خطة أممية لتحقيق المساواة ومسايرة المستجدات في التعليم
20 % من إجمالي الإنفاق الحكومي للتعليم
كتب – محمود أمين :
أطلق الأمين العام للأمم المتحدة موجز سياساتي جديد يتناول الأزمة الحالية في التعليم، ويقدم رؤية ومجموعة من الإجراءات التوجيهية للبلدان والمجتمع الدولي من أجل تحقيق تحول في التعليم.
وقال المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بتحويل التعليم، ليوناردو غارنيير إن الموجز السياساتي الذي تم إطلاقه اليوم يضم مجموعة من المقترح التي ترمي إلى بناء مجتمعات تعليم حقيقية وشاملة، في إطار متابعة قمة تحويل التعليم التي انعقدت العام الماضي والتحضير لمؤتمر القمة المعني بالمستقبل.
وقال غارنيير إنه “بينما لا يزال الملايين حول العالم غير ملتحقين بالمدارس، فإن كثيرين من أولئك الذين يتلقون التعليم الرسمي لا يحصلون حتى على الأساسيات. ولا تؤهلهم أنظمة التعليم الحالية لمواجهة تحديات المستقبل المعقدة”.
وأشار الموجز السياساتي إلى أن نظم التعليم يمكن في بعض الحالات أن تعمل ضد الأهداف المشتركة عن طريق تكريس القوالب النمطية والممارسات الضارة التي تؤدي إلى عدم المساواة والانقسام والتدهور البيئي.
تحقيق المساواة والبعد عن الجمود
واستعرض المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المبادئ والإجراءات المقترحة التي تضمنها الموجز السياساتي .
ومن بين هذه المقترحات الابتعاد عن الرؤية التقليدية الجامدة للتعليم والأخذ بنظم التعلم مدى الحياة الفعالة والقابلة للتكيف والتي تركز على المتعلم والتي تصلح لبناء مجتمعات تعلم حقيقية.
وأوصى الموجز السياساتي كذلك بضمان المساواة والإدماج في التعليم عبر تحويل المدارس وجميع بيئات التعلم لتصبح أماكن أكثر شمولا وأمانا وصحة وتحفيزا وتعمل على تطوير المناهج وتدعم المساواة والشمول بين جميع الفئات لاسيما الفئات المهمشة والمستبعدة بمن فيهم سكان الريف والأسر ذات الدخل المنخفض والمهاجرين واللاجئين والنازحين، والأشخاص الذين يعانون من التمييز على أساس الإعاقة أو العرق أو الدين أو الجنس أو التوجه الجنسي أو الهوية الجنسية.
وأما ثالث المقترحات التي يقدمها الموجز السياساتي فهو جعل المناهج ومنهجيات التدريس مسايرة لمتطلبات الحاضر والمستقبل. وهذا يستدعي إعطاء الأولوية للتعلم الأساسي وتوسيعه ليشمل التفكير الإبداعي والنقدي والعلمي ومحو الأمية الرقمية والمهارات العاطفية الاجتماعية.
وفيما يتعلق بمتطلبات الحاضر والمستقبل، دعا الموجز السياساتي إلى التركيز بشكل خاص على التعليم من أجل التنمية المستدامة، وتعزيز ثقافة المسؤولية المدنية والسلام واحترام التنوع البشري.
تحويل دور المعلمين
وقال المستشار الخاص للأمين العام إن رابع المقترحات التي تضمنها الموجز السياساتي هو تحويل دور المعلمين باعتبارهم موجهين وميسرين يتحلون بروح الإبداع في التعلم بحيث يتحول نهجهم من نهج سلبي إلى نهج إيجابي ومن نهج أحادي إلى آخر تعاوني.
وأضاف غارنيير أن هناك حاجة أيضا إلى “تعزيز القدرة على الاستفادة بشكل فعال من الأدوات الرقمية للتعلم القائم على الأدلة والأكثر استقلالية”.
وأشار الموجز السياساتي أيضا إلى أهمية ضمان التوافق الفعال بين الموارد الرقمية للتعليم والتعلم والمحتوى ومنهجيات التدريس عموما وضمان تصديها للظواهر السلبية على الإنترنت.
واقترح الموجز السياساتي كذلك زيادة الاستثمار في التعليم، وأن يكون هذا الاستثمار أكثر إنصافا وكفاءة.
وأكد غارنيير أنه يجب على معظم البلدان زيادة الدخل العام من أجل توفير فسحة مالية كي تتمكن من تخصيص 6 % على الأقل من ناتجها المحلي الإجمالي و20 % من إجمالي الإنفاق الحكومي للتعليم، وزيادة نصيب الفرد من الاستثمار العام في التعليم.
وأضاف “يجب تخصيص هذه الموارد بشكل منصف بحيث تصل إلى الفئات الأكثر ضعفًا واستخدامها بكفاءة لضمان نتائج تعليمية فعالة ومجدية”.
التعاون الدولي
أما المقترح السابع لتحويل التعليم بحسب الموجز السياساتي فهو التعجيل بتكثيف التعاون الدولي من أجل تحقيق الهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة المعني بالتعلم الجيد، وتحويل التعليم.
وأوضح المستشار الخاص للأمين العام المعني بتحويل التعليم أنه يجب على المجتمع الدولي تسهيل قدرة البلدان النامية على زيادة الاستثمار في التعليم من خلال تلبية دعوة الأمين العام لتحفير أهداف التنمية المستدامة، وإصلاح الهيكل المالي الدولي، وتسريع الجهود الرامية إلى تعزيز التعاون الضريبي العالمي، والتعامل مع أزمة الديون.
وقال غارنيير إن الموجز السياساتي يؤكد على أن تحويل التعليم لإنشاء مجتمع تعلم شامل “هو أمر بالغ الأهمية لبناء مستقبل أكثر عدلاً واستدامة. وينبغي أن تكون هذه مسؤوليتنا العالمية”.
الانتقال إلى ثقافة التحول
وأشارت مساعدة المديرة العامة لمنظمة اليونسكو، ستيفانيا جيانيني كذلك في الإيجاز الصحفي عبر دوائر الفيديو.
وقالت إن تحويل التعليم يتعلق “بالانتقال من ثقافة إصلاح أنظمة التعليم إلى ثقافة التحول”.
وشددت أنه يجب أن يتمخض عن التحول إلى أنظمة تعليم مختلفة عما هي عليه اليوم، مشيرة إلى ضرورة الانتقال إلى نموذج مختلف لتمويل التعليم وتحقيق مساواة أفضل بين الجنسين، وضمان الحق في التعليم في أوقات الأزمات والنزاعات.
وأشارت إلى أن مؤتمر قمة الأمم المتحدة للتنمية في سبتمبر القادم ستكون لحظة مهمة لعرض الخطوات الملموسة التي تم اتخاذها على هذا الصعيد.
وأكدت المسؤولة الأممية أن الموجز السياساتي هذا يعمل على إرشاد وتوجيه خطة تحويل التعليم باعتبارها في “مركز جهودنا الجماعية، ويتعلق أيضًا بتطوير نظامنا المشترك”.