د. العشماوي : ” كل عام وأنتم بخير” عبارة جامعة لم يفهمها أصحاب الفهم السطحي الساذج
أمير أبورفاعي
بعد حالة من الجدل الصاخب شهدتها مواقع التواصل الإجتماعي بالتزامن مع عيد الأضحى المبارك، حول التعبير اللفظي عن التهنئة بالعيد بين هل يقال: (كل عام وأنتم بخير) أم (كل عام وأنتم إلى الله أقرب، وعلى طاعته أدوم)؟!، قال أستاذ الحديث الشريف وعلومه في جامعة الأزهر الشريف، محمد إبراهيم العشماوي، كان الناس جميعهم في مصر يقولون العبارة الأولى؛ حتى ظهرت جماعات التمييز والتصنيف والتوصيف، كجماعة (الألفاظ الشركية والبدعية) وجماعة (ألفاظ وكلمات وأمثال تخالف العقيدة) وجماعة (أسلمة الحياة) بحسب أفهامهم القاصرة؛ ليكون عندنا (الفرح الإسلامي) و (البنك الإسلامي) و (المايوه الإسلامي)!، والحق أن أي مسلم صادق عاقل ليس ضد أسلمة الحياة، ولا أن تكون حياته على وفق السنة، ولا ألفاظه وكلماته وعباراته موافقة للعقيدة، لكن بشرط أن تقوم هذه التجارب كلها بأيدي وعقول العلماء الحقيقيين، أصحاب المناهج العلمية، الخبراء، المؤهلين، لا بأيدي وعقول أقوام لا حظ لهم من علوم الشريعة؛ سوى كلمة تلقفوها من هنا وكلمة تلقفوها من هناك، ولا شيخ لهم، ولا سند، ولا جوًّا علميًّا يُعتمد، وإنما هم أشبه بقوم هُواة أعجبهم شيء، فتعلقوا به، وقد أعجبهم الفهم السطحي غير العميق لنصوص الشريعة، وهو المناسب لعقول العوام والأطفال، وهو فهم لو استسلمنا له بعيدا عن المنهج العلمي لفهم النصوص؛ لكفَرْنا وكفَّرْنا جميع المسلمين بأمور كثيرة صغيرة؛ إلا من يتبعون هذه الطريقة السطحية الساذجة في فهم نصوص الشريعة المحكمة، التي تحتاج في فهمها إلى علماء حكماء!
وأضاف العشماوي، الحق أن عبارة (كل عام وأنتم بخير) عبارة جامعة شاملة لخيري الدنيا والآخرة، وهي أوسع من عبارة (كل عام وأنتم إلى الله أقرب، وعلى طاعته أدوم)، التي تحصر دائرة الخير في الخير الديني!، ولكن أصحاب الفهم السطحي الساذج؛ ربما فهموا منها أنها تساوي (صباح الخير) و (مساء الخير)، وهي في ظنهم ليست تحية الإسلام، بل تحية الأعجام، وإنما تحية الإسلام السلام، فعدلوا هذه بتلك، وظنوا هَاتِهِ كَتِيْ، وهم في هذا واهمون، وعن الحق هائمون!، على أنه لا مانع شرعا من استعمال (صباح الخير) و (مساء الخير)، لا بوصفها بديلا عن السلام الذي هو تحية الإسلام، بل بوصفها تحية أخرى، يمكن أن تضاف إليها، بعد البدء بالسلام، وقد أُمِرْنا بإحسان التحية، وهذا منه!.