قدرية الشبراوي تكتب.. “حماس ” تحولت إلى الدب الذي قتل صاحبه
قدرية الشبراوي تكتب.. “حماس ” تحولت إلى الدب الذي قتل صاحبه
تقول حماس ” على إسرائيل أن تعلم أن اجتياح رفح ليس نزهه وأننا قادرين على حماية النازحين في رفح”. ولكن في الحقيقة وعلى أرض الواقع حماس أعطت المبرر لإسرائيل لاجتياح رفح، إن ضربة السابع من أكتوبر حركت المياه الراكده في اتجاه المطالبة العالمية بإقامة دولة فلسطين وأيقظت ضمير الشعوب و أشعلت الشوارع في أنحاء البسيطة بالمظاهر لوقف إطلاق النار في غزة. وقد دفع الشعب الفلسطيني الغالي و النفيس في سبيل إيقاظ القضية الفلسطينية عالميا وقد حدث. فهل هناك مكاسب أخرى يحصل عليها الجانب الفلسطيني إذا استمرت الحرب أكثر من ذلك؟
إن عدم موافقة حماس على الورقة المصرية للتفاوض سوف تكون مغباته مجزرة جديدة في رفح الفلسطينية. فلابد أن تكون هناك نقطة تتوقف عندها الحرب مثل ما فعل بطل الحرب و السلام الرئيس الراحل أنور السادات في حرب 73 عندما حرر جزء من سيناء من خلال الحرب و قرر استكمال تحريرها من خلال المفاوضات. كان يجب على حماس الموافقة على الورقة المصرية حتى يتسنى لطرفي النزاع وقف إطلاق النار وبدء المفاوضات لحقن الدماء الفلسطينية وعدم تصعيد الموقف أكثر من ذلك. ولكن إذ بحماس تفاجئ العالم بتغيير بنود الورقة المصرية وتدعي أنها وافقت على الورقة المصرية مما أدى إلى اعتراض الجانب الإسرائيلي. وقد نصت بنود الورقة المصرية على الآتي:
أولا: انسحاب إسرائيل من ممر صلاح الدين ( محور فلادلفيا) مسافة 500متر حتى يتسنى لسكان قطاع غزة المدنيين فقط الرجوع إلى شمال القطاع.
ثانيا: رفع المراقبة الجوية عن قطاع غزة لمدة ست ساعات من الثانية ظهرا حتى الثامنة مساءا حتى يتحرك مقاتلو حماس و يستطيعوا تسليم الرهائن. وبالرغم من أن إسرائيل وافقت على الورقة المصرية إلا أن الإعتراض جاء من جانب حماس و مما زاد الموقف سوءا أن حماس قامت بضرب القوات الإسرائيلية المتمركزة في معبر كرم أبو سالم بالصواريخ أثناء تواجد الوفد الحمساوي في مصر للتفاوض حول الأوضاع الراهنة وكان القصف قد تم من مخيمات اللاجئين في رفح الفلسطينية. مما أعطى المبرر لإسرائيل أمام العالم إلى ضرب رفح الفلسطينية بالطيران الإسرائيلي أولا ثم إجتياحها بالدبابات بريا. وعندما تعلن عن أعداد الضحايا الحقيقية من المؤكد أن ذلك سيسفر عن مجزرة بكل معنى الكلمة. وفي المقابل أمام عدد الضحايا الفلسطينيين الذي يفطر القلب أسفرت ضربة حماس لمعبر كرم أبو سالم عن مقتل أربعة اسرائليين فقط.
بالإضافة للإضرار بأمن مصر حيث تقوم إسرائيل بنشر قواتها على الشريط الحدودي المصري، فضربة حماس لمعبر كرم أبو سالم أعطت إسرائيل قبلة الحياة لاستكمال مخططاتها الدنيئة و استمرار حربها على قطاع غزة.