علي سلطان يكتب: ..وطن النجوم..سبحتك.. دنيتك وآخرتك
عالمٌ مضطرب قلق نعيش تحت ظلاله، ونكابد كل أشكال المعاناة فيه، و(لقد خلقنا الانسان في كبد)..!
ليس عالما منصفا ولا عالما مبهجا، ولا حياة ذات بهجة، ولا حياة لمن تنادي!!
لقد أسمعت لو ناديت حيا؟!
واسمع غير مسمع وغير ذي سمع ولا أذن صاغية؟!
عالم يمور ويمور ويكاد ينفجر.. ويكاد أن يتشعل دون زناد ولا قداحة ولا عود كبريت؟!
عالم مريب .. يكاد المريب يقول: خذوني..!
يستوى من هو غارق في النعيم .. وغارق في التعاسة..!
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله.. وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم..!!
أصبحنا نحن السودانيين تتعادل عندنا وفينا حالة الوعي واللاوعي!
وحقيقة الظاهر والباطن ليس تجردا وتصوفا وانجذابا.. ولكن ما كان خافيا مستترا أصبح ظاهرا، وما كان ظاهرا جليا لا سبيل إلى مواراته ولا إلى اخفائه..! أحيانا تستوى الاشياء ظاهرة دون عناء؟!
ثم أن الله سبحانه وتعالى وصف بعض البشر بانهم كالأنعام بل هم أضل من الأنعام..!
وفي مسيرة الحياة الدنيا منذبدء الخليقة، هناك صالح وطالح.. منذ هابيل وقابيل وحتى يومنا هذا تتمحور الحياة بين الصالح والطالح، ومن يعمل صالحا ومن يعمل غير ذلك.. اذا كنت صالحا فقد نجوت في الدارين الدنيا والآخرة.
ويحضرني قولٌ يُنسب إلى المسيح عليه السلام..مفاده، ماذا تستفيد إذا ربح العالم وخسرت نفسك؟! فليكن همك أن تربح أنت في رحلة الحياة الدنيا ، وأن لا تكون من أهل النار والجحيم، ومن زُحزح عن النار وأُدخل الجنة فقد فاز.. وذلك هو الفوز المبين.
فحن في سعينا اليومي في هذه الحياة الدنيا ربما نغفل عن الحقيقة الأساسية التي تُبنى عليها حياتنا وهي أن نفوز برضا الله وندخل الجنة، لذا فإن كل ما يعترضنا في هذه الحياة يجب أن نحوله الى الى مرضاة الله.. وإلى تقواه.
تتوارد هذه الخواطر في ذهني باستمرار وتتفاعل معها هواجس وظنون شتى فتجد نفسك تتردد وتتجول في أودية عديدة منها أودية سحيقة بلا قرار..!
منذ بداية الحرب وكل سوداني يحمل( بقجة) همومه التي لا ينازعه فيها أحد، كل سوداني بلا إستثناء طفلا رضيعا أو شيخا كبيرا ذكرا كان أو انثى..!
متى الخلاص..؟ متى العودة؟ متى تنتهي هذه الحرب..؟
أسئلة مشروعة لنا جميعا.. ولكن لا نملك لها إجابة؟
الإجابة عند الله سبحانه وتعالى العليم الخبير.
الله سبحانه وتعالى سيطفئ نار هذه الحرب المشتعلة.. وهو الذي يُعيد إلى بلادنا وأهلها الأمن والأمان والسلم والسلام.. أليس هو السلام.. الملك القدوس المهيمن السلام.
تهدأ نفسك بعد طول تفكير لا ينتهي، وتنجيك الأذكار من الهواجس والظنون والقلق.. كثيرا ماتكون (سبحتك) حبل إنقاذك وهي حباتها تتحرك في ايقاعها الهادئ حبة .. حبة.. وأنت غارق بين صلاة وذكر خافت، وهدوء بال..
ذلك بعض كسبك الجميل في يومك اللاهث اللاهي..! ألم اقل في البداية: إنه عالم مضطرب قلق نعيش تحت ظلاله.. وعلاجه مسبحتك تلك، ألا بذكر الله تطمئن القلوب.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه.