د. عمرو عبدالمنعم : هكذا ستتجرع إسرائيل سم هيروهيتو
كتب/ أمير أبورفاعي
في تصريح خاص لموقع التنمية العالمية، أكد الدكتور عمرو عبدالمنعم المتخصص في الجماعات الإسلامية و الجماعات المتطرفة، أن إسرائيل في الوعي الجمعي العربي تمثل خنجر مغروس في خاصرة العرب، لكنها في الوعي الجمعي اليهودي، والغربي -بلا ريب-، جرذ محصور بين مفترسين كواسر، يتربصون اللحظة المناسبة للانقضاض عليه، و تجد هنا الإشارة إلى أن وضع هذا التصور في الذهن مهم جدًا في تقييم عملية طوفان الأقصى ومعرفة تداعياتها ومآلاتها وردود الأفعال الواقعة والمتوقعة عليها، فكلنا نعرف أن رئيسة وزراء بريطانيا السابقة تاتشر حين سافرت عبر الأراضي الفلسطينية بالطائرة في ثمانينيات القرن الماضي أبدت دهشتها و انزعاجها الشديد من صغر حجم “إسرائيل”؛ لأن صغر الحجم يمثل خطرًا كبيرًا على وجودها، هذا الخطر يدركه كل إسرائيلي جيدًا، وتدركه الدول الداعمة لإسرائيل، مع الوضع في الاعتبار أن أصل فكرة إسرائيل هو التخلص من معضلة بغيضة أرقت العالم الغربي قرونًا سموها ب”المسألة اليهودية”؛ لأن اليهـود شعب منبوذ مستقذر لأقصى درجة في الغرب [من الشتائم المهينة عندهم “يا يهودي”] .
و أضاف عمرو عبدالمنعم، إن إنشاء إسرائيل أتى حلًا منقذًا لمجتمعاتهم من هذا “القذر” تحت شعار مكذوب “نرسل شعبًا بلا أرض ليسكن أرضًا بلا شعب”، لكن المعضلة الكبرى ل”إسرائيل” مذ نشأتها كانت المعضلة الأمنية؛ معضلة “الجرذ المحصور” بين الوحوش، فكان أساس نشأتها واستمرار وجودها يعتمد ويرتكن على توفير الأمن وتعزيزه لكل يهـودي؛ ليرضى بالهجرة من أوروبا وأمريكا -تخلصًا منه- إلى أرض ميعادهم والاستقرار فيها، واليهودي يعشق الحياة جبان بطبعه “ولتجدنهم أحرص الناس على حياة”، وقد بنيت عقيدة الجيش الإسرائيلي -وبني الدعم الغربي الأمريكي والأوربي- على أساس قدرته على هزيمة كل من حوله من دول -الوحوش الكواسر- في وقت واحد، ولو استدعى الأمر استعمال القنابل الذرية التي تملك إسرائيل وفرة منها، كذلك اعتمدت “إسرائيل” الاستراتيجية الأمريكية القاضية بألا تخوض حربًا على أرضها أبدًا، هذه الاستراتيجية بالنسبة لإسرائيل -بعكس أمريكا- مسألة وجودية، ليست ترفًا ولا فخرًا، فالحرب على أرضها تعني ذهاب الأمن؛ وذهابُ الأمن زوالُ إسرائيل، ولذا كانت صواريخ القسام حين تصل تل أبيب وغيرها من المدن الفلسطينية المغتصبة تمثل -على قلتها وضعفها- تهديدًا وجوديًا يستدعي ردًا وحشيًا مبررًا -عندهم وعند داعميهم- ولو لم يقتل الصاروخ أحدًا -كما هو الغالب-
وبناء على ما سبق يجب على أهل غزة، وأهل فلسطين، والعرب قاطبة، والمسلمين كافة، أن يعطوا الحدث حقه، وان يتيقن الجميع ان إسرائيل إلي زوال زوال إسرائيل قادم جغرافيا وتاريخيا يجب أن يكون التحرك شعبيًا: كل بما يقدر عليه، وكل بما يستطيع، لا بد من تحرك يناسب الحدث حقيقة في كل بلدان العالم، لتتجرع إسرائيل سم هيروهيتو؛ فترضخ للهزيمة، وإلا فإنها ستبيد غزة حقيقة تحت دعم وتأييد وتصفيق بل ورقص احتفالي غربي؛ فالمسألة عندهم حياة أو موت.
لا بد أن يشعر الصهاينة ومن ورائهم داعميهم الغربيون أن تكلفة وجود – أكرر وأؤكد وجود- إسرائيل أكبر من تكلفة ردود الفعل على ما يفعلونه بغزة، وعلى أهل غزة الأبطال أن يصبروا ويثبتوا ويتوكلوا على الله حق التوكل ويدركوا أبعاد وعظم معركتهم، وأنهم سيكونون حقيقة سببًا في إحياء جسد الأمة كلها، وروحا تبث في كيانها، ودماء تجري في عروقها، والأهداف العظيمة تستوجب تضحيات كبيرة.