اخبار مصرغير مصنف

محمد كامل: “نتنياهو” ينفذ مجازر “يشوع بن نون” في القتلى والإبادة الجماعية بحسب العهد القديم

 

كتب- أمير أبورفاعي

في تصريح خاص لموقع التنمية العالمية، قال الباحث المتخصص في الشئون الإسرائيلية و العبرية محمد كامل، لقد كان يشوع بن نون محارباً ظالماً، إرهابياً، مستبداً سفاكاً للدماء، آمراً بالقتل والذبح والإبادة الجماعية، خالياً عقله وقلبه من الرحمة، ومجرداً حتى من الشعور الإنساني تماماً كالإرهابي رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو حسبما ورد في العهد القديم. وكان يتلذذ بمنظر أعدائه وهم يذبحون، وتبقر بطون نسائهم، وتذبح أطفالهم، وتدمر مساكنهم وتحرق محاصيلهم. وكانت السعادة تغمره لمنظر الدماء وهي تجري بغزارة والجثث ملقاة على الأرض، والبهائم تقتل، والمنازل تهدم، والمحاصيل تحرق.
فقد أرخ سفر يشوع بن نون، الذي هاجم أريحا وحاصرها واحتلها وحرقها بمن فيها من الأحياء حتى الحمير. وسجّلَ السفر الحروب التي خاضها بنو إسرائيل ضد خصومهم والمذابح التي ارتكبوها بحقهم. ويزعم يشوع أنَّ الرب هو الذي أمره بالقيام بتلك المذابح الجماعية وباركها وقدسها وجعلها جزءاً لا يتجزأ من الدين اليهودي القائم على الإرهاب والذبح والإبادة الجماعية وسفك الدماء والتهجير.
وكثيرا هم من صاروا على نهجه منهم الحاخام اليهودي عوفاديا يوسف رئيس طائفة السفارديم – وزعيم حزب شاس الديني المتطرف في إسرائيل – الذي أثارت تصريحاته العنصرية في شهر نوفمبر من عام 2001 موجة من الغضب في أنحاء كثيرة من العالم ، حيث وصف فيها العرب بأنهم أولاد أفاع، وأن الله ندم على خلقهم، ولذلك من الضروري قتلهم بأي شكل.
وتسعى حكومة إسرائيل هذه الأيام إلى تطبيق نظرية الترانسفير او ما يسمى بالتهجير القصري للفلسطينيين المقيمين في غزة، تلك النظرية التي دعا إليها الحاخام “يوسف فايتس”، وتنص على أنه لا مكان في هذه البلاد لشعبين، أي أن فلسطين يجب أن تكون لليهود فقط ولا أحد سواهم، وفي هذا السياق نؤكد أيضا على ما قاله الكاتب الأديب اليهودي موشيه منوحن “علّمونا في الجمنازيوم أن نكره العرب وأن نحتقرهم، وعلّمونا كذلك أن نطردهم على اعتبار أن فلسطين هي بلادنا لا بلادهم”
ونتيجة هذه التصريحات والتوجهات وغيرها تبنت إسرائيل سياستها العنصرية تجاه العرب خاصة والأمم الأخرى عامة، وذلك منذ بداية الانتداب البريطاني لفلسطين والذي لعب دور بارز عندما تدخلت بريطانيا بشكل مباشر في فلسطين، إثر صدور وعد بلفور عام 1917م، وإعلان الانتداب عام 1921.
وحول التوجه التربوي في تبرير الاستيطان وتهجير الفلسطينيين من أرضهم، يصور اغتصاب الأرض العربية على أنه تحرير، وأن ما تم من أعمال قتل وإبادة جماعية كما نراها الآن بأعيننا من قبل إسرائيل ماهو إلا حلقة من حلقات الدفاع عن النفس والحفاظ على أمن المواطن الإسرائيلي كما تدعي حكومة نتنياهو الفاشية.
إن المؤرخين والمحللين اليهود يسعون دائم إلى تحميل الضحية مسؤولية ما حل بهم من نكبات وأزمات، وذلك لتبرير مذابحهم ومجازرهم وصولاً إلى الهدف الأبعد، وهو الترانسفير وتهويد فلسطين، تحت مسميات عدة انطلاقاً من منهجية الحرب ونظرية الأمن وتدمير الآخر التي برزت مفاهيمها في التوراة وفي التلمود.
وما نراه الآن ما هو إلا إرث واضح لجنود جيش الاحتلال الإسرائيلي لأساليب وتجارب وردت عندهم في العهد القديم من قتل وإبادة جماعية وحرق لكل ماهو كائن كما فعل أسلافهم. إنه إرهاب منظم تجاه الفلسطينيين وبدعم وتأييد كاملين من الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها، الذين يبررون الهولوكوست الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني بحق الدفاع عن النفس، الذي يتمثل في قتل الأطفال الأبرياء والنساء والشيوخ وهدم المنازل على رؤوس قاطنيها، إن ما يشهده العالم اليوم من مذابح ومجازر ترتكب على يد يشوع بن نون الحديث وهو بنيامين نتنياهو كفيل أن يحرك المشاعر والأحاسيس والحجر والشجر، وهذا ما جعل الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي يتسأل في احد مقالاته هل هناك اختلاف بين أطفال وأطفال؟ هل صور الأطفال الفلسطينيين القتلى في مخيم جباليا لا تصيبنا بالفزع مثل صور الأطفال اليهود في مستوطنة بئري ؟… إن الأطفال هم أغلى شيء في حياتنا وهذا أمر إنساني وطبيعي. إن صور استشهاد الأطفال في غزة بشكل جماعي أفزعتنا جعلتنا نمقط من تسبب في هذه الكارثة التي لحقت بهم، كيف كانت حياتهم بائسة في ظل حصار بغيض وبدون مستقبل وواعد كانت إسرائيل هي السبب فيه لسنوات وسنوات.
ويتابع ليفي قوله إن الصور ومقاطع الفيديو التي جاءت من مخيم جباليا مفزعة ومخيفة بسبب القصف الإسرائيلي لها إنها صور جثث وأشلاء لأطفال صغار تم جمعها لدفنها في قبر جماعي. ويستعرض الكاتب صور لأطفال استشهدوا في مستشفى الناصر المتخصصة لعلاج الأطفال، التي طالبت إسرائيل مسئوليها بإخلائه.
ويختتم الكاتب مقاله في سخرية من حكومة إسرائيل بزاعمة نتنياهو التي ترى أن التعاطف والفزع من صور الأطفال الفلسطينيين الذين استشهدوا هو بمثابة خيانة عظمى لدولة إسرائيل.
وفي الختام إن ما نراه ونشهد اليوم من قصف وقتل وحرق وتدمير للمنازل، ووقوف العالم وزعماؤه مكتوفي الأيدي أمام آلة الحرب الإسرائيلية لأكبر دليل على على وحشية وهمجية إسرائيل التي لا ترحم صغيرا أو كبيراً وأنها ليست كما كانت تدعي في الماضي القريب أنها واحة الديمقراطية وحقوق الانسان في الشرق الأوسط، وأن جيشها هو أكثر الجيوش أخلاقاً أن هذه العبارات تحطمت أمام صور قتل الأطفال في غزة وهدم المنازل والمستشفيات وجعلت من هذا الجيش وجنوده من أسوأ من أنجبت البشرية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى