قراءة في أهمية مخرجات قمة دول جوار السودان
كتب / امير ابورفاعى
توافق المشاركون بقمة دول جوار السودان التى عقدت بالقاهرة يوم 13 يوليو 2023، بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي وبحضور رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي وأمين عام جامعة الدول العربية، ورؤساء دول وحكومات جمهورية أفريقيا الوسطي، وتشاد، وإريتريا، وإثيوبيا، وليبيا، وجنوب السودان، على ما يلي:
مناشدة الأطراف المتحاربة على وقف التصعيد والالتزام بالوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار لإنهاء الحرب.
التأكيد على الاحترام الكامل لسيادة ووحدة السودان وسلامة أراضيه، وعدم التدخل في شئونه الداخلية، والتشديد على أهمية عدم تدخل أي أطراف خارجية في الأزمة.
التأكيد على أهمية الحفاظ على الدولة السودانية ومقدراتها ومؤسساتها، ومنع تفككها أو تشرذمها وانتشار عوامل الفوضى بما في ذلك الإرهاب والجريمة المنظمة.
أهمية التعامل مع الأزمة الراهنة وتبعاتها الإنسانية بشكل جاد وشامل يأخذ في الاعتبار أن استمرار الأزمة سيترتب عليه زيادة النازحين وتدفق المزيد من الفارين من الصراع إلى دول الجوار، الأمر الذي سيمثل ضغطًا إضافيًا على مواردها يتجاوز قدرتها على الاستيعاب، وهو ما يقتضي ضرورة تحمل المجتمع الدولي والدول المانحة لمسئوليتهما في تخصيص مبالغ مناسبة من التعهدات التي تم الإعلان عنها في المؤتمر الإغاثي لدعم السودان، والذي عقد يوم 19 يونيو 2023 بحضور دول الجوار.
مناشدة كافة أطراف المجتمع الدولي لبذل قصارى الجهد لتوفير المساعدات الإغاثية العاجلة لمعالجة النقص الحاد في الأغذية والأدوية ومستلزمات الرعاية الصحية.
الاتفاق على تسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية المقدمة للسودان عبر أراضي دول الجوار، وذلك بالتنسيق مع الوكالات والمنظمات الدولية المعنية.
التأكيد على أهمية الحل السياسي وإطلاق حوار جامع للأطراف السودانية يهدف لبدء عملية سياسية شاملة تلبي طموحات وتطلعات الشعب السوداني في الأمن والاستقرار.
الاتفاق على تشكيل آليه وزارية بشأن الأزمة السودانية على مستوى وزراء خارجية دول الجوار، تعقد اجتماعها الأول في جمهورية تشاد، لوضع خطة عمل تنفيذية تتضمن وضع حلول عملية وقابلة للتنفيذ لوقف الاقتتال والتوصل إلى حل شامل للأزمة السودانية عبر التواصل المباشر مع الأطراف السودانية المختلفة، على أن تعرض نتائج اجتماعاتها وما توصلت إليه من توصيات على القمة القادمة لدول جوار السودان.
وقد اهتمت عدد من البرامج الحوارية بالأمس بالتعقيب على أهمية هذه القمة ومخرجاتها:
عبر الأستاذ عماد السنوسي رئيس تحرير موقع نبض السودان عن تقديره لجهود الدولة المصرية تجاه الأزمة السودانية، مؤكدًا أن قمة دول جوار السودان التى استضافتها القاهرة حظت بتأييد دولي وشعبي وأيضًا من الأطراف المتحاربة والجميع ثمنَّ جهود القاهرة الرامية إلى وضع حلول عملية للصراع العسكري في السودان والحفاظ على مؤسسات الدولة وحمايتها من التفتت، ورأى أن البيان الختامي تضمن ملامح لحل الأزمة لاسيما دعوته لتسهيل وصول المساعدات إلى السودان من مختلف المناطق الحدودية المختلفة لدول الجوار، وكذلك العمل على وقف إطلاق النار.
أكد السفير محمد حجازي مساعد وزير الخارجية الأسبق أن الأزمة السودانية لها عدة أبعاد أمنية وعسكرية وإنسانية وسياسية، وكل بُعد يتطلب آلية تنفيذ، وهذا ما تطرق إليه البيان الختامي بدعوته لضرورة وقف إطلاق النار بشكل فوري يعقبه الإفراج عن الأسرى ثم توصيل المساعدات للمناطق الأكثر تضررًا، وشدد أنه من الضروري الفترة المقبلة العمل على إجراء حوار جامع بين الأطراف السودانية لتلبية طموحات الشعب وعودة المسار الديمقراطي في السودان.
ذكر الدكتور أمجد فريد المحلل السياسي أن قمة دول جوار السودان بالقاهرة استهدفت وضع حلول للأزمة السودانية لما تسببت فيه من معاناة للشعب السوداني ولما نتج عنها آثار سلبية على دول الجوار باعتبارهم من تحملوا العبء الأكبر من الوافدين السودانيين، ولذلك أعطى البيان الختامي أولوية كبيرة للإغاثة الإنسانية للشعب السوداني وهو ما فشلت فيه منظمات الإغاثة والمجتمع الدولي خلال الفترة الماضية، مضيفًا أن دول الجوار لديها نفوذ على الأطراف المتصارعة في السودان وبالتالي يمكن إجبارهم على الجلوس على مائدة التفاوض مع العمل على منع تدخل أي دول خارجية، وعليه تعد آلية تشكيل لجنة على مستوى وزراء خارجية دول الجوار لتنفيذ توصيات القمة خطوة إيجابية نحو حل الأزمة ووضع المجتمع الدولي والمنظمات الإغاثية أمام مسئولياتهم.