الأعلى للطرق الصوفية يصدر بيان بشأن ماتعرض له السيد أحمد البدوي من هجوم وتشكيك
أمير أبورفاعي
في بيان صادر عن المجلس الأعلى للطرق الصوفية، على خلفية ما شهدته الأيام الماضية من هجوم وتشكيك في السيد أحمد بدوي، حيث تداول على مواقع التواصل الاجتماعي عدد من المنشورات ومقاطع الفيديوهات التي ظهرت بالتزامن مع الاحتفال بمولد السيد أحمد البدوي، والتي حملت هجوما وانتقادات واسعة لمظاهر هذا الاحتفال ولشخص صاحب المولد ذاته، وقد جاء بيان المجلس الأعلى للطرق الصوفية على النحو التالي،
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين سفن النجاة وصحباته الغر الميامين.
أما بعد:
فقد تابع المجلس الأعلى للطرق الصوفية خلال الأيام الماضية، الحملة الجاهلة التي تشنها بعض التيارات على الإمام الولي العارف بالله سيدي أحمد البدوي رضي الله عنه وأرضاه ونفعنا به وبعلومه في الدارين، جهلًا منهم بمقامه وعلمه الشريف.
إن حياة السيد البدوى – رضي الله تعالى – خلصت لله، فلقد كان يصوم نهاره، وإذا جاء الليل قامه في قراءة القرآن والذكر، وكان منصرفًا بكيانه كله إلى الهداية في الله، مكرسًا حياته للجهاد في سبيل الله، وهو ما حاول البعض أن يعطيها ألوانًا ومعان لا تتناسب مع الحقيقة، يحاولون بذلك أن ينزلوا بالقمم الشامخة إلى سهول الوديان، شعورًا منهم بالحقد على كل قمة وما يزيد ذلك سيدي أحمد البدوي إلا رفعة وترقيًا عند ربه الذي قال: (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ).
ونحن إذ نؤكد أن المجلس الأعلى للطرق الصوفية يحتفظ بحقه في الرد على كل من أساء إلى الولي الصالح سيدي أحمد البدوي، وأنه سيتخذ كافة الإجراءات القانونية تجاه المسيئين، كما سيقوم المجلس كذلك بحملة توعوية وتعريفية بالتصوف وأئمته وأقطاب الطريق.
كما يؤكد المجلس الأعلى للطرق الصوفية وكذلك جميع المشايخ والعلماء وأهل التصوف طرا على الرفض التام لتلك الأساليب السوقية والألفاظ النابية والصياغات المرفوضة التي يستعملها بعض المهاجمين لمشيخة الطرق الصوفية وللتصوف عمومًا، وذلك تأسيًا بخُلق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلـم فيما روي عن أبي عبد الله الجَدَلِي قال: سألتُ عائشة رضي الله عنها ، عن خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: «لم يكن فاحِشًا ولا مُتَفَحِّشًا ولا صَخَّابًا في الأسواق، ولا يَجْزي بالسيئةِ السيئةَ، ولكن يَعْفو ويَصْفَح».
كما يشيد أعضاء المجلس الأعلى للطرق الصوفية بالمجهودات الكبيرة التي قام بها سماحة السيد د. عبدالهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية في تطوير مشيخة الطرق الصوفية منذ توليه أمانة هذا المنصب، حيث شهدت المشيخة في عهده صحوة إصلاحية في المجال الاداري وإعادة هيكلة الجهاز الإداري للمشيخة.
وقد حقق د. القصبي نهضة علمية تمثلت في تنظيم مجموعة من الدورات العلمية المتخصصة والدروس اليومية التي تقدمها المشيخة لأبناء الطرق الصوفية على يد نخبة من كبار علماء الأزهر الشريف، وطباعة عدة مخطوطات علمية تطبع لأول مرة مما أسهم بشكل كبير في ضبط اتجاه التصوف في مصر – بل والعالم أجمع – وإلمام المريدين بعلوم الشريعة والحقيقة لتكتمل دائرة السلوك لديهم.
كما نظمت المشيخة مؤتمرًا دوليًا تحت عنوان “التصوف الإسلامي نحو قيم محمدية كاملة”، فضلًا عن الندوات واللقاءات العامة.
ونحن إذ نؤكد مرارًا وتكرارًا أن قبول الطرق الجديدة وتسجيلها في المشيخة يخضع لقواعد علمية وأسس قانونية نظمها قانون 118 لسنة 1976، ولا يمكن التغاضي عنها أو التفريط فيها، حيث يدرس كل طلب دراسة متأنية من خلال اللجان العلمية واللجان القانونية حتى يظل طريق التصوف في مصر نقيًا من الدخلاء.
ونؤكد كذلك على أن المجلس الأعلى والمشيخة العامة لا يرضيان بأي نوع من أنواع الفساد داخل الطرق الصوفية وأنهما سيحاسبان بمنتهى الحسم كل من يثبت ضده تهم بالفساد، وأن يدنا ممدودة للجميع، ونرحب بكل صاحب فكر غيور على التصوف الذي يعد صمام أمان المجتمع المصري.
والله من وراء القصد…
أعضاء المجلس الأعلى للطرق الصوفية