مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة التنسيقية للاتحاد الأفريقي
كتب / علاء الدين الساوى
وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الكينية نيروبي، وذلك للمشاركة في الدورة الخامسة من قمة منتصف العام التنسيقية التابعة للاتحاد الأفريقي. وتأتي هذه القمة، التي تم استحداثها عام 2019 في ظل الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي، اتصالاً بجهود الإصلاح المؤسسي للاتحاد، وفي إطار محور تقسيم العمل والمهام بين مفوضية الاتحاد الإفريقي والتجمعات الاقتصادية الإقليمية، فضلاً عن تعزيز مسار التكامل الإقليمي بين دول القارة، خاصةً ما يتعلق بالتكامل الاقتصادي، والذي تعد أبرز خطواته إطلاق منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية تحت الرئاسة المصرية عام 2019.
ومن المُقرر أن يعقد السيد الرئيس مباحثات مع نظيره الكيني ويليام روتو؛ بهدف بحث آليات تعزيز أوجه التعاون الثنائي بين البلدين، وكيفية التعامل مع مشاغل القارة الأفريقية، فضلاً عن مناقشة مستجدات القضايا والملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وسبل التعاون لبلورة أطر العمل الأفريقي المشترك؛ بهدف دفع عملية التنمية وتعزيز الاندماج في القارة.
وقد حظيت الزيارة باهتمام غالبية البرامج الحوارية المُذاعة بالأمس «على مسئوليتي، آخر النهار، كلمة أخيرة، الحكاية، الحياة اليوم، مساء dmc، صالة التحرير، 90 دقيقة» وذلك على النحو التالي:
بدايةً..أوضح المستشار أحمد فهمي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية أن القمة السنوية للاتحاد الإفريقي تُعقد في شهر يناير وبداية فبراير من كل عام في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، إلى جانب قمة صيفية تُعقد بإحدى الدول الإفريقية، ومنذ عام 2019 استحدثت مصر أثناء رئاستها للاتحاد الإفريقي القمة التنسيقية الأفريقية لتكون معنية ببحث موضوع محدد وهو “التكامل الإقليمي الاقتصادي” لكونه يمثل المعضلة الرئيسية للدول الإفريقية عامة، والآن نحن بصدد النسخة الخامسة من هذه القمة وستشارك بها جميع الدول من أعضاء هيئة مكتب الاتحاد الإفريقي بالإضافة إلى مُمثلي رؤساء التجمعات الاقتصادية الإقليمية، ومن المقرر أن يُلقي السيد الرئيس كلمة يستعرض خلالها خطة مصر فى ظل رئاستها الحالية للجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات الوكالة الإفريقية للتنمية “النيباد”- والتي تترأسها مصر منذ 3 أشهر وتمتد على مدار عامين، وتعتبر الذراع التنموي للاتحاد الإفريقي- وستتضمن الكلمة استعراض الخطة العشرية الثانية لأجندة التنمية الإفريقية والتي تبدأ من 2024-2034 وسيتم التأكيد بها على أهمية الاستفادة من الخطة العشرية الأولى مع التركيز على أولويات الرئاسة المصرية من تطوير البنية التحتية وإحداث تغيير ملموس للقطاع الصناعي في إفريقيا وحوكمة النظام المالي العالمي، كما سيلقى السيد الرئيس كلمة أخرى بصفته الرئيس الحالى لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ أمام جلسة البيئة والتغيرات المناخية لاستعراض الرؤية المصرية فى مواجهة تأثيرات التغيرات المناخية على دول القارة الأفريقية.
أشار السفير وائل نصر الدين سفير مصر بنيروبي إلى أن كينيا تعتبر عنصر استقرار رئيسي في منطقة شرق إفريقيا، وموقعها الجغرافي في قلب القارة يؤهلها للتواصل مع مجموعة كبيرة من الدول ولعب دور الوساطة لحل مشاكل دول الجوار، فضلًا عن كونها سوقًا واعدًا للاستثمارات، حيث تعتبر الشريك التجاري الأول لمصر في إفريقيا، ويصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى قرابة 700 مليون دولار سنويًا، وهناك العديد من المجالات التي يُمكن أن يتم توسيع حجم التجارة بين البلدين مستقبلًا بها وهي: مجال استصلاح الأراضي؛ حيث تحتاج كينيا إلى استصلاح أراضي في جزئها الشمالي ويُمكن لمصر أن تقوم بهذا الدور وتنقل تجربتها إليها، كذلك تحتاج كينيا إلى استثمارات خاصة في مجال السياحة والفندقة وتصنيع بعض السلع الغذائية، وحال إقبال المستثمرين المصريين على هذه المجالات سيحظون بترحيب كبير من المسئولين الكينيين، ولفت أن هناك جالية مصرية تعيش في كينيا يتجاوز عددها 10 آلاف مصري، ومنهم أطباء وأصحاب مصانع وكذلك حاصلين على توكيلات لشركات عالمية.
ذكر الأستاذ سامح حلمي مدير إحدي الشركات المصرية الصناعية العاملة في كينيا أن كينيا بلد تستقبل جنسيات من مختلف دول العالم ويعمل بها الأجانب في كثير من المجالات لاسيما في صناعة النقل، وتم إجراء تعديل كبير في التشريعات من أجل جذب الاستثمارات الخاصة بصناعة السيارات إذ توجد إعفاءات لرأس المال الأجنبي من ضرائب الدخل والرسوم من أجل تعظيم هذه الصناعة محليًا، وتمنى أن يكون لدي المستثمرين المصريين خطط متوسطة وطويلة الأجل للاستثمار في كينيا وتنزانيا والكونغو وغيرهم من دول شرق إفريقيا.
رأى السفير محمد حجازي مساعد وزير الخارجية الأسبق أن مشاركة السيد الرئيس في أعمال القمة التنسيقية الأفريقية ستكون فرصة للحديث حول تحقيق الاندماج الأفريقي، والبناء على جهود مصر في قمة كوب 27 في شرم الشيخ والتطرق إلى تأثير التغيرات المناخية على الدول النامية والإفريقية وتوعية المجتمع الدولي بأهمية الوفاء بالالتزامات الدولية تجاه الدول النامية المتضررة من التغيرات المناخية، كما أشارت الإعلامية هبة جلال إلى أن القارة السمراء عانت منذ عقود كبيرة من الاستعمار، ولا تزال حتى الآن تعاني بعض الدول من تدخلات الدول الخارجية، لذلك تهدف هذه القمة إلى تغيير حالة القارة والبحث عن التكامل الاقتصادي والاندماج بين الدول المختلفة من أجل إقامة مشروعات تنموية تعود بالنفع على الشعوب، كما ستسعى القمة إلى بحث تطبيق منظومة التحول الرقمي وإلغاء التعريفة الجمركية من أجل زيادة حركة التجارة البينية.