بقلم د / سحز محمود عيسى
لا ترهقوا أنفسكم في تحليل ما عرض في رمضان من مسلسلات وبرامج،لأننا باختصار في زمن السقوط وتكسير القواعد…. في زمن الفراغ!
لم أكن حريصة على مشاهدة أي شيء، لكن لظروف معينة كانت بعض الأعمال تفرض نفسها أمامي!
كل ما رأيته يبدو أنه تم تأليفه وتصويره وتمثيله في بئر لا شيء فيه سوى الظلمة واختفاء الهواء!
#المسلسلات نصب وسرقة وبلطجة وانحلال… لا قانون .. لا قيم .. لا إنسانية..لا خجل!
والبرامج تتقمص فيها المذيعات دور “وكيل النيابة” الذي يوجه الاتهامات وعلى مكتبه كل الأدلة التي تؤكد تورط المتهم في الجريمة!
أين ذهبت اليوم الفلاني، ومع من كنت، ومن كان معك.. ألخ؟
ألف سؤال في سؤال بأسلوب مستفز!
.. ولن أحدثك عن أن #البرامج لم تجد مادة تقدمها وتطبخها وتلت وتعجن فيها سوى الفضائح والسقوط الأخلاقي!
ولن أحدثك أيضا عن تحليلي للغة الجسد في التقديم والأسلوب وصياغة الحوار مقارنة بما تعلمناه أو قرأناه من قبل!
صدقًا لا قواعد، لدرجة أنني أشفق على أساتذة #الإعلام كثيرا
ماذا سيقولون لطلابهم إذا رغبوا في الاستشهاد بأحد هذه القوالب المخجلة عند شرحهم للطلاب!
الجميل أن هؤلاء الذين خربوا عقول الناس ببرامجهم يقدمون دورات تدريبية مرتفعة الثمن في أماكن متنوعة
ويلهث المتدربون خلف الاسم الكبير، رغم أن الجميع يعلم أن سلاح هؤلاء غالبًا هو ( الواسطة والمصالح)
دعك من كل هذا …
السؤال هنا:
أليس لهذا #الجمهور أي حق في المطالبة بوقف أو منع سلة المهملات التي تعرض علينا طوال العام؟ لاسيما في رمضان
ما ذنب الملايين كي يشاهدوا نقاشا رخيصًا حول علاقة #الفنان الفلاني بالفنانة الفلانية؟ وأسباب طلاق هذه..وتدبير السحر لتلك، وأشياء أخرى يعف اللسان عن ذكرها!
ورجاء لا تردد الجملة التاريخية: امسك الريموت!
لأن جميع القنوات هكذا! ولا سلطة على #الجمهور الذي من المفترض أن تكون له الكلمة العليا!
نجح هؤلاء مع الأسف في السينما والدراما والأغاني في ترويج جملة ( الجمهور عايز كدا) والحقيقة أن هذه بضاعتهم التي فرضت بالقوة والسلطة حتى استأنس بعض الناس هذا القبح، وصار واقعًا لا مفر منه، حتى إذا غاب سألوا عنه.. تخيل وصلنا إلى هذا بعد مؤامرة محكمة من ألف طرف وطرف..وثمن الصفقة أكبر وأغلى من المال!
استدعيت جملة أنا الشعب لنجاح الموجي،يرحمه الله، في مسرحية ” المتزوجون”
أين حق الشعب في كل هذا!
أليس من حق الجمهور حجب هذا السيل الطافح العفن؟
من نخاطب ولمن نلجأ،لمن نشكو هذا القبح!
هل أصبحت ثقافة الاستسلام هي الحل الوحيد تجاه مجموعة فرضت علينا ذوقها العفن وثقافتها المنحدرة!
أعلم أنها أسئلة بلا جدوى..ولا إجابة عنها سوى الصمت
وهذا هو المحزن …لأننا نعيش حرية مكبلة بقيود لا ترى!