“التخطيط القومي” يعقد الحلقة السادسة من سمينار الثلاثاء حول “آفاق الارتقاء بنظام التعليم قبل الجامعي في ضوء التطورات التكنولوجية”
أمير أبورفاعي
عقد معهد التخطيط القومي الحلقة السادسة من سمينار الثلاثاء بعنوان: “آفاق الارتقاء بنظام التعليم قبل الجامعي في ضوء التطورات التكنولوجية”، بمشاركة أ. د حسام بدراوي الخبير التعليمي والأكاديمي، ومستشار الحوار الوطني لرؤية مصر 2030 والأستاذ بكلية الطب جامعة القاهرة، متحدثاً رئيسياً، وأدار الحلقة أ.د. مصطفى أحمد مصطفى أستاذ الاقتصاد الدولي بمعهد التخطيط القومي والمنسق العام للسمينار، وذلك بحضور كلٍ من أ.د. أشرف العربي رئيس المعهد، وعدد من المفكرين وأساتذة المعهد والمهتمين بهذا الشأن.
وفي كلمته أوضح أ.د مصطفي أحمد مصطفي أن الحلقة تستهدف تسليط الضوء على الفرص والمخاطر الكامنة في بنية النظام التعليمي قبل الجامعي وبخاصة من منظور تكوين الشخصية المصرية السوية، إلى جانب استعراض سبل مواجهة مشكلات الإتاحة والجودة في مراحل التعليم قبل الجامعي بما يتناسب مع المستجدات التكنولوجية وأثارها على سوق العمل، وكذلك المجالات الأولى بالاهتمام عند تصميم النظام التعليمي قبل الجامعي لتحقيق المساهمة التنموية المأمولة، فضلاً عن آليات تطويره في ضوء مستجدات التطور التكنولوجي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وفي سياق متصل أشار أ. د. حسام بدراوي إلى أن رؤية مصر2030 للتعليم قبل الجامعي ارتكزت على إتاحة التعليم عالي الجودة للجميع دون تمييز في إطار نظام مؤسسي، كفء، وعادل، ومستدام، ومرن ، بحيث يساهم في بناء الشخصية المتكاملة بما يمكن من إطلاق إمكانياتها إلى أقصى مدى لتكوين مواطن معتز بذاته، ومستنير، ومبدع، ومسئول، وقابل للتعددية، يحترم الاختلاف، فخور بتاريخ بلاده، وشغوف ببناء مستقبلها وقادر على التعامل بتنافسية مع الكيانات الإقليمية والعالمية.
وبشأن التحديات التي تواجه المنظومة التعليمية أوضح بدراوي أنها تتمثل في عدم ملائمة الموازنات المخصصة للتعليم لاحتياجات التطوير الشامل، وتحدي تنمية مهنة التدريس ورفع كفاءة المعلمين والقوة البشرية بالتعليم، فضلًا عن عدم تطبيق اللامركزية واعتبار المدرسة وحدة التطوير الأساسية، مشيرًا إلى أن الحماية التشريعية وتطبيق نظم الاعتماد والجودة، والارتقاء بمستوى القائمين على العملية التعليمية تعد أهم القواعد الحاكمة لاستراتيجيات التطوير المستهدف تحقيقها .
وتطرق بدراوي خلال حديثه إلى الآليات التي يمكن اتباعها لمواجهة التحديات التي تواجه التعليم قبل الجامعي والتي تمثلت في توافر الإرادة السياسية غير القابلة للتنازل عن تحقيق طفرة مستدامة في مستوى التعليم في مصر، وضرورة وجود أولوية تحديد الموازنات اللازمة لذلك، وتوفيرها، والالتزام بالمدى الزمني الذي سيتم التطوير فيه، فضلًا عن الأخذ بمبدأ تحقيق قدر فعال من التطوير والنجاح فيه.
وحول آفاق الارتقاء بالنظام التعليمي في ضوء التطورات التكنولوجية القائمة أضاف بدراوي أن دور الذكاء الاصطناعي في التعليم متعدد الجوانب، حيث يقدم الإمكانات لتحويل طريقة تقديم المحتوى التعليمي وتخصيصه وتقييمه، فضلًا عن إمكانية خلق تجارب تعلّم ذاتية للطلاب، إلى جانب دوره في الكشف المبكر عن صعوبات التعلم، وخلق تجمعات تعليمية عالمية من خلال كسر الحواجز الجغرافية واللغوية، مشددًا على ضرورة ضمان عدالة الوصول إلى تلك التطبيقات، وحماية خصوصية الطلاب، والحفاظ على العنصر البشري الذي يعد حاسمًا للتعلم.