اخبار العالم

الرئيس الطاجيكي: الصين أكبر مستثمر في طاجيكستان

 

أمير أبورفاعي

قال الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمن في مقابلة حصرية مكتوبة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إن العلاقات الطاجيكية الصينية دخلت مرحلة تاريخية جديدة، ما يفتح آفاقا جديدة للتعاون واسع النطاق بين البلدين، وأشار إلى أنه باعتبارهما جارتين صديقتين وشريكتين موثوقتين، ستواصل طاجيكستان والصين تنمية وتعزيز التعاون متبادل المنفعة على المدى الطويل.

حيث قد وصل الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى طاجيكستان يوم الخميس في زيارة دولة. وفيما يتعلق بهذه الزيارة، أكد الرئيس الطاجيكي أنها ستضخ زخما جديدا وقويا في تنمية وتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.

وقال إن التبادلات الودية بين شعبي البلدين لها تاريخ طويل يعود إلى طريق الحرير القديم، وتعد بمثابة نموذج للتعاون الناجح، مشيرا إلى أن الشعبين أثبتا مرارا وتكرارا أنهما جارتان جيدتان على مر القرون، وأضاف “كورثة لهذه الصداقة العظيمة، ينبغي أن نعزز هذا التقليد الجيد ونورثه للأجيال القادمة. لذلك، فإن تعميق التعاون مع الصين في مختلف المجالات، من التبادلات السياسية إلى التبادلات الثقافية والشعبية، يعتبر من أولويات السياسة الخارجية لطاجيكستان.”

وضع البيان المشترك حول إقامة شراكة استراتيجية بين جمهورية طاجيكستان وجمهورية الصين الشعبية أساسا قانونيا متينا وراسخا لتنمية العلاقات الثنائية، ما يعود بالنفع على شعبي البلدين ويساهم بشكل كبير في الحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين، بحسب الرئيس الطاجيكي.

واستطرد قائلا إنه لمن دواعي سروره أن التعاون الطاجيكي ــ الصيني شهد تطورا مطردا على مسار ضمان حسن الجوار وترسيخ الثقة والدعم المتبادلين على مدى العقود الثلاثة الماضية. وأضاف أن البلدين قد اتخذا اليوم مواقف مماثلة في العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وأن التعاون البناء بينهما يشهد توسعا شاملا في القضايا الثنائية وكذلك في إطار المنظمات الدولية الرئيسية.

وأضاف “على مدى العقد الماضي، تطور التعاون الثنائي بين طاجيكستان والصين ليصبح شراكة استراتيجية شاملة. وأعتقد أن علاقتنا الثنائية دخلت مرحلة تاريخية جديدة، ما يفتح آفاقا جديدة للتعاون واسع النطاق.”

وفي إشارة إلى أن الصين واحدة من الشركاء التجاريين الرئيسيين لطاجيكستان، قال إنه مع تنفيذ الاتفاقيات المُوقع عليها من قبل البلدين، استفاد الجانبان بشكل كامل من مزايا حسن الجوار والتكامل الاقتصادي، فضلا عن ضمان استدامة التنوع والنمو الملموس للعلاقات التجارية وتعزيز التعاون الثقافي والشعبي، وقال “إننا راضون عن مستوى ومحتوى العلاقات الثنائية التي تتطور بشكل ديناميكي” مضيفا “باعتبارنا جارتين صديقتين وشريكتين موثوقتين، أثق بأننا سنواصل السعي لتنمية وتعزيز التعاون متبادل المنفعة على المدى الطويل.”

كما أعرب عن اعتقاده الراسخ بأن زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس شي إلى طاجيكستان، ستضخ زخما جديدا وقويا في تنمية وتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، وأضاف أنه تم استيفاء جميع الشروط الأساسية اللازمة لذلك.

وأشاد أيضا بالنتائج المثمرة لتوافق استراتيجيات التنمية والتعاون الوثيق في مختلف المجالات بين طاجيكستان والصين، وكذلك بالتعاون في إطار الحزام والطريق، اليوم، لا يمكن أن تُحقق أي دولة التنمية بمفردها دون دعم متبادل من جيرانها وشركائها، بحسب الرئيس الطاجيكي. وأشار إلى أن طاجيكستان والصين شريكتان تعاونيتان مهمتان، تدعم كل منهما الأخرى في جميع القضايا.

ولفت أيضا إلى أن الصين تلعب دورا هاما في ضمان التنمية المستقرة للاقتصاد الإقليمي، وفي الوقت نفسه، سلط الضوء على التطور السريع والقوي الذي شهده التعاون التجاري والاقتصادي الثنائي خلال السنوات الأخيرة، موضحا أن الصين واحدة من أكبر الشركاء التجاريين الثلاثة لطاجيكستان، حيث يمثل الاستثمار الصيني 40 بالمائة من الاستثمارات الخارجية للاقتصاد الطاجيكي. وقال إنه بفضل الجهود المشتركة التي يبذلها الجانبان، حقق الاقتصاد الطاجيكي والصيني التكامل.

واستطرد “قبل بضع سنوات، لم نتخيل أن يتجاوز حجم التبادل التجاري حاجز الـ1.5 مليار دولار أمريكي، ومن دواعي سروري أن يصل حجم التبادل التجاري بين البلدين اليوم إلى ما يقرب من 4 مليارات دولار أمريكي.”، وأشار إلى أن الصين أكبر مستثمر في طاجيكستان.

ولفت إلى أن الاستثمارات الصينية تتزايد باستمرار في قطاعات مثل التعدين والنسيج والغذاء والطاقة والنقل والزراعة، موضحا أنه من خلال هذه الاستثمارات، تم إنشاء مناطق ومؤسسات صناعية مشتركة.

وقال إنه على المدى الطويل، يلبي التعاون متبادل المنفعة في مجموعة من المجالات ذات الأولية، مصالح البلدين. وتشمل هذه المجالات السياحة والاستكشاف الجيولوجي وتصدير المنتجات الزراعية الصديقة للبيئة، فضلا عن تنفيذ مشاريع مشتركة تتعلق بالاقتصاد الأخضر والاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي وبناء مصانع “التكنولوجيا الخضراء”.

وأكد على أن التعاون في هذه المجالات يعزز الاستخدام الفعال للموارد الطبيعية، ويُحسن البنى التحتية للنقل والسياحة، ويخلق فرص عمل جديدة، ويدعم التجارة الثنائية، فضلا عن أنه يدفع التنمية الاقتصادية.

وفي إطار مبادرة الحزام والطريق، يعد تعزيز التعاون في مجال النقل بين طاجيكستان والصين ودول آسيا الوسطى الأخرى أمرا يحقق المنفعة المتبادلة، وفق ما ذكره الرئيس الطاجيكي.

وفيما يتعلق بالتطور الذي شهدته منظمة شانغهاي للتعاون على مدى الـ23 عاما الماضية، قال إنه تم طرح فكرة تحويل التعاون الخماسي إلى منظمة تعاون إقليمية متعددة الأطراف خلال القمة الأخيرة لآلية شانغهاي الخماسية التي أُقيمت في دوشنبه في يوليو عام 2000، بحيث تم تأسيس منظمة شانغهاي للتعاون بعد عام واحد لتصبح منظمة حكومية دولية حقيقية.

وأردف قائلا إن الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون قدمت مثالا ناجحا للشراكة متبادلة المنفعة، مشيرا إلى أنه يتم ضمان فعالية المنظمة بناء على احترام المساواة بين جميع البلدان واتخاذ القرارات من خلال التشاور. وأكد على أن روح شانغهاي التي تجسد قيم الثقة والمنفعة المتبادلتين والمساواة، ما زالت المبدأ التوجيهي للتعاون في إطار منظمة شانغهاي للتعاون.

واستطرد “اليوم، تواجه منظمة شانغهاي للتعاون مهمة معقدة، تشمل ضمان التنمية الإقليمية المستدامة والتصدي معا للتحديات والتهديدات المشتركة في البيئة السياسية الدولية المعقدة الحالية. وبالطبع، ينبغي أن تظل قضايا الأمن الإقليمي، بما في ذلك مكافحة ‘القوى الثلاث’ المتمثلة في الإرهاب والانفصالية والتطرف، أولوية قصوى لمنظمة شانغهاي للتعاون.”

وأكد على أن إسهامات منظمة شانغهاي للتعاون في بناء أنظمة أمنية على الصعيدين الدولي والإقليمي تتزايد كل عام، لتصبح مثالا يحتذى به في تنفيذ مبدأ الأمن غير القابل للتجزئة على المستوى الإقليمي.

وأضاف أن الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون تعزز جهودها بشكل تدريجي لمكافحة الإرهاب والانفصالية والتطرف بكافة أشكالها وصورها، وكذلك الاتجار بالمخدرات والجريمة المنظمة العابرة للحدود، مشيرا إلى أنه يتعين على الدول الأعضاء أن تولي اهتماما دوما للوضع وتعمل معا استباقيا للقضاء على المخاطر التي قد تؤدي إلى زيادة التهديدات الأمنية.

وتقترح طاجيكستان أن تعمل الدول الأعضاء معا لتبني مبادئ ومواقف مشتركة في إطار منظمة شانغهاي للتعاون لصياغة قائمة موحدة للمنظمات الإرهابية والانفصالية والمتطرفة المحظورة من العمل داخل أراضي الدول الأعضاء، بحسب الرئيس الطاجيكي.

وبالإضافة إلى ذلك، طرحت طاجيكستان إنشاء مركز لمكافحة المخدرات تابع لمنظمة شانغهاي للتعاون في دوشنبه، ويرجع ذلك للدور الذي تلعبه في الجبهة الأمامية لمكافحة المخدرات، وفق ما ذكره الرئيس الطاجيكي. وأكد على أن المبادرة تلقت دعم كل الدول الأعضاء.

واختتم قائلا “ستواصل طاجيكستان زيادة إسهاماتها باستمرار في الجهود الجماعية في إطار منظمة شانغهاي للتعاون لضمان الأمن الإقليمي.”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى