مقالاتاخبار العالم

ما وراء الظهور الجديد لحميدتي

بقلم ; الفاتح كامل
الكاتب السودانى الكبير

* ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الفيديو صحيح وغير مفبرك من ناحية الصورة.. الفيديو قديم تم تصويره في تخريج احد دفعات الدعم السريع قبل عام على الأقل. لكن تم دبلجة الصوت ويتضح ذلك من اختلال تطابق الصوت مع الصورة وتم التشويش على الفيديو وظهور بعض لحظات شبه اظلام للصورة وذلك بغرض التغطية على فروقات الصوت مع الصورة.
* نشر الفيديو في هذا التوقيت قصد منه دعم القوات على الأرض وذلك بقصد تطويل أمدها.. من نافلة القول تلقت قوات الدعم السريع في الأسابيع القليلة الماضية ضربات قوية من القوات المسلحة السودانية.. وقوات الدعم السريع بأكملها توشك على الانهيار
* تلقت قوات الدعم السريع ضربات قوية من المجتمع الدولي لن يكون أخرها قرار محكمة الجنايات الدولية التي وجهت له اتهامات واضحة بالابادات الجماعية في منطقة الجنينة بدارفور.
* قدم ظهور حميدتي الاخير من مظاهر الفشل أكثر من أي مظهر للنجاح.. حميدتي في عداد الأموات أو مصاب إصابة بليغة تمنعه من الظهور وهو في كل الأحوال خارج السودان وليس مع قواته التي دخلت مرحلة الانهيار وهو ما كتبت عنه بالتفصيل في تحليل سابق اوضحت فيه سر التسجيلات عن الظهور الحي للقيادة أياً كانت.
* من الواضح جدا بعد سقوط حاكم النيجر بالإنقلاب الأخير فشل مشروع فرض سيطرة عرب أفريقيا على دولة النيجر وهو ما يدعو القوات المسلحة السودانية للانتباه جيدا.. حيث ستستميت ما تبقى من قواتهم في السودان للحصول على الدولة البديلة بعد تضاءل فرص قيامها في تشاد لأسباب عديدة تحتاج لمقال منفصل.
* يجب على الدولة عدم التفريط بأي حال من الأحوال في التحالف الاستراتيجي مع مصر في الوقت الحالي او المستقبل باتفاقات عادلة تحفظ مصالح الشعبين
ذكرت ذلك مراراً.. المصالح الَمتبادلة بين الشعوب هي التي تفرض سيطرتها على أرض الواقع.
* أبانت الأحداث بوضوح تضارب مصالح السودان الاستراتيجية مع الدول الأفريقية كافة اذا استثنينا بعض التعاطف من دولة جنوب السودان وارتريا وما عدا ذلك فيدخل في إطار الدول المعادية للسودان.
* في كل الأزمات وفي حقب مختلفة يلجأ أهل السودان بحسهم الديني العميق المسيطر على تفكيرهم.. للدول التي خصها الله بالأمان بنصوص قرآنية واضحة .. مصر
﴿ فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ﴾
[ يوسف: 99]
المملكة العربية السعودية التي خصها الله بالحرمين الشريفين مكة المكرمة والمدينة المنورة
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ)
البقرة ١٢٦

خيار السودان الاستراتيجي المستقبلي مع مصر والسعودية رضى من رضى وأبى من أبى.
* اثبتت الحرب الأخيرة أن الجيش السوداني ركيزة الاستقرار الوحيدة للدولة السودانية وسط أطماع إقليمية ودولية لا حدود لها.
* عملاء الداخل أخطر من كل العوامل الخارجية التي تهدد مستقبل الدولة السودانية.
* فقد الدعم السريع لأي سند شعبي داخل السودان بعد جملة الانتهاكات التي أرتكبتها قوات الدعم السريع بحقه (سرقات اغتيالات اغتصابات وجرائم أخرى لا حصر لها).
*جهات خارجية عديدة تهدف لاطالة أمد الحرب وإدخال السودان في حرب أهلية.. هذه الجهات عينها هي من تقود معاركها الأخيرة بالأرض السودانية بعد إزاحة آل دقلو الذين لن يؤثر ظهورهم او اختفاؤهم على المشهد بأي صورة من الصور فقد تجاوزت الأحداث وجودهم وتأثيرهم على قواتهم التي تتناسل بينها زعامات جديدة أغراهم أبعاد آل دقلو من مشهدية هذه الحرب.
والأيام القادمة حبلى بالكثير.. بعد أن سجلت المحافل الدولية شهادة وفاة إمبراطورية آل دقلو .. وما نشهده الآن تناسل جديد لزعامات أجد تسعى لإرث الإمبراطورية الآفلة.
الفاتح كامل
كاتب سوداني

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى