قدرية الشبراوي تكتب..شرعنة الهجوم على سيناء
قدرية الشبراوي تكتب..شرعنة الهجوم على سيناء
بعد فشل خطة إسرائيل مؤخرا للزج بالنازحين الفلسطينيين إلى الحدود المصرية ، إسرائيل تلجأ لشرعنة الهجوم على سيناء.
فعندما بدأت إسرائيل اجتياحها البري لشرق رفح الفلسطينية حددت منطقة المواصي للفلسطينيين حتى ينزحوا إليها حتى تظهر أمام العالم إنها وفرت مكان للنازحيين حتى لا يلجأوا للنزوح القسري إلى الحدود المصرية. و المواصي هي منطقة صغيرة جنوب غرب قطاع غزة تمتد على مسافة 12كم على الشريط الساحلي للبحر المتوسط بعمق كيلو متر واحد فقط. فمساحتها لا تتسع أبدا لمليون و ثلاثمائة نازح من رفح بالإضافة إلى 9000 نسمة من سكان المواصي الأصليين. وكانت قد رفضت الأمم المتحدة اعتبار المواصي منطقة آمنة للنازحيين إذ تفتقر لكل أساسيات الحياة فهي منطقة مفتوحة تفتقر للبنية التحتية و شبكات الصرف الصحي و خطوط الكهرباء و شبكات الاتصالات.
ولكن إسرائيل لم تعط النازحين الوقت الكافي للإنتقال إلى المواصي و أخذت في قصفهم جويا بالصواريخ حتى لا يجدوا ملجأ غير اقتحام الحدود المصرية لولا جهوزية الجيش المصري على الشريط الحدودي وأخذه بالتدابير اللازمة لمنع الاقتحام.
فبعد فشل تلك الخطة تلجأ إسرائيل للخطة البديلة وهي شرعنة الهجوم على سيناء. فمنذ عدة أيام و الحكومة الإسرائيلية تحاول التأثير على الرأي العام و تصوير أن هناك تهديد للكيان من ناحية سيناء. فتارة تكتب في الصحف أن طائرة مسيرة أطلقت نحوها من سيناء و تارة أخرى تقول إن قادة حماس متواجدين في سيناء. وتقدمت باتهام رسمي ضد مصر في محكمة العدل الدولية. فقد قال كبير المحامين الممثلين لإسرائيل جلعاد نوعام” لقد تم تحديد700 نفق في رفح منها 50 نفق تعبر إلى مصر وتستخدم حماس هذه الأنفاق لتزويد نفسها بالأسلحة والذخائر ،ومن المحتمل أن يتم تهريب الرهائن و إرهابي حماس عبرها”. فإسرائيل تحاول خداع العالم مرة أخرى وهذه المرة بحجة أن الحدود المصرية غير آمنه وإنها تهدد الكيان الصهيوني فتجد ذريعة للدفاع عن نفسها ضد سيناء. هذا التصعيد الإسرائيلي يتزامن مع إمداد الولايات المتحدة لإسرائيل بشحنات كبيرة جدا من الأسلحة بعد أن أفرج الكونجرس عن حزمة مساعدات تاريخية تتجاوز قيمتها 95 مليار دولار لإسرائيل و أوكرانيا و تايوان. وقد خصصت 5.2 مليار دولار لتجديد أنظمة الدفاع الإسرائيلي من “القبة الحديدية” “لمقلاع داوود” “للشعاع الحديدي” و توسيع نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي. فكمية ونوعية الأسلحة التي تزود بها أمريكا إسرائيل تكفي لمحاربة جيوش نظامية وليس مجرد حركة مثل حماس. خصوصا مع إصرار أمريكا لبناء الرصيف البحري على سواحل غزة بحجة المساعدات الإنسانية للقطاع والذي لن يحيد أيضا عن كونه خط إمداد لوجيستي لإسرائيل. ومن الجدير بالذكر أن الأمم المتحدة ليس لها رقابة على ما يحدث في الرصيف البحري حتى الآن والذي يستقبل السفن الأمريكية و البريطانية بمعدل 90 إلى 150 شاحنة يوميا.