اخبار مصر

د. منال مرسي الحل الأوحد لليهود هو ما طرحه “مردخاي مانويل نوح ” و به ينتهي الصراع

 

كتب- أمير أبورفاعي

قالت الدكتورة منال مرسي أستاذ الدراسات الإسرائيلية المساعد بجامعة الأزهر، إن القضية التي كانت سببًا للصراع الإسرائيلي العربي طيلة أكثر من سبعة عقود هي في الأساس قضية اليهود والغرب وليست قضية فلسطين والشرق، فاليهود الذين غزو فلسطين في البداية، دخلوا فلسطين لاجئين من أوروبا وتسللوا إلى فلسطين منذ عام 1881 بعد حروب طاحنة اجتاحت أوروبا، وطالت كل دولة انتقل إليها اليهود سواء في شرق أوروبا أو غربها، وعندما فشل الغرب في إيجاد حلًا لمشكلة يهود أوروبا بسبب تصاعد الصراعات الدينية والعرقية والطائفية بين اليهود الأوروبيين وبين الدول التي عاشوا فيها. اتجهوا إلى حل طرد اليهود من أوروبا إلى دول أخرى، فكيف لجماعة يهودية من أوروبا دخلوا فلسطين لاجئين تطالب بحق فيها؟!، فالمشكلة مشكلة الغرب ويهوده، في الأساس وليس الشرق الذي عاش اليهود فيه عصرًا ذهبيًا تحت الحكم العربي الإسلامي، وتحمل الشرق أعباء مشكلة يهود أوروبا منذ أن أُقحمت إسرائيل في قلب الوطن العربي وما نتج عنه من احتلال يهود العالم لفلسطين ولازالت إسرائيل تلهث في العالم لدفع اليهود لاحتلال فلسطين وتسعى لتهجير شعبها الفلسطيني منها. وأضافت د. منال مرسي،رغم ذلك فإن مساحة فلسطين لا يمكنها ان تسع اليهود من كل أنحاء العالم، وبالعقل نتسائل أي دولة يمكنها استيعاب يهود ينموا داخليًا في فلسطين وينموا خارجيًا في دول أخرى؟، سنجد الإجابة إذا خرجنا “بره الصندوق”! “بره الشرق” ونعود للحلول التي طرحها يهود الغرب كحل للمشكلة اليهودية،

الحل الأوحد لحل الصراع الإسرائيلي هو حل دولتين: فلسطين في الشرق دولة مستقلة، وإسرائيل في أمريكا دولة حليفة، فضلًا عن أن هذا الحل يمنح أمريكا فرصة لتتذوق جزء مما ابتلت به المنطقة العربية؛ إلا أن فكرة إقامة “دولة يهودية” في أمريكا كانت بالفعل إحدى أهم الحلول لمشكلة يهود أوروبا قبل أن يطرح هرتسل “احتلال فلسطين”، ولم يكن هذا ضربًا من الخيال؛ بل كان حلًا حقيقيًا قدمه اليهودي الأمريكي “مردخاي مانويل نوح” وسعى لتنفيذه مثل مقترح تيودور هرتسل بالضبط.

ولقد عمل اليهودي الاميركي “مردخاي مانويل نوح” قنصلًا في تونس في عهد الرئيس الأمريكي “جيمس مونرو”، وهو سياسي وكاتب ودبلوماسي، بدأ مردخاي في تنفيذ هذا الحل بالفعل لإقامة دولة يهودية في أمريكا، وأطلق عليها دولة “أرارات” في ولاية نيويورك في عام 1825. لتكون ملاذًا آمنًا لليهود من كل أنحاء العالم على الآراضي الأمريكية، اعتمد اليهودي الأميركي “مردخاي” على أحقية اليهود في أمريكا بنفس الفكر الذي انطلق منه هرتسل لاحتلال فلسطين؛ حيث اعتمد على أسطورة أن الهنود الحمر هم من نسل قبائل بني إسرائيل المفقودة! وهو نفس الإدعاء بحق اليهود المزعوم في فلسطين، اعتمادا على أسطورة أن يهود العالم ينتمون إلى يهود فلسطين وبنوا إسرائيل قديمًا.

اعتمد مردخاي على النصوص الدينية في اختيار مسمى للدولة اليهودية؛ فاختار كلمة “أرارات” نسبة إلى جبل (أرارات) الذي رست عليه سفينة نوح وفق العهد القديم، كما اعتمدت الصهيونية على مسمى “يسرائيل” الوارد في العهد القديم لقبًا للنبي “يعقوب”، أسس مردخاي هذه الدولة على مبدأ شراء الأرض، كما فعلت الحركة الصهيونية في فلسطين. وبالفعل قام مردخاي بشراء أراضٍ قرب شلالات نياجرا؛ لتوطين اليهود من كل أنحاء العالم. كما فعل روتشيلد في فلسطين.

ولولا انقسام يهود أوروبا وقف تنفيذ المقترح والاتجاه لترحيل اليهود لاحتلال فلسطين، لكان مخطط مردخاي واقعًا حقيقيًا، لم يقتصر المقترح على فترة مردخاي، بل قامت الكاتبة الإسرائيلية “نافا سيميل” باعادة طرح فكرة دولة يهودية في أمريكا في عمل أدبي صدر 2005 أطلقت عليها اسم “إيسرائيل” أو جزيرة إسرائيل، كما دعت حركة ايهودية في إسرائيل دعوة “עוזבים את הארץ – ביחד” أي “نغادر إسرائيل- معا” تحشد اليهود للهجرة العكسية من فلسطين المحتلة والعيش في أمان في أول مستوطنة ليهود إسرائيل ستبنى في أمريكا.

الحل الأوحد للمشكلة اليهودية والكفيل بوقف الصراعات الإسرائيلية هو حل دولتين: فلسطين في الشرق دولة مستقلة، وإسرائيل في أمريكا، يجب أن ننظر إلى إسرائيل باعتبارها ليست كتلة واحدة بل طوائف وأجناس وتيارات متعددة، فمن اليهود من يريد الحياة في استقرار وأمان في أي مكان بالعالم ولا يفرق معه دين أو قدس، ورغم النشاط المتزايد للوكالة اليهودية في مجال الهجرة اليهودية والمرتبط بالدعاية المضللة لصورة “إسرائيل. إلا أن اليهودي ما زال يرفض الهجرة إليها فما زال أكبر تجمع لليهود في الولايات المتحدة الأمريكية خارج إسرائيل، ولم يحقق المشروع الصهيوني أى هدف من احتلال فلسطين؛ لذا يجب أن نجدد الخطاب السياسي الموجه لليهود ويتحول من تصدادمي لخطاب إنساني يهتم باليهود ويضعهم في مواجهة مع أمريكا والغرب، ونطالب بأن تنظر أمريكا إلى اليهود كبشر، وليس كمرتزقة تخوض بهم حربًا بالوكالة للسيطرة على الشرق، ولليهود الحق في حياة آمنة مستقرة، بعيدًا عن الأهداف الامريكية في الشرق، وأن توفر لهم مكانًا يسمح بأن يعيشوا في أمن واستقرار. ويجب أن تتنبه أمريكا بأن استمرار الدفع الصهيوني الغربي باليهود لاحتلال فلسطين وما يجاورها، لن يحقق سلام ولا أمن ولا استقرار.

يجب أن نجدد الخطاب السياسي الموجه لليهود ونؤكد أن المستفيد الأول من الدفع بهم في فلسطين هو الغرب وليس اليهود الذين عاشوا وعانوا من صراعات وحروب وفقدوا الكثير. في حين أن الشعوب الغربية تنعم بالتقدم والتكنولوجيا والإزدهار على حساب صراعات يقوم اليهود فيها بدور داعش اليوم، فيجب عليهم فهم الدور الذي يلعبوه منذ احتلال فلسطين وانشاء إسرائيل لتصبح قاعدة عسكرية تهدد الشرق على حساب اليهودي الذي انحرم من حياة الاستقرار في وطن طبيعي آمن. ويجب أن يعي اليهود أن استمرار الوضع الراهن مع تراجع قوة الغرب نتيجة الحروب المعاصرة، سيعصف باليهود حتمًا الى وضع أسوء مما سيكون عليه العالم كله، فليس من العقل استمرار حالة الحرب والصراع؛ بل علينا أن نتدارك أخطاء الحركة الصهيونية في اختيار فلسطين وطن لليهود، وأن نفكر في مكان آمن يسمح باستيعاب اليهود من كل انحاء العالم. وانشاء دولة يهودية في أمريكا. ومن يريد العيش في دولة فلسطين فسيعيش في أمن وآمان بضمان سلام حقيقي يعود للعصر الذهبي، ويسمح بالعيش المشترك في بلد آمن تختفي فيه كل ظواهر العنف والمكائد والصراعات والإرهاب،

وأشارت د. منال مرسي، إن الهدف تقديم طرح بديل يهدف أولًا لنقل الحرب إلى أرض العدو ذاته، فإذا كان طرح مخطط على أرض مصرية في سيناء، يتكرر مرارا؛ فلماذا لم نطرح مخططًا واحدًا على أرض أمريكا، يهدف أيضًا إلى الخروج بالصراع من الشرق وعودته إلى وطنه الأصل في الغرب؛ لأن اليهود مشكلة الغرب في الأساس وليس الشرق. ولو تمسك العرب بأن المشكلة في الأساس “مشكلة اليهود” تبحث عن حل لليهود وليس فلسطين؛ ربما كان حل دولة يهودية في الغرب قد نفذ بالفعل. يجب أن نصحح المصطلحات ،، من القضية الفلسطينية إلى المشكلة اليهودية،إن هذا الحل قابل للتنفيذ وهو كفيل لإنهاء حالة الصراع ونشر السلام العالمي الذي يسعى الأمريكان، ويقود بابا الفاتيكان حملته الحديثة لإقنعنا به، لقد أثبت واقع الصراع وتواجد اليهود في الشرق في منطقة لا يمكن أن تستوعبهم؛ أن حالة الصراع لم ولن تنتهي إلا بعودتهم إلى المكان الأفضل في أمريكا، وإذا كان اليهود يعتبرون أنفسهم حتى الآن ممثلين عن الغرب؛ فيجب أن تكون دولتهم في الغرب وليس في الشرق.

و عن لماذا الولايات المتحدة؟، قالت د. منال مرسي، إن بيئة الولايات المتحدة بيئة جاذبة للهجرات، والمجتمع في الولايات المتحدة مجتمع متعدد الثقافات والأديان يمكنه استيعاب موجات الهجرة اليهودية بسهولة،تقوم القومية الأمريكية على القومية المدنية وليس على العرق المشترك فاندماج اليهود موجود بالفعل في المجتمع الأمريكي، الولايات المتحدة بلد مهاجرين يتكونون من مجموعات عرقية مختلفة تسمح بانشاء ولاية يهودية، هذا الحل هو مجرد تنفيذ لوضع قائم حيث إن قوة يهود العالم تنطلق من أمريكا فيها أكبر لوبي يهودي، ويقدر عدد يهود أمريكيا ب 8 مليون، وأغلب اليهود في العالم فعلا يتجنسون بالجنسية الامريكية ويعيشون بين أمريكا وإسرائيل ويسيطرون على المؤسسات الامريكية.

وعن مسئولية المجتمع الدولي قالت د. منال مرسي، استنزفت إسرائيل الغرب لأنهم وفق الرواية الصهيونية ارتكبوا ما يسمى بأحداث الهولوكوست ضد اليهود؛ فاذا كان الغرب هم من كانوا سببًا في الصراع الإسرائيلي العربي بتهجير اليهود إلى فلسطين دون رؤية عادلة لتاثير ذلك على شعوب ودول المنطقة والمجتمع الدولي، فعلى الغرب أن يتحملوا حل المشكلة وليس مصر وليس على حساب إبادة شعب فلسطين العريق، مطالبة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية بتحمل مسئولياتها لوقف تهجير الشعب الفلسطيني. ولوقف هجرة اليهود من دول العالم إلى فلسطين؛ لأن القادم كارثي على اليهودي سواء كان المهاجر أو المتواجد. وإذا كانت إسرائيل تريد اقتطاع جزء من سيناء بحجة اقامة دولة فلسطينية لترحيل الفلسطينيين إليها فعليها وقف استقطاب يهود العالم ودفعهم إلى فلسطين، وإذا كان الحل الذي تفرضه إسرائيل الآن هو التخلص من الفلسطينيين؛ ففي القريب ستعود المشكلة، لتكون مشكلة اليهود نظرا لعدم قدرة الآراضي الفلسطينية على استيعاب يهود العالم بجانب النمو السكاني الطبيعي وهنا ستمتد إسرائيل إلى الدول الإقليمية مما يعني استمرار للحروب والصراعات، لذا فالحل الأوحد للمشكلة اليهودية دولة إسرائيل في أمريكا، يجب أن يحشد لهذا الطرح قوة إعلامية تنشره وسياسيه تحلله وتقدمه كالحل الأوحد للمشكلة اليهودية، ولصراعات إسرائيلية لم ولن تنتهي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى