«الخبيرة التربوية» نفيسة زكريا تكتب .. (العشر الأوائل من ذي الحجة)
الخبيرة التربوية نفيسة زكريا تكتب .. (العشر الأوائل من ذي الحجة)
أكرمنا المولى عز وجل بأيام مباركة مثل ليلة القدر و ذكرى الإسراء والمعراج و ليلة النصف من شهر شعبان و وقفة عرفات و ما يسبقها من أيام مباركات. و يجب على كل مسلم أن ينتهز هذه الأيام ليكثر من الإستغفار و الصلاه و الدعاء لأنها أيام يتقبل الله سبحانه وتعالى فيها دعاء المؤمنين الصادقين ويقول القائل : لله ايام شرفت في ظل من شرفوا منى و قبا..
و تلتعج القلوب بالأشواق لزيارة الحرمين الشريفين ومن لم يكتب له الحج والعمرة و منعته الظروف فلربما حظى بهذا الشرف حين يريد المولى عز وجل و عليه تحميل السلام و التحيات و البركات لرسول الله صلى الله عليه وسلم مع من حظى بهذه الزيارة. وأكثروا من التكبير و التحميد و التهليل فإن الله بعظمته سبحانه وتعالى يتجلى على الحجيج ومن تاقه الشوق و الإصطلام إلى مكة و طيبة نجده دائما في حال تمني أن يحظى بهذا الشرف العظيم ويلتزم بالسلوك الحميد و يقول مناجي ربه :
إن كان إعراضكم لغفلتنا …
إذ أنكم لم تروا لنا أدبا ..
فالنقص فينا و العفو وصفكم..
نرجوه من وصل ذاتكم رغبا..
إذا كان من هفوة معوقة..
كم من جواد حال المجال كبا..
اللهم أعد علينا هذه الأيام المباركة و الحب في الله يجمعنا. واعمل الخير فهو خير لصاحبه يدنيه من رضا الرحمن فهو الأمل. ارتق بنفسك بأداء العبادات من فروض ونوافل و كذلك الصدقات لتدخل السرور في قلوب المحتاجين، فتكون في حفظ الله و ملائكته. و أصلح النوايا واعمل لدنياك و آخرتك متبعا تعاليم الدين بفعل ما أمر الله به و اجتناب ما نهى عنه. و تمسك بالسنة المحمدية في منهاج حياة يصلح بها المجتمع بأسره و تترابط القلوب بالمحبة لله ورسوله.
و نجد بعض من يدعون العلم و الفقه و خلافه و يفتون بما لا أمر به الله فإنهم لا يعلمون حقيقة السنة الشريفة و يشنون حملاتهم المسمومة عليها ويشككون فيها و يريدون النيل من الإسلام الصحيح. وللأسف يرددون آراءهم الفاسدة في وسائل الإعلام و الإتصال. و ألوم على من يعطهم هذه الفرصة لإشاعة البلبلة خاصة هجماتهم الجهوله على الصوفية و ينسبون لها ما ليس منها. فالتصوف منهج حياة وسطي قرآني سني. وقال سيدي مصطفى البكري رضي الله تعالى عنه وأرضاه أبيات تلخص هذا المنهج الصوفي العتيق:
الصاد في الصوفي صدق مع صفا..
والصبر في السراء والضراء..
والواو وجد وحب صاف..
و وفاء جهرا بغير جفاء..
و الفاء فقد ثم فقر لله دائم ..
و وفاؤه له لنيل مناء..
والياء نسبته لحضرة ربه ..
فاعمل بذا إن رمت العلياء..