منال مرسي : المستعربون يشنون حرباً شرسة على مواقع التواصل الاجتماعي
أكدت الدكتورة منال مرسي أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة الأزهر، أنه أصبح واضحًا ما تقوم به أجهزة الاستخبارات من أنشطة على مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة وحدة المستعربين، المنتشرين على مواقع التواصل الاجتماعي، والمستعربون وبالعبرية מסתערבים “مُسْتَعْرڤِيِمْ” هم وحدات عسكرية سرية تعمل في فلسطين والدول العربية المجاورة منذ عام 1942، وأصبحت فيما بعد من أهم الوحدات السرية في الجيش الإسرائيلي وأخطرها. هؤلاء تكون ملامحهم عربية، ويتحدثون باللغة العربية، ويتقنون العادات والتقاليد العربية، يخترقون المجتمع الفلسطيني ويتخفون في زي عربي، أو يتنكرون في زي إمرأة، حتى يتمكنوا من الاندساس وسط الفلسطينيين لتنفيذ مهام سرية؛ تشمل الاستخبارات وجمع معلومات، واختطاف شخصيات فلسطينية وتصفية أخرى، كما يقومون بتفريق المتظاهرين الفلسطينين واعتقالهم. كما توجد وحدة للمستعرڤيم تنشط خارج حدود فلسطين المحتلة، وظهرت خاصة خلال ما عرف بثورات الربيع العربي؛ فخلال أحداث 25يناير، اعتقلت السلطات المصرية الجاسوس “إيلان حاييم جرابيل” الذي اندس وسط المتظاهرين متحدثًا اللغة العربية باللهجة الشامية، وحاملا لافتات مكتوبة بالعربية.
وكما يتَسلل المستعربون إلى المدن والقرى العربية متخفين كعرب. يتَسللون أيضًا إلى صفحاتنا ويخترقونها بمسميات عربية وبروفيل عربي.على العالم الافتراضي والذي سخرته إسرائيل لشن جيل جديد من الحروب فدشنت إسرائيل العديد من الصفحات والمواقع الإسرائيلية على الانترنت باللغة العربية والتي تتنوع ما بين صفحات ومواقع علنية للتأثير على الشعوب وخدمة أهداف التطبيع منها: صفحة رئيس وزراء الاحتلال “بنيامين نتنياهو”، والمتحدث باسم جيش الاحتلال “آفيخاى أدرعي” وصفحة “إسرائيل في مصر” والتي تتبع السفارة الإسرائيلية في القاهرة، و”إسرائيل تتكلم بالعربية” وتتبع وزارة الخارجية الإسرائيلية،كما دشنت إسرائيل العديد من المواقع والصفحات الإسرائيلية تحت مسميات وهمية لمراقبة مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة الخاصة بالعرب. من خلال التواصل باللغة العربية مباشرة مع الشعوب العربية. لنشر الإشاعات والأكاذيب والادعاءات، وإلغاء الذاكرة العربية، واستبدلها بأخرى يمكنها قبول المحتل الإسرائيلي كجزء من خريطة الوطن العربي. وتحولت مواقع السوشيال ميديا إلى ساحة أخرى للحرب وللصراع الإسرائيلي العربي،فهولاء يقوم بسرقة منشورات -بوستات- مكتوبة من صفحاتنا كما هي بالعربية، وهذا ليضمنوا بها عدم وجود أخطاء تكشفهم، وللاقناع بأنهم من العرب تمامًا بفكر وثقافة وهوية وقضية عربية، فهؤلاء يقومون بدور الشحن بين العربي والعربي فينشئ صفحة بهوية سعودية وأخرى بهوية مصرية ويبدأ في تأجيج الصراعات بين الشعوب العربية، وهم بذلك يحاولون تغيير صورة إسرائيل تماما بفكر عكسي وبطرق إقناع تستغل فقط الجهل، ومن ناحية أخرى يشوهون كل شيء وينشرون اليأس والدونية وكراهية الذات بين العرب، إضافة إلى محاولاتهم إشعال الصراعات داخل الدولة الواحدة بجدال عقيم، وهم بذلك يتفقون مع داعش والإخوان وكل تنظيم أشعل صراعات بزي عربي يردد آيات قرآنية.