كتب: محمد سباق
بينما كان العالم يتعافى من جائحة كورونا.. برز جيل جديد على الساحة.. يسمى بجيل زد.. حاملاً معه أفكارًا جديدة وطموحات مختلفة. حيث نشأ جيل زد في عالم رقمي.. حيث كانت الهواتف الذكية بوابتهم للعالم. عاشوا طفولتهم على منصات التواصل الاجتماعي.. واعتادوا على تبادل المعلومات بسرعة البرق. كان جيل زد جيلًا مُتَصلًا.. مُتَعَلّمًا.. ومُتَحَمّسًا. لم يكتفوا بتلقي المعلومات.. بل سعوا إلى خلق محتواهم الخاص.. ومشاركة أفكارهم مع العالم. كانوا جيلًا مُتَعَدّدًا.. يضمّ أشخاصًا من خلفيات مختلفة.. ممّا جعلهم أكثر تقبلًا للآخر.. وأكثر إيمانًا بالمساواة والعدالة الاجتماعية. كانوا جيلًا مُتَمَرّدًا.. يُطالب بالتغيير.. ويرفض الظلم. لم يُؤمنوا بالقيود التقليدية.. بل سعوا إلى كسر القواعد وخلق مسارهم الخاص.
جيل زد هو الجيل الذي يشمل الأشخاص الذين ولدوا بين عامي 1997 و2012.. حيث نشأ هذا الجيل في عصر التكنولوجيا الرقمية.. يُعد جيل زد فريدًا من نوعه من حيث سلوكه واهتماماته وقيمه. كما يقال عنه أنه الجيل الذي تلى جيل الألفية.. ويُشار إليه أحياناً باسم «جيل الإنترنت» أو «الجيل الرقمي». يُحدد الباحثون ووسائل الإعلام منتصف التسعينيات إلى أواخرها كبداية سنوات ميلاد جيل زد.. بينما يُحددون أوائل عام 2010 كسنوات ميلاد نهائية لهذا الجيل.. إن جيل زد هو جيل فريد من نوعه يتمتع بخصائص ومميزات تُميزه عن الأجيال السابقة. كما يُواجه جيل زد بعض التحديات من القلق والاكتئاب و التنمر الإلكتروني و عدم المساواة الاقتصادية. وعن مستقبل جيل زد يُتوقع أن يلعب جيل زد دورًا هامًا في تشكيل مستقبل العالم.. وذلك بفضل ذكائه وإبداعه واهتمامه بالقضايا الاجتماعية.. كما يُمكن لجيل زد أن يُحدث تغييراً إيجابياً في العالم..
ولد جيل زد في عالم رقمي.. حيث تلتقي الشاشات مع الأنفاس الأولى.. وتُنسج خيوط التواصل عبر منصات الإنترنت. نشأوا على وقع أصوات الإشعارات.. وتعلموا لغة التفاعلات الإلكترونية.. وباتوا يمتلكون مهارات تقنية تفوق أجيال سبقتهم. يُشبه جيل زد قطيعًا من الفراشات الملونة.. ينتقلون بخفة بين منصات التواصل الاجتماعي.. يشاركون أفكارهم.. ويعبّرون عن مشاعرهم.. ويتواصلون مع أقرانهم من مختلف أنحاء العالم. يتميز جيل زد بروح المُبادرة لأنه لا يكتفي بالاستهلاك الرقمي.. بل يُطلق العنان لإبداعه.. ويُبادر بتأسيس مشاريعه الخاصة. يبتكرون محتوى إبداعيًا.. ويُطلقون قنواتهم على منصات التواصل الاجتماعي.. ويُؤسسون شركاتهم الناشئة.. مُتسلحين بروح المُبادرة ومهارات تقنية متقدمة. كما يُؤمن جيل زد بقيم التنوع والشمول.. ويُحارب التمييز بكل أشكاله. يُدافعون عن حقوق الأقليات.. ويُناصرون قضايا العدالة الاجتماعية.. ويُؤسسون مجتمعات افتراضية تُعزز قيم التسامح والاحترام. وجيل زد يتميز بالوعي والمسؤولية حيث يُدرك أهمية القضايا الاجتماعية والسياسية.. ويُشارك بنشاط في الحركات الاحتجاجية.. ويُطالب بالتغيير الإيجابي. يُؤمنون بقدرتهم على إحداث فرق في العالم.. ويُساهمون في معالجة المشكلات البيئية والاقتصادية والسياسية. لا تخلو رحلة جيل زد من التحديات.. فالتنمر الإلكتروني يُهدد سلامتهم النفسية.. والضغوطات الاجتماعية تُعيق تقدمهم.. والبطالة تُهدد مستقبلهم.
لكن رغم هذه التحديات.. يبقى مستقبل جيل زد مُشرقًا. فمهاراتهم التقنية وروحهم المُبادرة ووعيهم الاجتماعي يجعلهم قادرين على إحداث تغيير إيجابي في العالم. وجيل زد هو حكاية جيل يُعيد كتابة قواعد اللعبة.. ويُشكل مستقبلًا مُشرقًا على شاشات التكنولوجيا.