رسالة الأمين العام للأمم المتحدة إلى منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة
الصافى عبدالله
يُعقد منتدى أسوان الرابع هذا العام في لحظة صعبة بالنسبة لأفريقيا والأسرة العالمية.
فالسلام والتنمية المستدامان تعرقلهما تحديات هائلة تؤثر على أفريقيا – وعلى الأفارقة – بشكل يفوق الحدود.
فمن الفقر والجوع وأوجه عدم المساواة مرورا بتغير المناخ وأعباء الديون الساحقة… وصولا إلى النزاعات والإرهاب والتغييرات غير الدستورية للحكومات.
إن الطريق إلى الأمام جليّ، يجب علينا تسريع وتيرة الجهود المبذولة من أجل إنقاذ أهداف التنمية المستدامة، والتمويل الميسور التكلفة والطويل الأجل هو وقود التنمية، غير أن العديد من البلدان الأفريقية لا يجد هذا الوقود لدفع مسيرته، وتحتاج هذه البلدان إلى كم هائل من مساعدات تخفيف عب الديون، وإلى خفض تكاليف الاقتراض، وتوسيع القدرة على الوصول إلى التمويل بشروط ميسّرة.
ولهذا السبب فإنني أدعو إلى وضع خطة لتحفيز أهداف التنمية المستدامة، وإلى تطبيق إصلاحات عميقة في الهيكل المالي العالمي، لكي تتمكن البلدان النامية من الإستثمار في الوظائف والمساواة بين الجنسين والتعليم – وهو موضوع الإتحاد الأفريقي لهذا العام، ونحتاج أيضا إلى تحقيق قفزة نوعية في مجال تطوير البنية التحتية من أجل دعم شعوب أفريقيا ونظمها الاقتصادية – بما في ذلك رصد استثمارات ضخمة لتعميم الإمداد بالكهرباء، والإنتفاع بالنطاق العريض، وسد الفجوة الرقمية، ويجب أن ندعم إمكانات أفريقيا بإعتبارها سلة الغذاء في العالم ويجب أيضا أن ندعم طموحها في أن تصبح قوة عظمى في مجال الطاقة المتجددة – مع كفالة أن تفيد المعادنُ الحيوية الأفارقةَ في المقام الأول.وقبل كل شيء، نحتاج إلى السلام.
ويجب علينا تعزيز تعاوننا لحماية حقوق الإنسان، ومكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، وإسكات البنادق في جميع أنحاء أفريقيا – من السودان والقرن الأفريقي، إلى منطقة الساحل، ومنطقة البحيرات العظمى وخارجها، وسيساعدنا القرار الأخير لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على القيام بذلك، فهذا القرار يدعو إلى دعم عمليات السلام التي يقودها الشركاء الإقليميون، ولا سيما الإتحاد الأفريقي، والتي تستمد ولاياتها من المجلس وتموِّل من الأنصبة المقررة.
ويذكّرنا موضوعكم هذا العام أيضا بالحاجة إلى إعادة بلورة تصوّرٍ للحوكمة العالمية، وإلى إعلاء صوت أفريقيا وقيادتها على المسرح العالمي – بما في ذلك مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وعلى نطاق النظام المالي العالمي.
وإنني أتطلع إلى قيادة أفريقية قوية وقادرة على التعبير عن مواقفها بصوت مسموع في مؤتمر القمة المعني بالمستقبل الذي سيعقد في أيلول/سبتمبر في نيويورك.
أيها الأصدقاء الأعزاء، إن اقتصاد أفريقيا الديناميكي والمتنوع، وتركيبتها السكانية الشابة والمتنامية التعداد، ومواردها الطبيعية الغنية، كلها عناصر تحمل وعودا هائلة لمستقبل القارة، ويمكنكم الاعتماد عليّ للوقوف إلى جانب جميع الأفارقة في تحقيق هذا الوعد العظيم، وتمهيد الطريق نحو مستقبل سلمي ومزدهر ومستدام للجميع.
شكراً لكم