر بأية وسيلة، وإنهاء الحصار الإسرائيلي، والتوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار”.
وأكد الخبراء المستقلون من جديد أن المجاعة ضربت شمال غزة منذ أن توفي طفل يبلغ من العمر شهرين وطفل يبلغ من العمر 10 سنوات بسبب الجوع في 24 شباط/فبراير و4 آذار/مارس على التوالي. وشددوا على أنه كان ينبغي على العالم أجمع أن يتدخل آنذاك لوقف “حملة التجويع الإبادية التي تقوم بها إسرائيل ومنع هذه الوفيات”. وأشار الخبراء إلى أن 34 فلسطينيا لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، معظمهم من الأطفال، مضيفين أن “التقاعس عن العمل هو تواطؤ”.
الخبراء هم:
مايكل فخري، المقرر الخاص المعني بالحق في الغذاء، و بالاكريشنان راجاجوبال، المقرر الخاص المعني بالحق في السكن اللائق، و تلالينغ موفوكينغ، المقررة الخاصة المعنية بحق كل إنسان في التمتع بأعلى مستوى يمكن بلوغه من الصحة البدنية والعقلية، و فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، و بيدرو أروجو أغودو، المقرر الخاص المعني بحق الإنسان في الحصول على مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحية، و باولا جافيريا بيتانكور، المقررة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان للمشردين داخليا، و جورج كاتروغالوس، الخبير المستقل المعني بتعزيز النظام الدولي الديمقراطي والعادل، و باربرا ج. رينولدز (الرئيسة)، وبينا دكوستا، ودومينيك داي، وكاثرين ناماكولا، فريق الخبراء العامل المعني بالسكان المنحدرين من أصل أفريقي.
يشار إلى أن المقررين الخاصين والخبراء المستقلين، يعينون من قبل مجلس حقوق الإنسان في جنيف وهي جهة حكومية دولية مسؤولة عن تعزيز وحماية حقوق الإنسان حول العالم، ويكلف المقررون والخبراء بدراسة أوضاع حقوق الإنسان وتقديم تقارير عنها إلى مجلس حقوق الإنسان.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا المنصب شرفي، فلا يعد أولئك الخبراء موظفين لدى الأمم المتحدة ولا يتقاضون أجرا عن عملهم.