نفيسة زكريا تكتب .. الترقي للوصول

نفيسة زكريا تكتب .. الترقي للوصول
بهل علينا شهر رمضان المبارك بالخير والبركات قال الله عز و جل:(شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس و بينات من الهدي و الفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه و من كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر)اللهم ارزقنا في هذا الشهر عملا صالحا متقبلا و طهر قلوبنا يا أرحم الراحمين، ومعا في مصر الحبيبة يحيي شعبها الكريم الليالي الرمضانية و أداء الفرائض و النوافل و الابتهالات و المناجاة و قيام الليل و ذكر الله و كثرة الصدقات و يتوجه المؤمنون إلى ربهم للمناجاة و صالح الأعمال شاكرين لأنعم الله و من كان جادا في السير في طريق الله للوصل مع الله فليلتزم في حياته لمحاربة النفس و الهوى و الشيطان ملتزمًا بأوامر الله منتهيا عما نهى الله عنه راضيا بقضاء الله متيقنا برحمة الله فيخلص قلبه للمولى عزّ و جلّ ساعيا للقرب من الله و القرب من الله درجة إيمانية لا يبلغها المرء إلا إذا أخلص النية في كلّ قول أو عمل ظاهرا أو باطنا فيكون عمله و قوله في سبيل الله، و من علامات القرب أنّ الله سبحانه وتعالى يقطع عن المرء الانشغال عن الأصحاب و الأهل و الأحباب بلا سبب حقيقي مع عدم التقصير في بر الوالدين و ما شابه، و يعتري المرء احيانا كثيرا شعور القبض في اكثر ألأيام و الليالي و يعتريه البسط بشكل محدود، و يشعر قلبه الوحشة من الخلق و يمر خلال أيامه و لياليه بابتلاءات كثيرة و متنوعة حتى يرى نفسه غريبا عن الجميع و لذلك قيل ؛( طوبى للغرباء) حيث لا يرى المرء إلا الله و يملأ قلبه بنور الله و تنمحي عنه صور الأكوان و ترحل عن قلبه جميع الأغيار حتى يصل إلى التجريد ثم التفريد فيكون (حين إذ له،منه،فيه و اليه) و تتنزل عليه أنوار الله محافظا على عطاء الله له غير ظاهراً و لا متكبراً و لا عاليا بنفسه على احد فيجعله المولى قدوة للناس،اللهم بحق هذا الشهر الكريم و الكتاب المبين و ليلة القدر عظيمة الشأن ان تتقبل منا اعمالنا و نحظى بسابقة الحب منك و الشوق إليك فنفور دنيا و أخرى و نرى وجهك الكريم و يتحقق لنا الفوز العظيم و انصر مصر و سائر المؤمنين و الله المستعان و الموفق