باحث مصرى يفوز بجائزة النخلة الزراعية بالعراق لأفضل بحث لعام 2024
كتب/ محمد ابراهيم خالد
حصل الأستاذ الدكتور خالد فتحى سالم أستاذ بيوتكنولوجيا وتربية محاصيل الحقل – جامعة مدينة السادات،على جائزة منظمة النخلة الزراعية البيئية بالعراق لأفضل بحث لعام 2024 بعنوان “دورالتكنولوجيا الحيوية فى تحسين صناعة التقاوى فى البرامج القومية” من أصل 30 بحثاً لمشاركين من العراق، ومصر، وليبيا، وسوريا، وتونس والجزائر، وذلك على هامش المؤتمرالعلمى “التنمية الخضراء وتعزيز صناعة التقاوى فى الوطن العربى لتعزيز الأمن الغذائى فى ظل التغيرات المناخية”، الذى عقد فى العراق برعاية رئيس جامعة تكريت بالعراق، ومنظمة النخلة البيئية الزراعية، والأهرام التعاونى والزراعى.
ويشير الدكتور خالد فتحى إلى أن الطرق التقليدية لتربية النباتات لها دور كبير فى تحسين المحاصيل، ولكنها بطيئة فى استهداف الصفات الكمية المعقدة مثل المحصول ومكوناته، وصفات الجودة والإجهادات اللاأحيائية، مثل الجفاف والملوحة والحرارة، كما يتم تقييم السلالات الناتجة باستخدام الصفات المورفولوجية والمحصولية والجودة، وكلها صفات تتأثربالعوامل البيئية مما يمثل عبئاً على مربى المحاصيل فى الانتخاب للصفات المتميزة، حيث نجد أن عدداً كبيراً من النباتات فى الأجيال الانعزالية يحتاج إلى فحص لانتخاب الصفات المرغوب فيها وذلك لصفات المحصول ومكوناته، الجودة، وتحمل الجفاف والمقاومة للأمراض، كما يجب الانتظار للأجيال الانعزالية المتقدمة مثل الجيل السادس F6 لبدء الانتخاب، واختيار الصفات الكمية حيث إن الأجيال المبكرة ليست فعالة، ويصبح من الصعب جداً الانتخاب واختيارالصفات الكمية والشديدة التأثر بالبيئة، والحصول على أشكال متناقضة فى كثير من الأحيان لا يمكن تمييزها فى مرحلة البادرات، مما يجعل من الضرورى أن يتم الانتظار حتى طور النضج، كما أنه من الصعب القيام بعمل تجميع للجينات pyramiding مثل جينات المقاومة، وذلك لتلبية الزيادة الكبيرة فى إنتاج الأغذية التى يتطلبها النمو السكانى .
ويوضح د.خالد أهمية ربط طرق تربية النبات التقليدية بالاتجاهات الحديثة فى تربية المحاصيل مثل استخدام المعلمات الجزيئية لما لها من مميزات منها:
1) تحديد الجينات المسئولة والمتحكمة فى زيادة الإنتاجية أو التبكير فى النضج أو التربية لتحسين صفات الجودة أو المقاومة للأمراض أوالتحمل للظروف البيئية غير المناسبة التى كان يصعب على مربى النبات التربية لها وتتبعها بالطرق التقليدية.
2) تحديد التنوع الوراثى بين الأصناف الداخلة فى التهجين فى برنامج التربية لما له من مميزات فى الحصول على تصنيفات عديدة والتى من خلالها يستطيع مربى النبات أن يمارس دوره فى الانتخاب واختيار السلالات المتفوقة.
3) عمل البصمة الوراثية للأصناف المصرية والتى من خلاله يضمن المربى حقه فى استنباط الأصناف المرباة وتسجيلها.
4) عمل توصيف للأصناف على المستوى الجزيئى حتى يتسنى تحديد الآباء الداخلة فى برنامج التربية
ولذا فإن الأمل معقود على التكنولوجيا الحيوية لجلب أدوات جديدة وقوية لمربى النباتات، وهناك اهتمام متزايد على مستوى العالم فى رسم الخرائط الوراثية للمحاصيل المختلفة لتحديد الجينات المتحكمة فى الصفات المختلفة سواء كانت صفات بسيطة، أوما يطلق عليها بالصفات الوصفية أو الصفات المعقدة صعبة الدراسة والتربية لها أو ما يطلق عليها الصفات الكمية، وباتباع الاتجاهات الحديثة الآن يمكن دراسة الصفات الكمية المعقدة، والتى كانت صعبة للغاية باستخدام الطرق التقليدية لتربية النباتات، وأيضاً الآن باستخدام طرق التكنولوجيا الحيوية، مثال ذلك استخدام مربى النباتات للمعلمات الجزيئية المختلفة مثل الميكروستاليت وغيرها من المعلمات الجزيئية، لتحديد ومتابعة العديد من الجينات التى تتحكم فى وراثة الصفات الكمية المعقدة.
ويشير د.خالد إلى ضرورة توجيه الدعم للبحث العلمى، والاهتمام بالمتخصصين فى تربية واستنباط أصناف جديدة لها مدى واسع على التأقلم وزيادة الإنتاجية كأحد الاتجاهات الحديثة فى التربية، وإنتاج أصناف جديدة متحملة للظروف البيئية غير الملائمة من خلال برامج التربية التقليدية، والتى تتم دورياً وكل عام، والتى يتم فيه استنباط الصنف خلال 10 – 15 سنة، حتى تصل إلى المزارع، وإنتاج أصناف جديدة تتناسب مع الميكنة الزراعية وارتفاع أسعار الأيدى العاملة، وأيضاً للتغلب على الفقد فى المحصول، وبكل الأحوال تعتبر هذه الطريقة غير مكلفة، ويمكن استخدامها فى برامج تربية المحاصيل الاستراتيجية، وجميع المحاصيل بكفاءة لاستنباط أصناف عالية الإنتاجية، ومتحمله للتغيرات المناخية على المستوى القومى .