رئيس إتحاد الأثريين المصريين : ما يحدث في معالمنا الأثرية يحتاج لوقفة جادة
د. أيمن وزيري : الانتهاكات المتعاقبة في المواقع الأثرية تحتاج لرد من المجلس الأعلى للآثار
أمير أبورفاعي
أكد د. أيمن وزيري، أستاذ ورئيس قسم الآثار المصرية – كليةالآثار- جامعة الفيوم، رئيس مجلس إدارة إتحاد الأثريين المصريين ومُمثل مؤسسي الإتحاد إقليمياً ودولياً، لقد تابعنا في إتحاد الأثريين المصريين ما يحدث على الساحة الأثرية وما يجري من مُستجدات هي ليست بمُستجدات، ونقصد بذلك الحفل الصاخب الذي أُقيم في مسجد محمدعلي بالقلعة، ونقصد ما حدث من تصوير فيديو كليب بقصر البارون بمصر الجديدة ، وأيضاً نقصد الممارسات الماسونية التي تحدث داخل المواقع الاثرية مثل هرم خوفو، إضافة إلى طمس الهوية الحضارية المصرية من طائفة مشبوهة تُسمى الافروسنتريك، ونظراً لحالة الإحباط واليأس فضلنا بدلاً من أن نشجب ونُندد ونُدين ، لاعتقادنا بأن الشجب والتنديد صار بلا فائدة؛ لذا فبدلاً من ذلك سنطرح استفساراً مفاده ما يلي: هل هناك إنتهاكات مُباحة وانتهاكات أخرى مُحرمة؟!، ونرد قائلين أننا انتهكنا حضارتنا وأنفسنا قبل أن ينتهكها غيرنا، ولا عزاء، ونرد قائلين ظلمنا أنفسنا ولم يظلمنا أحد، ظلمنا حضارتنا وتراثنا ولم يتجنى عليها غيرنا في البداية ثم تواترت التواترات، نحن من فتحنا الباب أمام العابثين والمُغرضين.
وأضاف د. أيمن وزيري، لقد رد المجلس الأعلى للآثار على ما تم تداوله بشأن تصوير فيديو كليب مثير للجدل داخل قصر البارون، وأنه عار تماماً من الصحة وأنه لم يتم تصوير هذه الأغنية الاستعراضية داخل قصر البارون امبان وأن الواجهة التي ظهرت بالعمل الاستعراضي كخلفية ليست الواجهة الأصلية للقصر كما أُشيع، وأن شكل الواجهة بالصور مختلف تماماً عن الواجهة الأصلية للقصر حيث أنها ديكور مقلد لواجهة القصر قام بتصنيعها القائمين على تصوير العمل الاستعراضي وليست الواجهة الأصلية له، فهل سيأتي رد بشأن حفلات الصخب والرقص والزغاريد داخل مسجد محمد علي بالقلعة ؟! – ها نحن منتظرون!- ، ولقد ورد مفاد أن المجلس الأعلي للآثار قد حدد وفقاً لبعض الضوابط أسعار عقد القران في المساجد الأثرية على أن تكون مدة عقد القران 3 ساعات فقط، وهي المتاحة أمام كل المقبلين على الزواج، أما صحن مسجد محمد على بالقلعة فبمقابل 20000 جنيه “عشرون الف جنيه”، وبحد أقصى 200 فرد فقط، وحال زيادة العدد عن 200 فرد ، يحصل 5000 “خمسة آلاف جنيه” عن كل فرد. كما ورد أن المجلس الأعلى للآثار قد حدد أن عقد القران فى مساجد مثل “أحمد بن طولون” و “الحاكم بأمر الله” ، وصحن أو ساحة مسجد “الرفاعي”، أو “السلطان حسن” ، وفقا لأسعار عقد القران في المساجد الأثرية، وذلك بقيمة 10000 “عشرة آلاف جنيه” ، وبحد أقصى 200 فرد فقط، وحال زيادة العدد عن 200 فرد ، فيحصل على 3000 جنيه “ثلاثة آلاف جنيه” عن كل 100 فرد فأقل، فهل هذه هي الضوابط فقط، بدون أي ضوابط أخرى مثل عدم تشغيل الموسيقي ، وعدم الرقص، وهل هناك ضوابط للمحافظة علي المظهر العام في إرتداء الملابس بدون أن تكون عارية، أليس هناك ضوابط خاصة بقدسية المواقع الأثرية الدينية، أليس هناك ضوابط لحرمة وقدسية الآثار الإسلامية، أليس من المُتعارف عليه أن صحن المسجد يُعتبر بمثابة جزء أصيل من المسجد، ألا نرى السائحات أحياناً يحرصن على ارتداء الطرح على رؤسهن فور الدخول للمكان احترامًا لقدسيته، أليس هناك ضوابط لهيبة المكان وقدسيته ؟!، هل يُعقل أن يكون هناك موسيقي وأغاني ورقص ودي جي داخل حرم المساجد؟!
وتابع د. أيمن وزيري، ننتظر الإجابة على كافة تلك التساؤلات ، وللحديث بقية ، ولعلنا يكفينا قول ” نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينا، وَما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا، وَنَهجو ذا الزَمانِ بِغَيرِ ذَنبٍ، وَلَو نَطَقَ الزَمانُ لَنا هَجانا، وَلَيسَ الذِئبُ يَأكُلُ لَحمَ ذِئبٍ، وَيَأكُلُ بَعضُنا بَعضاً عَيانا، إنه من المُتعارف عليه أن مفهوم الهوية القومية قد نشأ وتجلى مع مفهوم الهوية الوطنية تقريباً وظل مُستمراً في دلالاته ومتطوراً في حيثياته حتى وقتنا الراهن، إن الهوية القومية والوطنية بمثابة مرآة تعكس بنية المجتمع ومدى تطلعاته السياسية وحيثياته الاجتماعية ومناظيره الاقتصادية، كما تدل على مدى جود مظاهر التجانس الثقافي الذي يبدو مُتمثلاً في الشعور بمظاهر الفخر والشرف بثقافة الفرد وجنسيته وخلفيته المشتركة فيما يتمثل في الجنس والعرق والدين واللغة مع أبناء الشعب الواحد بصفةٍ خاصةٍ ومع أجناس الشعوب المختلفة بالتبعية.
وأشار د. أيمن وزيري، إن حماية الهوية الوطنية والدفاع والحفاظ على الهوية القومية هو واجب قومي ودور وطني قويم لمقاومة أي محاولات لتشويه أو محو أو تغيير الهوية الوطنية والانتماءات القومية والتي يجب التصدي لها في حال التعرض للتهديدات والتأثيرات والمؤثرات سواء الخارجية أو الداخلية كذلك وبنفس المستوى، فيجب علينا الحفاظ على الهوية الوطنية والدفاع عن الهوية القومية من أي تداخلات في الثقافة ودلالات الهويات والانتماءات داخل الوطن، وصدق قول الله تعالى : “مَثَلُ مَا يُنفِقُونَ فِي هَـٰذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ ۚ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَـٰكِنْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ” (١١٧ – آل عمران)، وصدق قول الله تعالى : “وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٢٢- ابراهيم )، ولا تعليق آخر بعد قول الله تعالى