ابو العينين بيرلسكوني مصر رغم ضبابية مستقبل وطن
كتب/ أمير ابورفاعى
رجل مال و أعمال و إعلام و رياضة و سياسة، نعوت و تعريفات تسبق لإسم شخصين جمعت بينهما ضفتي البحر الأبيض المتوسط و طموح تخليد الإسم في ذاكرة التاريخ ، كلاهما سعى و ثابر في مشوار حياة ممتدة ليكون موقعهما متشابه على صفحات الجرائد و عبر شاشات التلفزيون، تتصيد الكاميرات ظهورهم و الميكروفونات حديثهم .
وبلا أدنى شك أن مشوار تخليد التاريخ لأسماء يحتاج لكثير من الصفات خاصة في ظل تقلبات الجماهير و رؤى الساسة و هو ما نجح كلاهما في تخطي حواجزه بمهارة جياد لا يثنيها إرتفاعات الحواجز عن القفز و مواصلة العدو وصولاً لهدفها .
سيلفيو بيرليسكوني رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق، الرجل القوي الحضور و الشخصية الداهية السياسية الذي خلد إسمه في تاريخ إيطاليا بتوليه منصب رئيس الوزراء في حقبة نجح خلالها أن يدير دفة سفينة دولته معتمداً على شعبية جارفة كأمواج المتوسط التي ما أن تلامس الشاطئ لتعلوا معها صيحات ترديد إسمه، و بذات حركة الأمواج على ضفة المتوسط من الناحية الأخرى كان إسم محمد ابوالعينين الذي ما إن ذكر حتى ترتسم نفس النعوت و التعريفات السابقة لإسم بيرلسكوني في العقلية الذهنية مباشرة .
و مع إقتراب الانتخابات الرئاسية في مصر عام 2024 و ظهور حالة من الحراك السياسي بعدد من الأحزاب السياسية و الشخصيات العامة ذات الطموح في التربع على عرش قيادة دولة بحجم مصر ، و مع فتح بورصة الترشيحات و التكهنات لمن سيخوض سباق الإنتخابات الرئاسية القادم و إعلان عدد من الأحزاب و الشخصيات عزمها خوض هذا السباق، في حين أعلنت أخرى عن عدم نيتها الترشح نافية عن نفسها الزج بنفسها في آتون هذه المعركة ، كان السياسي الإقتصادي الإعلامي الرياضي محمد ابوالعينين حتى الآن في زاوية ما بغرفة الانتظار حتى يعلن حزبه السياسي موقفه صراحة من هذه الانتخابات، متابعاً كغيره ما يحدث في حزب الوفد الذي أعلن رئيسه – سبعيني العمر – الدكتور عبدالسند يمامة، نيته الترشح لإنتخابات الرئاسة ،و ما أعقب ذلك من جدل داخل أروقة الحزب العريق امتدت إلى عناوين الأخبار بعدما أعلن القيادي الوفدي – المخضرم – فؤاد بدراوي، عزمه الترشح لرئاسة مصر و أن إعلان يمامة ما هو إلا تعدي على لوائح الحزب على حد تعبيره.
و بينما الأمر كذلك في حزب الوفد كان حماة وطن يعلن رسمياً أن الحزب لن يطرح مرشحاً لرئاسة الجمهورية المصرية، و أن كافة مقرات الحزب المنتشرة في المحافظات ستكون موجهة لدعم رئيس مصر الحالي عبدالفتاح السيسي، مؤيدة له في إنتخابات 2024 .
الأمر الذي لم يوافق قرار حزب الشعب الجمهوري الذي جاء متحد خلف قرار رئيسه المهندس حازم عمر، بالاعتزام عن خوض الانتخابات الرئاسية القادمة و طرح اسم رئيس الحزب كمرشح دون أن يخرج صوت آخر على شاكلة ما حدث في حزب الوفد و هو ما يعبر عن موقف متماسك ملتزم باللوائح الداخلية و القبول لدى قطاعات الحزب في المحافظات .
و حتى هذه اللحظة لم يعلن صراحة حزب مستقبل وطن موقفه من الإنتخابات الرئاسية القادمة، و هو ما يحمل بين طياته أملاً لطموح بيرلسكوني مصر محمد ابوالعينين، في أن يقع عليه الاختيار ليكون اسمه مرشحاً في هذا الماراثون الإنتخابي القادم، خاصة مع ما يتمتع به من سمعة و سيط تتخطى حدود دائرته الإنتخابية في محافظة الجيزة حيث مقره الانتخابي البرلماني و جمعيته الخيرية التي تحمل إسمه ، فعلي مدار سنوات طوال نجح محمد ابو العينين في تكوين علاقات متشابكة بأعضاء برلمانيين في شتى المحافظات ساعده عليها موقعه البرلماني قبل 2011 إلى الآن، إضافة لذراعه الإعلامي، و فريقه الرياضي، و قطعاً استثماراته في مجالات شتى، كلها عوامل هيئت للرجل تكوين شبكة علاقات و نفوذ بعائلات و أسماء في شتى المحافظات، ما يجعل من طرح إسمه في الإنتخابات الرئاسية أمر ممكن و مستساغ لدى قطاعات كبيرة بمحافظات خارج حدود دائرته الإنتخابية، خاصة مع تمدد حزب مستقبل وطن الذي ينتمي إليه الآن ابوالعينين.
و لتبقى الأيام القادمة هي الفاصلة في تحديد إن كان طموح محمد أبو العينين سيتوقف عند حد عضوية مجلس النواب و وكالته، أم أن الرجل سيسطر من جديد تخليداً لإسمه على غرار سيلفيو بيرليسكوني.