مقالات

وسام عبدالمجيد تكتب.. المساعدات الأمريكية وحرب غزة

 

وسام عبدالمجيد عبدالمجيد تكتب.. المساعدات الأمريكية وحرب غزة

إذا نظرنا إلى العلاقات الدولية والتعاون الثنائي بين الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل، نجد أن هناك تاريخ طويل شديد التحيز من جانب الولايات المتحدة الأمريكية لهذا الكيان الذي يحمي مصالح أمريكا فى الشرق الأوسط. والحديث على أن هناك فرق بين الطرفين أمر غير وارد؛ فكلاهما وجهان لعملة واحدة, فإسرائيل وقياداتها ينفذون السياسات المتفق عليها علي أرض الواقع بما يضمن بقاء أسرائيل.

دعنا نسأل إلى أى حد وصلت قوة درجة التحيز بين الطرفين الإسرائيلي والأمريكي ؟ وماصحة ما يتم تدواله من حصول قيادات إسرائيل على أموال لتنفيذ عملية قطاع غزة ؟ وإلي اى سيناريو يمكن أن يصل بنا الملف الفلسطيني. ولكي نفهم ذلك علينا تناول ثلاثة محاور:-

المحور الأول: التمويل المادي وهنا نستطيع أن نقف عند بعض النسب والتقارير منها

– عقدت الولايات المتحدة حوالي أكثر من 44مذكرة تفاهم لصالح إسرائيل , لايشترط فيها موافقة الكونجرس الأمريكي,تشمل تمويلات عسكرية ضخمة لم تقدمها الولايات المتحدة إلى أى دولة فى العالم .

– من 1999- 2008 تم إمداد اسرائيل ب26.7 مليار دولارًا أمريكياً وذلك على امتداد 10 سنوات أغلبها مساعدات عسكرية .

– فى عام 2008 قدمت مذكرة بدفع 30 مليار دولاراً أمريكياً لفترة 10 سنوات لأسرائيل .

– فى 2011 قدمت الولايات المتحدة ما يقارب من 3 مليار دولارًا أمريكيا لتطوير بطاريات القبة الحديدية والصواريخ الأعتراضية.

– فى عام 2017 قدمت مذكرة تفاهم ب 38 مليار دولارا أمريكيا من المساعدات العسكرية .

– قدمت مذكرة بدفع 5 مليار مخصصة لبرامج الدفاع الصاروخي .

– قدمت الإدارة الأمريكية حوالي 500 مليون دولارا أمريكيا لبرامج الدفاع الصاروخي المشترك منها القبة الحديدية والسهم الثاني والسهم الثالث ومقلاع داود .

– عقدت صفقة بين إسرائيل والولايات المتحدة على 36 طائرة من طراز F35، وتستطيع هذه الطائرة ضرب تركيا ومصر والعراق ولبنان وإيران، ويرجع ذلك لتفوق هذه النوعية من الطائرات العسكرية ،فهى الأولي والأكثر تطوراً على مستوى العالم ،ومن خلالها قامت إسرائيل باستهداف مواقع فى سوريا وكان ٱخرها ما حدث من استهداف القنصلية الإيرانية في سوريا.

فى 2021 أجرت وزارة الدفاع الأمريكية اتفاقاً مع شركة لوكهيد مارتن لدعم العمل على النسخة الجديدة من F35 لصالح أسرائيل.

– في 2012 وقعت إسرائيل على عقد توريد مع الولايات المتحدة لشراء 12 طائرة هليكوبتر من طراز CH -53K HEAVY LIFT مقابل 2 مليار دولارا أمريكيا ،كما أعلنت شركة سيكورسكي للطائرات على عقد صفقة مع إسرائيل بقيمة 372 مليون دولارا أمريكيا للحصول على 4 طائرات من طراز CH -53K وسوف يتم التسليم فى 2025 -2026.

– أشارً تقرير معهد أستوكهولم للسلام أنه في الفترة من 2017 إلى 2022 ، فإن إسرائيل هى الدولة العاشرة فى العالم لتصدير السلاح بما فيها تصديره إلى الولايات المتحدة التي اشترت منصات دفاع. وتجدر الإشارة إلى أهم الاسواق الرائجة لبيع السلاح الاسرائيلي تتضمن فيتنام وأذربيجان وتركيا وبعض الدول الأفريقية .

– فى 2023 تلقت إسرائيل دعما مادياً من الولايات المتحدة وافق علية الكونجرس الأمريكي لمواجهة حركة حماس بما يقدر ل 17 مليار دولاراً أمريكياً .

– فى 2024 قامت الولايات المتحدة بتقديم 38 مليار دولارا أمريكيا من قبل إدارة بايدن،ناهيك عما تخصصه إسرائيل من ميزانية الدولة من أجل الإنفاق العسكري والذى يتجاوز ال3 مليار .

إذن من يمول حرب غزة ومن يمول الداخل الصهيوني ؟

تكلفة حرب غزة الشهرية حوالي 8 مليار$ ، وما قدمته أمريكا من مساعدات إلى أسرائيل يمثل نصف ما قدمته الولايات المتحدة لنصف دول العالم .

تلقت إسرائيل مساعدات من صناديق اجتماعية ومظمات منها AIPAC و جى ستريت , ومن رجال أعمال ومن جمعيات مدنية منها المسحيون المتحدون CUF من أجل أسرائيل،وكلها مساعدات غير مشروطة من أجل الأمن القومي والغذائي واغلبها مساعدات عسكرية. كما نجد أن مثل هذه المساعدات عززت قدرات إسرائيل فى تطوير اقتصادها ، وكذلك التكنولوجيا، حتى باتت إسرائيل تمتلك جيشاً من أكبر جيوش العالم وأكثرها تطوراً.

إن الدعم المالي الأخير الذي تلقته إسرائيل من حليفتها الولايات المتحدة ، يوضح لنا أن الحرب بكل أسف مستمرة ومدفوعة التكلفة مسبقاً وأن إخلاء غزة من سكانها قادم لا محالة وبدوافع أيديولوجية أمريكية.

المحور الثاني :

هناك أصوات داخل إسرائيل وخارجها تتساءل أين تذهب كل هذه الأموال إذا كانت إسرائيل واحدة من أكبر دول العالم تصديراً السلاح, لكن يبدو أن تلك الأموال تذهب فى شكل مكافآت وتمويلات تحمل حيل إدارية من أجل إتمام صفقة غزة .

المحور الثاني :

أولا :اذا كانت اسرائيل هى من تصدر منصات الدفاع إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

ثانياً : إن قبول حماس بتسليم الرهائن دون توقف عن الضرب والغارات وتسليم المعتقلين لن يكون مقبولاً لأنه ربما لا تسعفها السنوات القادمة بفرصة أخري .

ثالثاً : الدور الإيراني والتي تديرة الولايات المتحدة بقوة من حيث تقويض أطماع الجانب الأسرائيلي, من خلال صناعة عدو مستيقظ وضعت له كل الأسباب الهجومية لكنه لا يتحرك الا بموافقة أمريكية وفى ذلك دافع أيدلوجي يحرك الجانب الأسرائيلي نحو ما تريد أمريكا.

المحور الثالث : (الموقف المصري): إن كل ما تبذله مصر من جهود دبلوماسية لن يوقف عملية إخلاء رفح ولكنه ربما يؤجلها. بمعنى ليس باستطاعة مصر إيقاف هذه الآلة العسكرية الضخمة التي تدور فى فلك مساره و أهدافه تصب في صالح الولايات المتحدة و فى سيبل الحصول على حقول الغاز . وقد لايعلم البعض أن هناك منظمات نشرت أخبار بتهريب أكثر من 70 الف مواطن فلسطيني من خلال الحدود المصرية الفلسطينية منذ بدء حرب 7 أكتوبر , وأن مخطط التهجير على الأبواب , وكل ما يقدمه العرب من الجانب الاقتصادي أو السياسي لن يوقف عملية التهجير والإخلاء, لأن ما أعطته أمريكا أكثر مما يقدمه العرب .

مصر هى أخر جيوش المنطقة وأكبرها وأكثرها صراعًا مع إسرائيل وربما هي الأعلم والأجدر بالتعامل العسكري والتفاوضي. مصر في وضع صدامي فرض عليها , والوضع الإنساني غالب , حيال ما تفعله من إستخدام القوة الغاشمة التي لاتراعي قانون أو انسانية , وإتمام الإخلاء يخلف عنه ما لايقل عن300 ألف جريح, لدي مصر أوراق سياسية وعسكرية لم تستخدم بعد وربما حان الوقت لاستخدامها .

نحن أمام مشهد يتصدره الظلم لشعب وأرض ذات حدود معروفة يشهد التاريخ والمواثيق بأحقيت أهلها فى الأرض , يتكالب علي هؤلاء العزل آله عسكرية مزودة بأحدث طائرات فى العالم تفوق قدرات دول الجوار جمعاء من أجل رهائن لا يتجاوز عددهم ال150 رهينة , يتم قتل أكثر من 40 الف شخص وجرح أكثر من 70 ألف والباقية تأتي إذا تم الإخلاء . أن المقاومة لن تموت ولن يتم القضاءعلي حركة حماس يجب على الولايات المتحدة أن تراجع مواقفها السياسية , وأن مصالحها لا تكون علي حساب حقوق الشعوب وإستخدام الأبادة الجماعية .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى