مقالات

دكتورة منال مرسي تكتب .. الأبرتهايد الإسرائيلي ضد الشعب فلسطين

 

 

دكتورة منال مرسي تكتب .. الأبرتهايد الإسرائيلي ضد الشعب فلسطين

أكد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3379، الصادر في 10 نوفمبر من عام 1975 على أن إسرائيل تمارس الأبرتهايد على الشعب الفلسطيني، ونص القرار على “أن الصهيونية هي شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري”. وطالب القرار جميع دول العالم بمقاومة الصهيونية التي تشكل خطرًا على الأمن والسلم العالميين.

الأبرتهايد هو نظام الفصل العنصري الذي حكمت من خلاله الأقليةٌ البيضاءٌ السود َفي جنوب أفريقيا في الفترة من عام 1948 وحتى تم إلغاءه بعد إجراء انتخابات ديموقراطية في عام 1994 وأصبح نلسون مانديلا الأسود رئيسًا للحكومة في جنوب أفريقيا، وهناك تشابه كبير بين الاحتلال الإسرائيلي للفلسطينيين، ونظام الأبرتهايد في جنوب إفريقيا، فكلاهما نشأ في نفس العام.

لقد شهد العام 1948، ولادة نظام الأبرتهايد في جنوب أفريقيا وهو نفس العام الذي أعلن فيه عن نشأة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، وكما مارست الأقلية البيضاء التفرقة العنصرية ضد الاغلبية السوداء في جنوب أفريقيا، واتبعت سياسة الفصل العنصري بين المستوطنين البيض الحاكمين وبين السكان السود أصحاب الأرض الأصليين؛ يمارس الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين أيضا سياسة الفصل العنصري بين المستوطنين اليهود وبين العرب أصحاب الأرض الأصليين. وأنشأ جدار الفصل العنصري،وفرض على الفلسطينيين العيش في كانتونات.

وأكذ التقرير الصادر في مارس من عام 2017 عن (إسكوا) اللجنة الاجتماعية والاقتصادية لغرب آسيا، التابعة الأمم المتحدة، أن إسرائيل تفرض نظام (الفصل العنصري) على الفلسطينيين حيث تقسيمهم إلى أربع فئات تخضع كل منها لسياسات،وقوانين مختلفة. وفتت الشعب إلى فلسطينيين الذين تفرض عليهم الجنسية الإسرائيلية، وفلسطينيين في شرق القدس، وفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية ، وفلسطينيين لاجئين لا تسمح لهم بالعودة لوطنهم.

وكما ارتكز نظام الأبرتهايد على النشاط الاستيطاني الذي يفرض التمييز العرقي بين السكان، كذلك تبنت الحكومات الإسرائيلية سياسة الاستيطان لخلق واقعًا جديدًا يخدم سياسة التهويد، وكما ارتكب نظام الابرتهايد المجازر والانتهاكات ضد السود في جنوب أفريقيا، ترتكب إسرائيل بدافع العنصرية جرائم حرب ضد الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني، تخطت بمراحل جرائم نظام الأبرتهايد في جنوب أفريقيا، وكما فرض نظام الأبارتهايد قوانين تفرق بين المواطن الأبيض والمواطن الأسود وتحافظ على الهيمنة الاقتصادية والسياسية للأقلية البيضاء ذات الأصول الأوروبية.كذلك فرضت إسرائيل العديد من القوانين العنصرية التي تفرق بين المستوطن اليهودي وصاحب الحق الفلسطيني ، وكان آخرها “قانون القومية” العنصري الذي يرسّخ لدولة عنصرية تقتصر فقط على اليهود.

ورغم أن إسرائيل كانت الدولة الوحيدة بين دول العالم التي تعاونت مع نظام “الأبرتهايد” في جنوب أفريقيا، خاصة بعد حرب السادس من أكتوبر 1973.عندما قررت عدة دول أفريقية قطع علاقاتها مع إسرائيل. لجأت إسرائيل للتعاون مع نظام الأبارتهايد في حلف وصف بـ”حلف المجذومين” ؛ وبعد إلغاء هذا النظام، أصبحت جنوب إفريقيا تدعم الحقوق الفلسطينية وتنطلق منها دعوات المقاطعة،ضد إسرائيل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى